العواملُ الحارقة وفلوريد الهيدروجين (HF)

حسبJames M. Madsen, MD, MPH, University of Florida
تمت مراجعته جمادى الثانية 1444

هناك أنواع كثيرة من عوامل الحرب الكيميائية التي تؤثِّر في أجزاء مختلفة من الجسمِ.العوامل الحارقة العسكرية هي مواد كيميائية مصممة لإضاءة ميدان القتال ولإشعال الحرائق ولإحداث دخان بهدف حجب التضاريس والمقاتلين.تنطوي العواملُ على البنزين المكثف (النابالم napalm) والثرميت والفوسفور الأبيض والمغنيزيوم؛ويُمكن أن يُسبب أي من هذه المركبات عددًا كبيرًا من الإصابات.

للنابالم قوام يُشبه الهلام،وعادةً ما يجري استخدام العوامل الحارقة الأخرى كأسلحةٍ على شكل مواد صلبة مسحوقة؛ويُستخدَمُ العديد من العَوامِل الحارقة في القذائف المتفجرة أو القنابل.قد يستمر الفوسفور الأبيض في الاحتراق على الجلدِ أو الملابس ما دام مُعرَّضًا للهواء؛ولأن المغنيزيوم يمكن أن يحترق تحت الماء، فإنه سيستمر في الاحتراق داخل النسيج.

عادة ما يجري الخلط بين حمض الهيدروفلوريك (Hydrofluoric acid)، المستخدم في الصناعة والتطبيقات التجارية الأخرى، وحمض الهيدروكلوريك (hydrochloric acid، الحمض المُستخدَم في أحواض السباحة).ولهذا السبب، يُشار إليه بالرمز HF.يمكن أن يوجد فلوريد الهيدروجين HF في درجات حرارة الغرفة كسائل أو بخار،وتنطوي أكثر سُبُل التعرّض شيوعًا على الجلد والعينين والرئتين؛وهو يخترق الجلد بعمق.بالإضافة إلى التسبُّب بحروق وآلام شديدة، يُمكن أن يُؤدِّي فلوريد الهيدروجين إلى خللٍ خطيرٍ في توازن المواد الكيميائيَّة في الجسم (الكهارل)، ممَّا يُسبب أحيانًا اضطرابًا في نظم القلب والوفاة.

أعراض إصابات العوامل الحارقة

تُشبه الحروقُ الناجمة عن عامل حارق الحروق الأخرى الناجمة عن الحرارة أو النار،

وقد لا يسبب التعرض لفلوريد الهيدروجين ألمًا أو حروقًا مرئية على الفور،حيثُ قد يظهر الألم في غضون ساعة، ولكن عادة ما يحدث بعد ساعتين أو ثلاث ساعات فقط؛إلا أنَّه عندما يحدث الألم، غالبًا ما يكون عميقًا وشديدًا؛ويُصبح الجلد المصاب محمرًا بشكل تدريجي، ولكنه لا يبدُو متأثرًا بشدَّة مثلما يُشيرُ الألم الشديد.

تشخيص إصابات العوامل الحارقة

  • تقييم الطبيب

تكون الحروق الناجمة عن عامل حارق ظاهرةً بشكل سريع للمستجيبين الأوائل،ولكن، نظرًا إلى أنَّ الحروق التي يسببها فلوريد الهيدروجين (خصوصاً في تراكيز منخفضة) تستغرق وقتًا لتُسبب أعراضًا، يبقى أفراد الطاقم الطبي الطبي متيقظين للإصابة التي تحدث في النسج والأعضاء العميقة للمُصاب.قد تتوهج الحروق الناجمة عن الفوسفور الأبيض أو يخرج منها دخان عند تعرضها للهواء.

علاج إصابات العوامل الحارقة

  • تطهير أو إزالة التلوث من الجلد

يقوم المستجيبون الأوائل بغمر مناطق الجلد التي تعرضت إلى الفوسفور الأبيض بالماء، أو يقومون بتغطيتها بشكلٍ محكم للوقاية من تعرضها إلى الهواء؛ثم يقومون بإزالة جزيئات الفوسفور الأبيض (غالبًا ما تلتصق بشدة على الجلد) ويضعونها في الماء.قد تكون المسارات التي يخرج منها الدخان مؤشرات جيدة لموضع الجزيئات الصغيرة؛وتجري إزالة جزيئات المغنيزيوم الذي يحترق أو يُصدر الدخان في الجلد في أسرع وقت ممكن.يمكن تغطية الجروح بالزيت إلى أن يُصبح في الإمكان إزالة الجزيئات،

بالنسبة إلى التعرُّض لفلوريد الهيدروجين، هناك حاجة إلى إزالة التلوث بشكلٍ فوريّ.يجري غسلُ الحروق باستخدام الكثير من الماء،ولكن نظرًا إلى أنَّ فلوريد الهيدروجين يخترق الجلد بسرعة، قد تحدث مشاكل ملحوظة حتى من بعد إزالة شاملة للتلوث؛عادةً ما يُطبِّقُ الأطباء معجونًا يحتوي على الكالسيوم، أو يحقنون الكالسيوم في المنطقة المكشوفة.يجري إدخال الأشخاص الذين تعرضوا بشكل ملحوظ إلى فلوريد الهيدروجين إلى المستشفى للخضوع لمراقبة القلب وتلقِّي معالجة إضافية.

إنَّ وجهات النظر الواردة في هذه المقالة هي للمؤلف، ولا تعكِسُ السياسة الرسمية لإدارة الجيش أو وزارة الدفاع أو حكومة الولايات المتحدة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID