داء تخفيف الضغط

(داءُ كيسون؛ آلام انخفاض الضغط الجوي)

حسبRichard E. Moon, MD, Duke University Medical Center
تمت مراجعته رمضان 1444

داءُ تَخفيفِ الضَّغط (داء الغواص) هو اضطراب ينحل فيه النتروجين في الدَّم وتتشكل فقاعات ضمن الأنسجة بسبب انخفاض الضغط.

  • يمكن أن تشمل الأَعرَاض التعب والألم العضلي والمفصلي.

  • وفي الأنواع الأكثر شدة، يمكن للأعراض أن تكون مشابهة لأعراض السكتة الدماغية، أو قد تتضمن الخدر (التنميل)، والشعور بالوخز، وضعف اليد أو الساق، وعدم القدرة على التوازن، والدوار، وصعوبة التنفس، والألم الصدري.

  • يعالج المصاب بالأكسجين وإعادة الضغط (المعالجة بالأكسجين ذو الضغط العالي أو المفرط).

  • قد يساعد الحدّ من عمق ومدة الغطس، والحدّ من سرعة الصعود في الوقاية.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن إصابات الغوص.)

يتكون الهواء بشكل أساسي من النتروجين والأكسجين.ينضغط الهواء تحت الضغط العالي، وبالتالي فإن عملية الشهيق الواحدة تُدخل جزيئات من الهواء أكبر بكثير من الجزيئات التي تدخل تحت الضغط الاعتيادي.وبما أن الأكسجين يستخدم بشكل مستمر من قبل الجسم، فإن جزيئات الأكسجين الإضافية التي يجري تنفسها تحت ضغط مرتفع لا تتراكم في الأنسجة.في حين أن جزيئات النتروجين الإضافية تتراكم في الدَّم والأنسجة.

عندما ينخفض الضغط الخارجي في أثناء الصعود من الغطس أو عند مغادرة وسط يحتوي على هواء مضغوط، فإن النتروجين المتراكم الذي لا يمكن زفره بشكل فوري يشكل فقاعات في الدم والأنسجة.قد تتمدد هذه الفقاعات وتُلحق الأذى بالأنسجة، أو قد تسد الأوعية الدموية في العديد من الأعضاء، إما بشكل مباشر أو عن طريق التسبب بجلطات دم صغيرة.يمكن لهذا الانسداد في الأوعية الدموية أن يُسبب ألمًا وأعراضًا أخرى متنوعة، مثل الأعراض المشابهة للسكتة الدماغية (ضعف مفاجئ في أحد جانبي الجسم، أو صعوبة النطق، أو الدوخة)، أو حتى أعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا.كما تسبب فقاعات النتروجين الالتهاب أيضًا، ممَّا يُسبِّب التورم والألم في العضلات والمَفاصِل والأوتار.

يمكن للعوامل التالية أن تزيد من خطر الإصابة بداء تخفيف الضغط:

  • بعض الشذوذات التشريحية في القلب، مثل عيوب الحاجز الأذيني أو الثقبة البيضوية السالكة

  • الماء البارد

  • التجفاف

  • الطيران بعد الغوص

  • الإجهاد

  • التعب

  • زيادة الضغط (أي زيادة عمق الغوص)

  • طول الوقت الذي يُمضية الشخص في وسط ذو ضغط عالٍ

  • السمنة

  • التقدم في السن

  • الصعود السريع

  • الفشل في اتباع إجراءات تخفيف الضغط المناسبة

بما أن النتروجين الفائض يبقى منحلاً في أنسجة الجسم لمدة 12 ساعة على الأقل بعد كل عملية غوض، فإن تكرار الغوص في غضون يوم واحد يزيد من خطر داء تخفيف الضغط أكثر من الغوص لمرة واحدة.كما إن الطيران في غضون 12 إلى 24 ساعة بعد الغوص (كما هيَ الحال في نهاية الإجازة) يُعرض الشخص لتراجع أكبر في مستوى الضغط الجوي، ويزيد قليلاً من خطر الإصابة بداء تخفيف الضغط.

قد تتشكل فقاعات النتروجين في الأوعية الدموية الدقيقة أو في الأنسجة نفسها.تكون النسج ذات نسبة الدهون المرتفعة، مثل تلك الموجودة في الدماغ والحبل الشوكي، أكثر احتمالاً للتأثر، وذلك لأن النتروجين ينحل بسرعة كبيرة في الدهون.

  • يميل داء تخفيف الضغط من النوع الأول لأن يكون خفيفًا، ويؤثر بشكل رئيسي في المفاصل، والجلد، والأوعية اللمفية.

  • في حين أن داء تخفيف الضغط من النوع الثاني، والذي قد يكون مهددًا للحياة، غالبًا ما يُصيب الأعضاء الحيوية، بما في ذلك الدماغ والحبل الشوكي، والجهاز التنفسي، والجهاز الدوراني في الجسم.

أعراض داء تخفيف الضغط

عادةً ما تحدث أعراض تخفيف الضغط بشكل أبطأ من أعراض الانصمام الهوائي والرضح الضغطي الرئوي.تظهر أعراض تخفيف الضغط عند 50% من الأشخاص في غضون ساعة من الصعود إلى السطح، في حين تظهر عند 90% من الأشخاص في غضون 6 ساعات.عادة ما تبدأ الأَعرَاض تدريجيًا، وتستغرق بعض الوقت للوصول إلى أقصى حد لها.قد تشتمل الأعراض الأولية على ما يلي:

  • التعب

  • نقص الشهية

  • الصداع

  • شعور مبهم بالمرض والتوعك

داءُ تخفيف الضغط من النوع الأول (الأقل شدة)

عادةً ما يُطلق على النوع الأقل شدة من داء تخفيف الضغط (الشكل العضلي الهيكلي) اسم آلام انخفاض الضغط الجوي، ويُسبب الألم عادةً.عادةً ما يحدث الألم في مفاصل الذراعين أو الساقين، أو الظهر أو العضلات.وقد يكون من الصعب تحديد موقع الألم أحيانًا.قد يكون الألم خفيفًا أو متقطعًا في البداية، وقد تزداد قوته ويصبح شديدًا بشكل تدريجي وثابت.قد يكون الألم حادًا أو يمكن وصفه بأنه "عميق"، أو "مثل شيء ينخر في العظام". يزداد الألم سوءًا مع الحركة.

في حين تشمل الأَعرَاض الأقل شيوعًا كلاً من الحكة، وتقشر الجلد، والطفح الجلدي، وتورم الذراع أو الصدر أو البطن، والإرهاق الشديد.لا تهدد هذه الأَعرَاض الحياة ولكنها قد تسبق المشاكل الأكثر خطورة.

داءُ تَخفيفِ الضَّغط من النوع الثاني (الأكثر شدة)

غالبًا ما يؤدي النوع الأكثر شدة من داءُ تَخفيفِ الضَّغط إلى أعراض عصبية، تتراوح بين الخدر الخفيف وحتى الشلل والموت.ويكون الحبل الشوكي أكثر عرضةً بشكل خاص.

يمكن أن تشمل أعراض إصابة الحبل الشوكي كلاً من التنميل، أو الوخز، أو الضعف، أو مزيج من كل ذلك في الذراعين، أو الساقين، أو الذراعين والساقين معًا.قد يتفاقم الضعف أو الوخز الخفيف على مدى ساعات وصولًا إلى حالة من الشلل الذي لا رجعة فيه.وقد يُصاب المريض أيضًا بعدم القدرة على التبوُّل أو عدم القدرة على التحكم في التبوُّل أو التغوط.من الشائع أيضًا وجود ألم في البطن والظهر.

أما أعراض تأثر الدماغ، فإن معظمها مشابه لتلك الناجمة عن الانصمام الهوائي، وتشمل:

  • الصداع

  • التشوش الذِّهني

  • اضطراب الكلام

  • الرؤية المزدوجة

فقدان الوعي في حالات نادرة.

تظهر أعراض تأثر الأذن الداخلية، مثل الدوار الشديد، والطنين في الأذنين، ونقص السمع، عندما تتأثر الأعصاب في الأذن الداخلية.

تنجم أعراض تأثر الرئة عن الفقاعات الغازية التي تنتقل عبر الأوردة إلى الرئتين، وتؤدي إلى السعال، والألم الصدري، ثم تتفاقم تدريجيًا وتُسبب صعوبة في التنفس.و قد تؤدي في الحالات الشديدة والنادرة إلى الصدمة والموت.

الآثار اللاحقة لداء تخفيف الضغط

يمكن للتنخر العظمي الناجم عن قلة الضغط dysbaric osteonecrosis (يُطلق عليه أحيانًا تنخر انعدام الأوعية avascular bone necrosis) أن يكون تأثيرًا متأخرًا لداءُ تخفيف الضغط، أو قد يحدث في غياب داء تخفيف الضغط.تشتمل هذه الحالة على تخرب النسيج العظمي، وخاصةً في الكتف والورك.يمكن للتنخر العظمي الناجم عن قلة الضغط أن يُسبب ألمًا مستمرًا وإعاقة نتيجة الفصال العظمي (خشونة المفاصل) الناجم عن الإصابة.نادرًا ما تحدث هذه الإصابات بين الغواصين الهواة، ولكنها أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعملون في بيئة من الضغط الجوي المرتفع، والغواصين الذين يعملون في حجرات عميقة تحت الماء.غالبًا ما لا يكون هناك حدث ابتدائي مُعيّن يمكن للشخص تحديده كمصدر للأعراض بمجرد ظهورها.

يتعرض هؤلاء العمال لضغط عالٍ لفترات طويلة وقد تكون لديهم حالة من آلامُ انخفاض الضغط الجوي غير المُشخَصة.قد يواجه الغواصون التقنيون، الذين يغوصون إلى أعماق أكبر من الغواصين الهواة، خطرًا أكبر من الغواصين الهواة.عادةً ما يكون النخر العَظمِيّ الناجم عن خلل الضغط بدون أعراض، ولكن إذا حدث في موقع قريب من مفصل فقد يتفاقم ببطء على مدى أشهر أو سنوات، حتى يصل إلى التهاب مفصلي شديد يُعيق الحركة.وعند حدوث ضرر شديد للمفصل، فقد يكون العلاج الوحيد هو استبدال المفصل.

كثيرًا ما تنجم المشاكل العصبية الدائمة، مثل الشلل الجزئي، عن تأخر أو عدم كفاية معالجة أعراض الحبل الشوكي.ومع ذلك، فإن الضرر يكون شديدًا للغاية في بعض الأحيان، بحيث يصعب تصحيحه، حتى مع المعالجة المناسبة في الوقت المناسب.ويبدو أن المُعالجَات المتكررة بالأكسجين في حجرة الضغط العالي تساعد بعض الأشخاص على التعافي من أذية الحبل الشوكي.

تشخيص داء تخفيف الضغط

  • تقييم الطبيب

يجري تشخيص داء تخفيف الضغط بناءً على طبيعة الأَعرَاض، وتزامنها أو ارتباطها مع الغوص.قد تُظهر الاختبارات، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، تشوهات في المخ أو الحبل الشوكي، ولكن نتائجها لا تكون موثوقة.يبدأ العلاج بإعادة الضغط قبل ظهور نتائج التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، باستثناء الحالات التي يكون فيها التشخيص غير مؤكد أو تكون فيها حالة الغواص مستقرة.عادةً ما يكون التصوير بالرنين المغناطيسي كافيًا لتشخيص التنخر العظمي الناجم عن قلة الضغط.

علاج داء تخفيف الضغط

يتعافى معظم الأشخاص بشكل كامل.

غالبًا ما لا يحتاج الغواصون الذين يعانون من الحكة فقط، أو تبقع الجلد، أو التعب، إلى الخضوع لإجراء إعادة الضغط، ولكن ينبغي إبقاؤهم تحت المراقبة، بسبب احتمال حدوث مشاكل أكثر خطورة.يُوصى باستنشاق الأكسجين بتركيز 100٪ بواسطة قناع ينطبق بإحكام على الوجه وقد يوفر بعض الراحة.

العلاج بإعادة الضغط

يُشير ظهور أية أعراض أخرى لداء تخفيف الضغط إلى الحاجة للعلاج في حجرة الضغط المفرط (إعادة الضغط أو الأكسجين مفرط الضغط)، وذلك لأن العلاج بإعادة الضغط يساعد على استعادة الجريان الدموي الطبيعي واستعادة مستويات الأكسجين الطبيعية في الأنسجة.بعد البدء بالعلاج بإعادة الضغط، يجري تقليل الضغط تدريجيًا، مع فترات توقف محددة، مما يتيح الوقت للغازات الزائدة لمغادرة الجسم بدون أذى.وبما أن الأَعرَاض قد تعود للظهور مرة أخرى أو تتفاقم خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى، فينبغي علاج المُصابين حتى وإن كانوا يعانون من مجرد ألم خفيف أو عابر، أو أعراض عصبية خفيفة.

يكون العلاج بإعادة الضغط أكثر فائدة عندما يجري البدء به بسرعة.عند الطيران في طائرة، يكون ضغط الهواء في حجرة الركاب أقل من الضغط على الأرض، ويمكن أن يؤدي فرق الضغط هذا إلى تفاقم داء تخفيف الضغط في بعض الأحيان.ولكن، بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة، تكون فائدة المعالجة بشكلٍ أسرع في غرفة الضغط المفرط أكبر بكثير من خطر عدم المعالجة.يوصي الخبراء عادة بالطيران ضمن طائرة تجارية، والتي يمكن أن تكون كابينتها مضغوطة، أو الطيران على ارتفاع منخفض إذا كانت كابينة الطائرة غير مضغوطة.

يمكن للمعالجة بإعادة الضغط أن تكون مفيدة لمدة تصل إلى 48 ساعة أو أكثر بعد الغوص، وينبغي إعطاؤها للمصاب حتى وإن كان الوصول إلى أقرب حجرة يتطلب سفرًا طويلاً.وريثما يحين موعد السفر، وفي أثنائه، يُعطى الأكسجين للمصاب بواسطة قناع وجه ملائم، وتُعطى السوائل عن طريق الفم أو عن طريق الوريد.إن تأخير العلاج لمدة طويلة يزيد من خطر الضرر الدائم.

الوقاية من داء تخفيف الضغط

يمكن للغواصين الوقاية من داء تخفيف الضغط عن طريق تجنب تشكل الفقاعات الغازية.ويكون ذلك عن طريق الحدّ من عمق ومدة الغطس إلى مدى لا يتطلب التوقف في أثناء الصعود لتحرير الضغط decompression stops، أو عن طريق الصعود مع التوقف لتحرير الضغط كما هو محدد في الدلائل الإرشادية المُعتمدة، مثل جدول تحرير الضغط المُدرَج في فصل تحرير ضغط الهواء من دليل الغوص البحري في الولايات المتحدة الأمريكية.

يوفر الجدول برنامجًا للصعود نحو السطح يسمح عادةً للنتروجين الزائد بالتلاشي دون التسبب بضرر.يرتدي العديد من الغواصين جهاز كمبيوتر محمول مخصص للغطس، يتتبع عمق الغواص باستمرار والزمن الإجمالي للغوص.ينظم الكمبيوتر برنامج تخفيف الضغط لعودة آمنة إلى السطح، وينبه الغواص عند الحاجة لإجراء توقف لتحرير الضغط.

بالإضافة إلى اتباع إرشادات الجدول أو البرنامج الحاسوبي للصعود إلى السطح، يُجري العديد من الغواصين وقفات أمان لبضع دقائق على بعد حوالى 4-5 أمتار من السطح.

ولكن اتباع هذه الإجراءات لا يلغي خطر الإصابة بداء تخفيف الضغط.يحدث عدد قليل من حالات داءُ تَخفيفِ الضَّغط بعد الغوص دون توقف.وقد ينجم استمرار داء تخفيف الضغط عن عجز الجداول والتطبيقات الحاسوبية عن أخذ تنوع عوامل الخطر بعين الاعتبار، أو بسبب عدم التزام الغواصين بتعليمات الجداول والبرامج الحاسوبية.

هل تعلم...

  • الطيران في غضون 12 الى 24 ساعة من الانتهاء من الغوص (وهو أمر شائع في الإجازات) يزيد من خطر داءُ تَخفيفِ الضَّغط.

ومن الضروري أيضًا اتخاذ احتياطات أخرى:

  • بعد عدة أيام من الغوص، يُوصى عادةً بإمضاء فترة تتراوح بين 12-24 ساعة (15 ساعة مثلاً) على السطح قبل الطيران أو الارتقاء إلى ارتفاع أعلى.

  • ينبغي على الأشخاص الذين تعافوا تماماً من داء تخفيف الضغط أن يمتنعوا عن الغوص لمدة أسبوعين على الأقل.بعد الإصابة بحالة شديدة من داء تخفيف الضغط، فمن الأفضل الانتظار لفترة أطول (شهر على الأقل) وأن يقوم الطبيب بتقييم الشخص قبل الغوص مرة أخرى.

  • كما ينبغي على الأشخاص الذين أصيبوا بداء تخفيف الضغط على الرغم من اتباع توصيات جدول الغوص أو البرامج الحاسوبية ألا يعاودوا الغوص إلا بعد إجراء تقييم طبي شامل لعوامل الخطر الكامنة، مثل العيوب التشريحية القلبية.

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. Divers Alert Network: الخط السّاخن للطوارئ على مدار 24 ساعة، 919-684-9111

  2. Duke Dive Medicine: استشارة طارئة على مدار 24 ساعة مقدمة من أطباء، 919-684-8111

  3. دليل قوات البحرية الأمريكية للغوص: دليل مرجعي مُفصَّل تنشره البحرية الأمريكية، يقدم معلومات تفصيلية حول تدريب الغواصين وعمليات الغوص

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID