يمكن أن يتسبَّب تضرُّر الدِّماغ في حدوث الكثير من أنواع الخلل الوظيفي.يتراوح هذا الخللُ بين فقدان كامل للوعي (كما يحدث في الغيبوبة الذُّهولُ والغيبوبة الذُّهولُ stupor هو فقد الاستجابة، بحيث لا يمكن استثارةُ الشخص إلَّا من خلال التحفيز أو التنبيه الجسدي الشديد.الغيبوبة coma هي فقد استجابة الشخص، بحيث لا يمكن استثارته؛ وفيها تبقى عيناه مغلقتين... قراءة المزيد ) إلى التوهان، وعدم القدرة على الانتباه (كما يحدث في الهذيان الهذيَان الهذيانُ هو اضطراب مفاجئ ومتقلِّب في الوظيفة الذهنية، ويُمكن الشفاء منه عادةً،وهُوَ يتسِم بعدم القدرة على الانتباه والتَوَهان وعدم القدرة على التفكير بوضوح وبتقلبات في مستوى اليقظة (الوعي).... قراءة المزيد )، إلى ضعف واحدة أو أكثر من الوظائف النوعيَّة الكثيرة التي تُسهم في التجربة الواعية.
يختلف نوعُ خلل الوظيفة الدماغية وشدّته باختلاف
درجة الضَّرر الدِّماغي
موضع تضرُّر الدماغ
مدى سرعة تقدُّم أو تفاقم الاضطراب المُسبِّب
يمكن أن يكونَ خلل الوظيفة الدماغية
موضعيًّا (بؤريًا): مقتصرًا على منطقة معينة
منتشرًا (شاملًا): واسع الانتشار
أسباب خلل الوظيفة الدماغية
ينجم الخللُ الوظيفي الدماغي الموضعيعن الاضطرابات التي تحدث في منطقة معينة من الدماغ، بما في ذلك:
الاضطراباتُ التي تحدُّ من جريان الدَّم (ومن ثَمَّ إمداد الأكسجين) إلى منطقة معينة، مثل السكتة الدماغية لمحَة عن السكتة الدماغية تحدث السكتة الدماغية عندما ينسد أو يتمزق أحد الشرايين في الدماغ، مما يؤدي إلى تموت مساحة من أنسجة الدِّمَاغ بسبب فقدان ترويتها الدموية (احتشاء الدماغ).أَعراض تحدث فجأة. تكون معظم السكتات الدماغية... قراءة المزيد
ينجم الخللُ الوظيفي الدماغي المنتشر عن الاضطرابات التي تُصيب مناطق واسعة من الدماغ، بما في ذلك:
الاضطرابات التي تُسبّب شذوذات استقلابية، مثل انخفاض مستويات السكر في الدَّم (نقص السكر في الدَّم hypoglycemia نقصُ سكَّر الدَّم نقصُ السُّكَّر في الدَّم hypoglycemia هو انخفاض مستويات السُّكَّر (الغلُوكُوز) في الدَّم بشكل غير طبيعي. ينجم نقص سكر الدَّم عن استعمال أدوية ضبط داء السُّكّري غالبًا.وتنطوي الأسبابُ الأقل شُيُوعًا... قراءة المزيد ) أو انخفاض مستويات الأكسجين في الدَّم (نَقصُ التَّأَكسُج hypoxia الذي يحدث عادةً بسبب اضطراب في الرئة أو القلب أو، غالبًا، بسبب سكتة قلبية السكتة القلبية والإنعاش القلبي الرئوي السكتة القلبية هي توقف القلب عن ضخِّ الدَّم والأكسجين إلى الدماغ والأعضاء الأخرى والنُّسج.يمكن في بعض الأحيان إنعاش الشخص بعد السكتة القلبية، وخاصة إذا قُدمت المعالجة له فورًا.ولكنَّ مرور المزيد... قراءة المزيد أو تنفسية)
حالات العدوى، مثل التهاب السَّحايا مقدّمة عن التهاب السَّحايا التهابُ السحايا Meningitis هو التهابُ طبقات الأنسجة التي تغطّي الدماغ والحبل الشوكي (السَّحايا) والحيّز المملوء بالسائل بين السحايا (الحيّز تحت العنكبوتية subarachnoid). يمكن أن يكونَ التهابُ... قراءة المزيد أو التهاب الدماغ التهابُ الدماغ التهابُ الدماغ هو التهابٌ يُصيبُ الدماغ ويحدث عندما يتعرَّض الدماغ لعدوى فيروسيَّة مباشرة، أو عندما يُحرِّضُ فيروسٌ أو لقاحٌ أو أيِّ شيءٍ آخر الالتهابَ.ويمكن أن تنطوي الحالة على الحبل الشوكي... قراءة المزيد
ضغط الدَّم الشَّديد الارتفاع ارتفاعُ ضغط الدم ارتفاع ضغط الدَّم (فرط ضغط الدم hypertension) هو ضغط مرتفع باستمرار في الشرايين. لا يمكن تحديدُ سببٍ لارتفاع ضغط الدَّم غالبًا، ولكنَّه يحدثُ في بعض الأحيان نتيجةً لاضطراب كامنٍ في الكُلى أو... قراءة المزيد أو الشديد الانخفاض ضغط الدم المنخفض يُشير مصطلح انخفاض ضغط الدم إلى هبوط ضغط الدم إلى درجة كافية كي تسبب أعراضًا مثل الدوخة والإغماء.يمكن للانخفاض الكبير في ضغط الدم أن يُلحق الضرر بالأعضاء، وهي الحالة التي تُسمى بالصدمة. هناك... قراءة المزيد
الاضطرابات التي تؤثر في الأوعية الدموية، مثل التهاب الأوعية الدموية لمحة على الالتهاب الوعائي تنجم اضطرابات الالتهابات الوعائيَّة عن التهاب الأوعية الدمويَّة (التهاب وعائي). يمكن أن تنجمَ الالتهابات الوعائيَّة عن حالات عدوى أو أدوية معيَّنة أو قد تحدث لأسباب مجهولة. قد يعاني الأشخاصُ... قراءة المزيد
السَّرطان الذي انتشر إلى عدّة مناطق في الدماغ أو إلى الأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي (السَّحايا)
الاضطرابات التي تُسبِّبُ تدهورًا تدريجيًّا في الدماغ، مثل داء ألزهايمر داء ألزهايمر داءُ ألزهايمر هُوَ ضعف تدريجي للوظيفة الذهنية، يتَّسِمُ بتنكُّس في نسيج الدماغ، بما في ذلك ذلك فقدان الخلايا العصبية وتراكم بروتين غير طبيعي يسمى النشواني بيتا، وتشكُل حَبائك عصبيَّة لُيَيفِيَّة... قراءة المزيد وغيره من حالات الخرف
كما قد ينجم الخللُ الوظيفي الدماغي المنتشر عن الاضطرابات التي تحدُث في منطقة معينة من الدماغ إذا كانت تُسبّب تورُّمًا أو ضغطًا على منطقة كبيرةٍ من الدِّماغ.تشمل هذه الاضطراباتُ كلاً مما يلي:
خُراجات الدماغ
أورام الدماغ الكبيرة
إصابات الرأس الشديدة أو الكليلة
كوفيد-19 كوفيد-19 كوفيد-19 (COVID-19) هو مرض تنفُّسي حاد يمكن أن يكون شديدًا، وينجم عن فيروس كورونا الذي يُسمَّى سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2). يمكن لأعراض كوفيد-19 أن تتباين بشكل كبير. يمكن استخدام نوعين من الاختبارات... قراءة المزيد ، وهو مرض تنفسي بشكلٍ رئيسي، ولكنه قد يؤثر أيضًا في العديد من أعضاء الجسم، بما في ذلك الدماغ.يمكن للفيروس الذي يُسبب كوفيد-19 انتشار عدوى كوفيد-19 كوفيد-19 (COVID-19) هو مرض تنفُّسي حاد يمكن أن يكون شديدًا، وينجم عن فيروس كورونا الذي يُسمَّى سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2). يمكن لأعراض كوفيد-19 أن تتباين بشكل كبير. يمكن استخدام نوعين من الاختبارات... قراءة المزيد أن يسبب خللًا وظيفيًا واسعًا في الدماغ، مما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز العصبي والصحة النفسية.قد تستمر بعضُ هذه المشاكل بعد التعافي من الحالة المرضية الحادة.
يؤدي استعمالُ بعض العقاقير، مثل المواد الأفيونية المفعول (المخدّرات)، وبعض المواد المهدّئة (مثل البنزوديازيبينات benzodiazepines والباربيتورات barbiturates)، ومضادات الاكتئاب، إلى حدوث خلل وظيفي منتشر في الدماغ إذا كان لدى الأشخاص حساسيه لتأثيراتها (مثل كبار السن)، أو إذا كان مستوى العقار في الدَّم شديدَ الارتفاع.
عواقب تضرر مناطق معينة من الدماغ
تتحكَّم مناطق مختلفة من الدِّماغ في وظائف مُعيَّنة.وبذلك، يُحدد مكانُ تضرُّر الدماغ الوظيفةَ المفقودة. |
أعراض خلل الوظيفة الدماغية
ويختلف نوعُ خلل وظيفة الدماغ وشدّته باختلاف الموضع المُتضرِّر من الدماغ، وكذلك ما إذا كان يؤثر في كامل الدماغ (منتشر) أو في جزءٍ منه فقط (موضعي).عندما تتضرر القشرةُ الدماغية (الطبقة الخارجية من الدماغ، وهي الجزء الأكبر من الدماغ)، تكون درجة الخلل الوظيفي غالبًا متناسبة مع شدَّة الضرر: فكلما كان الضرر أكثر انتشارًا، كان الخلل أكثر شدّة.ومع ذلك، يمكن أن يؤدي تضرُّرُ بعض مناطق الدماغ إلى حدوث خللٍ وظيفيٍّ شديد، حتّى عندما تكون المنطقة المتضررة صغيرة؛فعندما يتضرَّر جذع الدماغ (الذي ينظّم وظائف الجسم المهمّة ومستويات الوعي)، يمكن أن يتسبَّب مجرَّد حدوث ضرر صغير نسبيًا في حدوث غيبوبة، وقد يُسبِّبُ الوفاة.
ومن المرجّح أن تؤدي الاضطرابات التي تتقدم بسرعة إلى ظهور أعراضٍ أشدّ وضوحًا لخلل وظائف الدماغ، مقارنةً بالاضطرابات التي تتقدم أو تتفاقم ببطء؛فمثلًا، تُسبب السكتة الدماغية الشديدة أعراضًا ملحوظة أكثر من الورم البطيء النمو.يقوم الدماغُ بتعويض التغيّرات التدريجية بسهولة أكبر من تعويض التغيّرات السريعة.
بالإضافة إلى ذلك، يميل الخللُ الوظيفي الدماغي المنتشر الذي يحدث بشكل مفاجئ إلى التأثير في الوعي، ممّا يجعل الناس يشعرون بالنعاس ويصعُبُ إيقاظهم (يُسبِّبُ ذلك الذهول)، أو يستحيل إيقاظهم (يُسبِّبُ ذلك الغيبوبة).ولكن، يمكن أن يتفاقم الخلل الوظيفي الدماغي المنتشر ببطءٍ أكثر ويُؤثِّر في الوعي بشكلٍ أقل.وبالتاي عادة ما يحافظ الأشخاص على وعيهم واستيقاظهم.يميل الضررُ الموضعي إلى التأثير في وظائف محدّدة.
مآل خلل الوظيفة الدماغية
تُساعد صفتان من صفات الدماغ على التعويض والتعافي بعدَ تضرّره:
الفائضية أو الاحتياطيَّة Redundancy: يُمكن أن تُؤدي أكثر من منطقة واحدة الوظيفة نفسها.ويمكن للمناطق التي لها وظائف متداخلة إلى حد ما التعويض عن الوظائف المفقودة أحيانًا.
التَّكيُّفيَّة Plasticity: يُمكن أن تتغيّر الخلايا العصبية في مناطق معينة حتى تتمكن من أداء وظائف جديدة.
وبذلك، تتولى المناطق غير المُتضرِّرة من الدماغ وظائف تؤديها منطقة مُتضرِّرة، ممَّا يُسهم في التَّعافي.ولكن مع تقدّم العمر، تتراجع قدرةُ الدماغ على تحويل الوظائف من منطقة إلى أخرى؛فبعضُ الوظائف، مثل الرؤية، لا يمكن أن تؤديها مناطق أُخرى من الدماغ.وقد يكون للضَّرر المباشر، الذي أصاب المناطقَ التي تتحكَّم في مثل هذه الوظائف، آثارٌ دائمة.