اضطرابُ التأقلم

حسبJohn W. Barnhill, MD, New York-Presbyterian Hospital
تمت مراجعته شعبان 1441

تنطوي اضطراباتُ التأقلم على الأَعرَاض الانفعاليَّة أو السُّلُوكية المسببة للكرب والاضطراب بشكلٍ ملحوظ، والتي تنجُم عن ضغوط مُحدِّدة.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن الرضوض والاضطرابات المرتبطة بالشدَّة والكرب).

غالبًا ما يشعر الأشخاص بالحزن أو الغضب أو الانزعاج عند حدوث أشياء غير سارّة.ولا تُعَدّ مثل هذه التفاعلات اضطرابًا ما لم تكن ردة الفعل أكثر شدَّةً مما هو متوقع عادةً في ثقافة الشخص، أو عندما تكون قدرة الشخص على الأداء ضعيفة بشكل ملحوظ.

قد تكون الشدَّة النفسيَّة حدثًا منفصلاً (على سبيل المثال، فقدان الوظيفة)، أو أحداثًا متعددة (مثل الانتكاسات المالية أو الرومانسية)، أو مشاكل مستمرة (مثل رعاية أحد أفراد الأسرة من ذوي الإعاقة الكبيرة).ولكن لا تكون الضغوط أحداثًا راضة مسيطرة، كما يحدث في اضطراب الكرب بعد الصدمة (PTSD)،

يمكن لوفاة شخص عزيز أن تكون سببًا لاضطراب التأقلم.ولكن، يجب على الأطباء أن يأخذوا في اعتبارهم مجموعة واسعة من ردود فعل الحزن التي تعد نموذجية في الثقافات المختلفة، وتشخيص الاضطراب فقط إذا كانت استجابة التفّيع أبعد مما هو متوقّع.

تُعدُّ اضطرابات التأقلم شائعة، وتوجد فيما يُقدَّر بنحو 5 إلى 20٪ من زيارات الصحة النفسية للمرضى الخارجيين.

أعراض وعلامات اضطرابُ التأقلم

تبدأ أعراضُ اضطراب التأقلم عادة بعد فترة قصيرة من الحدث المكرِب، ولا تستمر لأكثر من 6 أشهر بعدَ توقف الصدمة.

هناك العديد من مظاهر اضطراب التأقلم، بما في ذلك المظاهر الشائعة التي تشتمل على

قد يكون لدى الشخص مظهر واحدٌ أو عدَّة مظاهر.

كما أنّ هناك زيادة في خطر محاولات الانتحار وحالات الانتحار الكاملة.

تشخيص اضطرابُ التأقلم

  • تَقيِيم الطَّبيب المُعتمد على معايير مُحدَّدة

يضع الأطباء التَّشخيص استنادًا إلى المعايير التي أوصى بها الأطباء الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الإصدار الخامس (DSM-5).

يجب أن يكون لدى المرضى

  • الأَعرَاض العاطفية أو السُّلُوكية في غضون 3 أشهر من التعرض للضغط النفسي

ينبغي أن تكون الأعراضُ مهمة سريريًا كما هو مبيّن بواحد أو اثنين مما يلي:

  • ضائقة ملحوظة غير متناسبة مع الشدة (مع أخذ العوامل الثقافية وغيرها بعين الاعتبار)

  • تضعف الأَعرَاض الأداءَ الاجتماعي أو المهني بشكلٍ ملحوظ

الأشخاص الذين لديهم خلل أو ضائقة ملحوظة بعد حدث صادم، ولكن من دون تحقيق معايير اضطراب الكرب التالي للرضح أو اضطراب الكرب الحادّ يمكن تشخيص حالتهم كاضطراب في التأقلم.

علاج اضطراب التأقلم

  • المُعالجة النفسيَّة

  • الأدوية أحيانًا لمُعالجة أعراض مُعيَّنة

يجب تقييم اضطرابات التأقلم ومعالجتها بشكلٍ شامل.ولكن، هناك أدلة محدودة تدعم أي علاج معين لاضطرابات التأقلم.وقد جرى استخدام مجموعة واسعة من العلاجات النفسية الفردية والجماعية، بما في ذلك العلاج النفسي الوجيز، والعلاج المعرفي السُّلُوكي، والعلاج النفسي الداعم، بنجاح (انظر معالجة الأمراض النفسية: العلاج النفسي).ليس من غير الشائع أن يستهدف العلاج مسألة معينة، مثل الحزن.

وغالبًا ما تُستخدَم الأدوية لعلاج أعراض معينة مثل الأرق والقلق والاكتئاب.

العناية بالنفس أو الرعاية الذاتية

تُعدُّ الرعاية الذاتية أمرًا حاسمًا في أثناء وبعد النوبة أو الصدمة.يمكن تقسيمُ الرعاية الذاتية إلى نوعين:

  • السلامة الشخصية

  • الصحة البدنية

  • الوعي باللحظة

السلامة الشخصية أمر أساسي.بعدَ نوبة واحدة صادمة، يصبح الأشخاص أكثر قدرة على التعامل مع التجربة عندما يعرفون بأنهم وأحباءهم في أمان.ولكن، قد يكون من الصعب الحصول على أمان كامل في أثناء الأزمات المستمرة، مثل العنف المنزلي أو الحرب أو الجائحة المُعدية.وفي أثناء مثل هذه الصعوبات المستمرة، يجب على الأشخاص التماس إرشادات الخبراء حول كيف يمكن أن يكونوا هم وأحباؤهم بأكبر قدر ممكن من الأمان.

يمكن أن تتعرَّض الصحة البدنية للخطر في أثناء وبعد التجارب الصادمة.ينبغي على الجميع محاولة الحفاظ على جدول صحي للأكل والنوم وممارسة الرياضة.كما ينبغي استعمال الأدوية التي تهدئ وتُسكِّر (مثل الكحول) باعتدال، والأفضل تجنّبها على الإطلاق.

تهدف المقاربة الواعية للرعاية الذاتية إلى التقليل من مشاعر الإجهاد، والتبرّم، والغضب، والحزن، والعزلة التي يشعر بها الأشخاص الذين يعانون من الصدمات النفسية عادةً.وإذا سمحت الظروف بذلك، ينبغي على الأشخاص المعرضين للخطر وضع جدول يومي يومي طبيعي ومتابعته، مثل الاستيقاظ والاستحمام وارتداء الملابس والخروج في الهواء والمشي وتحضير وتناول وجبات منتظمة.

ومن المفيد ممارسة هوايات مألوفة، بالإضافة إلى الأنشطة التي تبدو ممتعة ومُلهية: رسم صورة أو مشاهدة فيلم أو طهي الطعام.

يمكن أن تكون المشاركة المجتمعية مهمة، حتى لو كان من الصعب الحفاظ على التواصل البشري في أثناء الأزمات.

يُعدُّ التمطيط والتمارين الرياضية من الأشياء الرائعة، ولكن قد يكون من المفيد بنفس القدر أن يجلس المريض ساكنًا ويحسب أنفاسه أو ياستمع بعناية للأصوات المحيطة.يمكن للناس أن ينشغلوا بالصدمة أو بالأزمة، ولذلك فمن المفيد أن يختاروا التفكير في أشياء أخرى: قراءة روايات أو الانخراط في الألغاز.قد تبدو المشاعر المزعجة "متجمدة" في أثناء الصدمة وبعدها، وقد يكون من المُريح العثور على نشاطات تُغيِّر حالة الشعور: مثل الضحك أو مشاهدة فيلم ممتع أو القيام بشيء مضحك أو الرسم باستخدام أقلام التلوين.تحت تأثير الكرب، يمكن أن يصبح الأشخاص قصيري المزاج، حتى مع الأشخاص الذين يهتمون بهم.

يمكن أن يكون اللطف التلقائي حلاً مفيدًا للجميع: حيث إن إرسال ملاحظة لطيفة، وصنع الشخص للمخبوزات، وقد لا يكون تقديم الابتسامات مفاجأة لطيفة للمتلقي فقط، ولكنه يمكن أن يقلل من اليأس والسلبية التي تميل إلى أن تكون جزءًا عن تجربة الذي يتعرَّض للصدمة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID