الوذمة اللمفية

حسب
تمت مراجعته ذو القعدة 1443

الوذمة اللمفية lymphedema هي تراكم للسائل اللمفي في النسج، مما يؤدي إلى تورمها.

  • عندما تتعرض الأوعية اللمفية للإصابة أو الانسداد، فقد لا يجري تصريف السائل اللمفي بشكل صحيح، وبالتالي فإنه يتراكم في النسج مُسببًا تورمها.

  • يمكن للأربطة الضاغطة أو الجوارب الهوائية pneumatic stocking أن تساعد على تخفيف التورم.

(انظُر أيضًأ لمحة عامة عن الجهاز اللمفي).

العقد اللمفية هي أعضاء صغيرة تأخذ شكل حبة البازلاء، وتقوم بتصفية السائل اللمفي.تتوضع العقد اللمفية في جميع أنحاء الجسم، إلا أنها تكون موجودة بشكل رئيسي تحت الجلد في الرقبة، وتحت الذراعين، وفي أعلى الفخذ.تُعد العقد اللمفية جزءًا من الجهاز اللمفي، والذي يُعد إحدى الآليات الدفاعية في الجسم ضد انتشار العدوى والسرطان.

واللمف هو سائل يتكون من الماء، وكريات الدم البيضاء، والبروتينات، والدهون التي ارتشحت من الدم باتجاه المسافات بين الخلايا.يجري امتصاص بعض هذه السوائل عن طريق الدم، إلا أن الجزء المتبقي يدخل إلى الأوعية اللمفية.بعد ذلك، يمر السائل اللمفي من خلال العقد اللمفية، وهي نقاط تجميع يجري فيها تصفية الخلايا المتموتة والمتضررة، والكائنات المُعدية، والخلايا السرطانية من السائل اللمفي، ومن ثم تدميرها.إذا تواجدت كميات كبيرة من الكائنات المُعدية أو الخلايا السرطانية في العقدة اللمفية، فإنها تتورم.يمكن في بعض الأحيان أن تُسبب الكائنات المُعدية عدوى في العقدة اللمفية نفسها.

أسباب الوذمة اللمفية

تحدث الوذمة اللمفية عندما يعجز الجهاز اللمفي عن تصريف السائل اللمفي بشكل كافٍ من النسج، مما يُؤدي إلى التورم.تُصنف الوذمات اللمفية على النحو الآتي

  • الوذمة اللمفية الأولية: وتكون ناجمة عن قصور في تطور الجهاز اللمفي

  • الوذمة اللمفية الثانوية: وتكون ناجمة عن انسداد في الجهاز اللمفي

الوذمة اللمفية الأولية

تنجم الوذمة اللمفية الأولية عن وجود عدد قليل من الأوعية الدموية اللمفية التي لا يمكنها التعامل مع كامل السائل اللمفي.تحدث هذه المشكلة في الساقين في جميع الحالات تقريبًا.ويمكن في حالات نادرة أن تحدث في الذراعين.

يمكن لعدة اضطرابات وراثية أن تُسبب الوذمة اللمفية الأولية.تتباين هذه الاضطرابات بحسب العمر الذي يصبح فيه التورم واضحًا.

يمكن في حالات نادرة أن يكون التورم واضحًا عند الولادة، إلا أن الأوعية اللمفية عادةً ما تستطيع التعامل مع الكميات الضئيلة من السائل اللمفي المُنتَجة عند الأطفال الرضع.وفي حالات أكثر شيوعًا، يظهر التورم في مراحل متأخرة من الحياة، مع ازدياد كمية السائل اللمفي وعدم قدرة الأوعية اللمفية على التعامل معه.

يبدأ التورم بشكل تدريجي في إحدى الساقين أو كليهما.قد تكون العلامة الأولى للوذمة اللمفية هي انتفاخ القدم، مما يُشعِر المريض بضيق حذائه في نهاية اليوم.قد يُسبب الحذاء تحزز جلد القدم.(قد يشكو الكثير من الأشخاص الذين لا يعانون من وذمة لمفية من تورم بعد الوقوف لفترة طويلة. وقد تظهر تحززات حول الكاحلين بعد ارتداء جوارب قصيرة تصل إلى مستوى الكاحل، إلا أن هذه التحززات تكون أقل مما هي عليه عند المصابين بالوذمة اللمفية، كما إن المنطقة المحيطة لا تكون منتفخة).

في المراحل المبكرة من الوذمة اللمفية الأولية، يزول التورم عندما يقوم المريض برفع ساقه.يتفاقم هذا الاضطراب مع مرور الوقت.يصبح التورم أكثر وضوحًا ولا يختفي بشكل كامل، حتى بعد الراحة طوال الليل.

الجدول

الوذمة اللمفية الثانوية

تكون الوذمة اللمفية الثانوية أكثر شيوعًا من الوذمة اللمفية الأولية، وهي مسؤولة عن أكثر من 95% من الحالات.تحدث هذه الوذمة بشكل شائع بعد العمليات الجراحية الكبرى، وخاصةً بعد جراحة السرطان التي يجري فيها استئصال العقد والأوعية اللمفية أو معالجتها بالأشعة.على سبيل المثال، تميل الذراع لأن تتورم بعد استئصال الثدي السرطاني والعقد اللمفية في الإبط.

قد يؤدي تندب الأوعية اللمفية الناجم عن العدوى المتكررة إلى وذمة لمفية ثانوية، إلا أن هذا النوع من التندب نادر جدًا، إلا عند الأشخاص الذين يعانون من عدوى بطفيلي مداري الفيلارية (داء الفيلاريات filariasis).

قد يبدو الجلد بصحة جيدة في حالات الوذمة اللمفية الثانوية، إلا أنه يكون متورمًا أو منتفخًا قليلًا.لا يترك ضغط الجلد بالإصبع تحززًا واضحًا، إلا أن ذلك يحدث عندما تكون الوذمة ناجمة عن ضعف الجريان الدموي في الأوردة.في حالات نادرة، وخاصةً عند الإصابة بداء الفيلاريات، قد يُصبح الطرف المتورم كبيرًا جدًا ويتسمّك جلده وتظهر الأخاديد فيه بحيث يبدو مثل جلد الفيل.يُدعى هذا الاضطراب داء الفيل elephantiasis.

تشخيص الوذمة اللمفية

  • تقييم الطبيب

  • التصوير الشعاعي في بعض الأحيان

عادةً ما يستند تشخيص الوذمة اللمفية إلى أعراض الشخص.وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان إجراء اختبار تصوير، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد موقع الانسداد.في مناطق العالم التي تشيع فيها الإصابة بداء الفيلاريات، قد يتطلب الأمر إجراء اختبار لتحري الطفيلي المُسبب.

علاج الوذمة اللمفية

  • تخفيف تراكم السوائل

  • في بعض الأحيان، العمل الجراحي

لا يوجد علاج شافٍ للوذمة اللمفية.

تنطوي مُعالجة الوذمة اللمفية عادةً على تدابير لتخفيف تراكم السوائل اللمفية في الأطراف.يمكن أن تتضمن ما يلي

  • التصريف اللمفي اليدوي

  • تمارين الأطراف

  • استخدام الجوارب أو الأربطة الضاغطة

  • تمسيد الأطراف باستخدام الجوارب أو الأكمام ذات الضغط الهوائي المُتقطِّع

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من وذمة لمفية خفيفة، قد يكون من المفيد إجراء التصريف اللمفي اليدوي عندما يكون الطرف مرتفعًا ويُدلَّك يدويًا لتصريف السوائل من الطرف المصاب.يُمكن للتمارين الخاصة بالأطراف وتُطبيق الجوارب أو الأكمام الضاغطة أن تخفف أيضًا من التورم.قد يرتدي الأشخاص الذين يعانون من حالات أكثر شدة جوارب هواء ضاغط متقطع intermittent pneumatic compression stockings كل يوم ولمدة بضع ساعات، وذلك بحسب شدة الأعراض، بهدف الحدّ من التورم.حالما تتراجع شدة التورم، ينبغي على الشخص ارتداء جوارب متدرجة المرونة تصل حتى الركبة أو الفخذ، وذلك في كل يوم ابتداءً من الاستيقاظ صباحًا وحتى وقت النوم.تقوم هذه الجوارب بتطبيق ضغط عند مستوى الكاحل، وتتراجع شدة الضغط باتجاه أعلى الساق.يُساعد هذا الإجراء على السيطرة على التورم بدرجة ما.بالنسبة للوذمة اللمفية في الذراع، يمكن للمريض ارتداء أكمام هوائية pneumatic sleeves، مشابهة للجوارب الهوائية، وذلك بمعدل يومي بهدف التقليل من التورم.كما تتوفر أيضًا أكمام مرنة.

تُعالج الوذمة اللمفية الأوَّلية والثانوية في بعض الأحيان عن طريق الجراحة بهدف استئصال الأنسجة المتورمة تحت الجلد وتشكيل قنوات تصريف لمفيَّة جديدة.

قد يتمكن الأشخاص المصابون بالوذمة اللمفية من تجنب تفاقم الأعراض من خلال تجنب الحرارة، والتمارين الرياضية الشديدة، والملابس الضيقة على الذراع أو الساق المصابة.ينبغي توخي الدقة عند العناية بالجلد والأظافر لتجنب العدوى.يحاول الأطباء تجنُّب الإجراءات الطبية، مثل إعطاء اللقاحات، وسحب الدم، وإدخال الأجهزة الوريدية في الذراع المصابة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID