الرَقَص والكَنع والزَّفن الشقِّي

حسبHector A. Gonzalez-Usigli, MD, HE UMAE Centro Médico Nacional de Occidente
تمت مراجعته رجب 1443

يتَّسِمُ الرقَص بحركات غير مُنتَظمة وقصيرة ومتكررة تكون لاإراديَّة وسريعة إلى حد ما، وهِي تبدأ في جزء من الجسم وتنتقلُ بشكل مفاجئ وغير متوقع وغالبًا بشكل مستمر إلى جزء آخر.يحدث الرقَص في الوجه والفم والجذع والأطراف عادةً.الكنع هو دفق مستمر من حركات لاإرادية مُتلوِّية وبطيئة،وهو يحدث في اليدين والقدمين عادةً.الزَفن الشِقِّيّ هو نوع من الرقَص ينطوي عادةً على حركات قذفيَّة لاإراديَّة عنيفة لذراعٍ أو ساقٍ،وتكون الحركات أوسع وأكثر شدَّةً من الرقَص.

  • يكون الرقَص والكنع من أعراض اضطراب آخر عادةً، على الرغم من أن الرقَص قد يظهر من تلقاء نفسه عند كبار السن أو عند النساء الحوامل.

  • يمكن أن يحدُث الرقَص والكنع معًا، وعادةً ما يُسببانِ حركات متلويَّة تُشبه الرَّقصَ.

  • يُصيبُ الزَفن الشِقِّيّ طرفًا (الذراع أكثر من الساق غالباً) على جانب واحد من الجسم، ممَّا يَتسبَّب في اندفاعها بعنف.

  • بالنسبة إلى الرقَص والكنع، قد يكون من المفيد مُعالجة السبب، مثلما قد يحدث عند أخذ مُضادات الذهان.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن اضطرابات الحركة).

بالنسبة إلى الرقَص والكنع اللذين قد يحدثان مع بعضهما بعضًا كَكنعٍ رقصيّ choreoathetosis، لا يُعدَّان من الاضطرابات،بل هما أعراضٌ يمكن أن تنجُم عن عدّة اضطرابات مختلفة جدًّا.

الأسباب

ينجم الرقص والكنع عن فرط في نشاط العقد القاعدية، أي جزء الدماغ الذي يُساعد على البدء بالحركات الإراديَّة وتنظيمها وتنسيقها والتي تنشأ عن النبضات العصبية من الدماغ.في معظم أنواع الرقَص، تحول كمية زائدة من الدوبامين، وهو الناقل العصبي الرئيسي المستخدم في العقد القاعدية، دُون أن تعمل العقد القاعدية بشكل طبيعي.تميلُ الأدوية والاضطرابات التي تزيد من مستويات الدوبامين أو تزيد من حساسية الخلايا العصبية للدوبامين، إلى أن تُفاقم الرقصَ والكنع.

تحديد موضع العقد القاعدية

العقد القاعدية هي مجموعات من الخلايا العصبية المتموضعة في عمق الدماغ،وهي تنطوي على الآتي:

  • النَّواة الذَّنَبِيَّة caudate nucleus (بنية على شكل حرف C تُصبح مستدقة مثل الذيل الرقيق)

  • البَطامَة putamen

  • الكَرَة الشَّاحِبَة globus pallidus (توجد جانب البطامة)

  • النَّواة تَحتَ المِهادِ subthalamic nucleus

  • المادَّة السَّوداء substantia nigra

تُساعد العقد القاعدية على البدء بالحركات العضلية الإرادية وتنظيمها، وكبح الحركات اللاإراديَّة، وتنسيق التغيرات في الوضعية.

يحدث الرقص والكنع في داء هنتنغتون Huntington، وهو اضطراب تنكسي وراثي.

كما قد يحدُث الرقص في الحالات التالية أيضًا:

  • رقص سيدينهام Sydenham chorea (يُسمى أيضًا رقصة سانت فيتوس St. Vitus’ dance أو داء سيدينهام Sydenham disease)، وهُو مُضَاعَفة للحُمَّى الروماتيزمية (عدوى في الطفولة تسببها عقديات معينة)، ويتَّسِمُ بحركات نفضية لا يُمكن ضبطها ويُمكن أن تستمر لأشهر عديدة.

  • اضطرابات المناعة الذاتية، مثل الذئبة (الذئبة الحمامية الجهازية)

  • فرط نشاط الغُدَّة الدرقية (فَرطُ الدَّرَقِيَّة hyperthyroidism)

  • ارتفاع مستوى السكر في الدَّم (فرط سكَّر الدَّم hyperglycemia)

  • انخفاض مستوى هرمون الدُّريقات (قصور الدُّريقات)

  • وَرم أو سكتة في جزء من العقد القاعدية يُسمى النواة المذنبة caudate nucleus

  • مُتلازمات الأباعد الورميَّة (وهِيَ أعراض تنجم عن هرمونات تنتجها أنواع محددة من الأورام أو أجسام مُضادَّة يُنتجها الجهاز المناعيّ كاستجابةٍ منه للورم)

  • الحمل، حيث يتسبب في حالة تسمى الرقص الحملي chorea gravidarum وهي تحدث في أثناء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولكنها تختفي من دون مُعالَجَة بعد فترة وجيزة من الولادة

  • في حالاتٍ نادرةٍ، استخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم

  • استخدام أدوية مُعيَّنة، مثل ليفودوبا عند أشخاص داء باركنسُون، والفينيتوين، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، والكوكايين.

بالنسبة إلى عدد قليل من الأشخاص، يُمكن أن تُسبب الأدوية المُضادَّة للذهان رقَصاً يُسمى خلل الحركة المتأخر tardive dyskinesia (يتَّسِمُ، على سبيل المثال، بتجعيد الشفتين واللسان أو الكَنَع الرَقَصِيّ).

قد يحدُث الرقَص أحيانًا عند كبار السن من دون سببٍ واضح،ويميل هذا الرقَص الذي يُسمى الرقص الشيخوخي، إلى التأثير في العضلات داخل الفم وحوله؛ولكن إذا ظهرت هذه الحركات، ينبغي على الأشخاص زيارة الطبيب.

ينجم الزفن الشقي عادةً عن سكتة تُصيبُ منطقة صغيرة تحت العقد القاعدية مباشرةً وتسمى النَّواةُ تَحتَ المِهادِ subthalamic nucleus،تُساعد النواة تحت المهاد على ضبط الحركات الإرادِيَّة.

الأعراض

ينطوي الرقص على اليدين والقدمين والوجه عادةً،وقد يتجعد الأنف وقد ترفرف العين باستمرار وقد يتحرك الفم أو اللسان باستمرار.لا تكون الحركات نظميَّة، لكنها تبدو وكأنها تنساب من عضلةٍ إلى أُخرى بجانبها وقد تظهر مشابهة للرَّقصِ.قد تندمج الحركات بشكلٍ غير ملحوظ في أفعال هادفة أو شبه هادفة، مما يجعل من الصعب التعرف إلى الرَّقَص أحيانًا.

يحدث الكنع في اليدين والقدمين عادةً،تتناوب الحركات المتلويَّة البطيئة غالبًا مع الإبقاء على أجزاء من الأطراف في وضعيات معينة، بحيث ينجم عن ذلك تدفق مستمر من الحركات البطيئة.

عندما يحدُث الرقص و الكنع معًا، تكون الحركات متلويَّة وتشبه الرقصَ وأبطأ مما هي عليه في الرقَص، ولكنها أسرع من الكنع.

يُصيبُ الزفن الشقي جانباً واحداً من الجسم،وتتأثر الذراع أكثر من الساق.قد يُسبب الزفن الشِّقّي إعاقة مؤقتة لأنه عندما يحاول الشخص تحريك الطرف، فإنه قد ينقذف بشكلٍ لا يمكن ضبطه.

التشخيص

  • تقييم الطبيب

  • في بعض الأحيان اختبارات للتعرف إلى السبب

يستندُ تشخيص الرقص، أو الكنع، أو الزَفن الشِقِّيّ إلى الأَعرَاض والمراقبة من قبل الطبيب.كما يسألُ الطبيب أيضًا عن الأدوية التي يأخذها الشخصُ للتحقق من الأدوية التي قد تسبب الأعراض.

قد يُجري الأطباء اختبارات للتعرف إلى السبب،وقد تنطوي هذه الاختبارات على:

  • اختبارات الدَّم لقياس مستويات الهرمونات الدرقية أو مستويات السكر في الدم

  • تصوير الدماغ، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT)، للتحقق من وجود أورام أو دليل على السكتة

  • اختبارات أُخرى أحيانًا، وذلك استنادًا إلى ما هو السبب الذي يشتبه فيه الأطباء

العلاج

  • مُعالَجة السبب

  • أدوية للمساعدة على ضبط الحركات غير الطبيعية

عادةً ما يقل الرقص عند أشخاص فرط الدرقية أو فرط سكر الدم عند مُعالجة هذا الاضطراب.يهدأ رقص سيدينهام Sydenham chorea والرقَص النَّاجِمان عن سكتة من دُون معالجة غالباً،وإذا كان سبب الرقص هو دواء، قد يكون من المفيد إيقاف الدواء، ولكن لا يزول الرقص دائمًا.

إذا كانت المرأة الحامل تعاني من حالة رقص شديد، فقد تُعالج بالباربيتورات barbiturates في أثناء فترة الحمل.ولكن بعد الولادة، يخفّ الرقص ويختفي في نهاية المطاف من تلقاء ذاته.

إذا كان الأشخاص يُعانون من الرقص والكنع، تميلُ المُعالجات التي تُساعد على التخفيف من أعراض الرقص إلى المُساعدة على تخفيف الكنع أيضًا.

قد تساعد الأدوية التي تُثبط عمل الدوبامين على ضبط الحركات غير الطبيعية،وتنطوي هذه الأدوية على مُضادَّات الذُّهان، مثل الفلوفينازين fluphenazine والهالوبيريدول haloperidol و الريسبيريدون risperidone.كما قد تكون الأدوية التي تقلل من كمية الدوبامين التي يجري إفرازها، مثل ريزيربين reserpine، وديوتيترابينازين deutetrabenazine، وتيترابينازين tetrabenazine، مفيدةً أيضًا.ولكن قد يكون التحسُّن محدودًا.

عادةً ما يختفي الزفن الشقي من تلقاء ذاته بعد أيام عديدة، لكنه يستمر أحيانًا لمدة 6 إلى 8 أسابيع،وقد تُساعد الأدوية المُضادَّة للذهان على كبح الزفن الشقي.قد يُستخدم التحفيز الدماغي العميق في حال عدم فعالية الأدوية.بالنسبة لهذا الإجراء، تُزرع أقطاب كهربائية صغيرة جراحيًا في العقد القاعدية.تُرسِلُ الأقطاب الكهربائية كميات صغيرة من الكهرباء إلى المنطقة المحددة في العقد القاعدية التي يُعتقد أنها مسؤولة عن الزفن الشقي وبذلك يمكن أن تُساعد على تخفيف الأعراض.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID