صداع الإفراط في استخدام الأدوية

حسبStephen D. Silberstein, MD, Sidney Kimmel Medical College at Thomas Jefferson University
تمت مراجعته رمضان 1444

يحدث صداع الإفراط في استخدام الأدوية عندَ الأشخاص الذين يتناولون الكثير من أدوية الصداع، حيث يستمرّ الصداع لأكثر من 15 يومًا في الشهر ولأكثر من 3 أشهر.

  • يحدث صداع الإفراط في استخدام الأدوية بشكل أعظمي عندَ الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة أو صداع التوتّر.

  • كما يختلف نمط الصداع بين شخص وآخر أيضًا؛

  • يقوم الأطباء بتشخيص صداع الإفراط في استخدام الأدوية استنادًا إلى عدد المرّات التي يتناول فيها الأشخاص أدوية الصُّدَاع وإلى طبيعة الصُّدَاع.

  • يعالج الأطباء صداع الإفراط في استخدام الأدوية عن طريق إيقاف استعمال الأدوية المسببة للصُّدَاع، ووصف نوع مختلف منها للسيطرة على الأَعرَاض الناجمة عن إيقاف الدواء، وغالبًا عن طريق وصف أدوية لعلاج اضطراب الصُّداع الأصلي.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن الصداع).

إذا استُعملت أدوية مُعيَّنة بشكل متكرر أو يومي لعلاج حالات عرضية من الصداع، فقد يبدأ الصداع بالحدوث بوتيرة أعلى ويصبح مزمنًا.

يحدث صداعُ الإفراط في تناول الأدوية في 1-2 في المائة من عامَّة الناس.وهو أكثر شيوعًا بينَ بين النساء، أكثر من الرجال.

معظم الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الصُّدَاع يتناولون أدوية الصُّدَاع لعلاج نوبات الشقيقة أو الصُّدَاع الناجم عن التوتر، ويأخذون كميات كبيرة من الدواء أو يأخذونه بشكل متكرر كثيرًا، وذلك لأن الدواء لا يخفف بشكل فعال من الألم.

أسباب صداع الإفراط في استخدام الأدوية

الأَسبَابُ الأكثر شُيُوعًا لصداع الإفراط في استخدام الأدوية هي الإفراط في استخدام الأدوية التالية:

  • الأفيونات opioids

  • مُسكنات الألم التي تحتوي على بوتابيتال butalbital (أحد الباربيتورات)

  • تناول الأسبرين أو الأسيتامينوفين مع الكافيين

  • التريبتانات (أدوية لعلاج صداع الشقيقة والوقاية منه)

قد يؤدِّي الإفراط في استعمال الأدوية المُضادَّة للالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs والإرغوتامين ergotamine إلى حدوث هذا الاضطراب أيضًا.

يُعتقد أن فرط حساسية الجهاز العصبي قد تُسبب صداع الإفراط في تناول الأدوية.أي أنّ الخلايا العصبية في الدماغ التي تُسبب الألم تُنبَّه بسهولة كبيرة.

يُعدّ الاعتماد على المواد أكثر شُيُوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من صداع فرط استخدام الأدوية. كما قد يكون لديهم استعداد وراثي للإصابة بهذا النمط من الصداع .

أعراض صداع الإفراط في استخدام الأدوية

يحدث صداع فرط استخدام الأدوية يوميًا أو بشكل شبه يومي، وغالبًا ما يكون موجودًا عندَ أوّل ما يستيقظ الأشخاص.يختلف موضع الألم ونوعه من شخصٍ لآخر.كما قد يشعر المرضى بالغثيان، ويصبحون سريعي الانفعال، مع صعوبة التركيز.

تشخيص صداع الإفراط في استخدام الأدوية

  • تقييم الطبيب

يستنِدُ الأطباءُ في تشخيص صداع فرط استعمال أدوية إلى عدد مرَّات حدوثه عندَ الذين يستعملون أدوية الصُّدَاع بانتظام، وعدد مرَّات تناول تلك الأدوية.

ويُوَضع التشخيصُ عند توفّر كل ممَّا يلي:

  • استمرار الصُّدَاع لمدة 15 يومًا أو أكثر في الشهر عند الأشخاص الذين يتناولون الأسيتامينوفين، أو الأسبرين، أو غيره من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID) أو استمراره لمدة 10 أيام أو أكثر في الشهر عند الأشخاص الذين يستعملون الإرغوتامين، أو التريبتانات، أو المسكنات الأفيونية، أو مشاركة من أدوية الصُّدَاع كعلاج اضطراب الصداع.

  • يتناول الأشخاص بانتظام الكثيرَ من أحد الأدوية أو أكثر من دواء للتخفيف من الصُّدَاع، ويستمرّون في ذلك لأكثر من 3 أشهر.

  • لا يوجد اضطرابُ صداع آخر مسؤول عن هذه الأَعرَاض بشكلٍ أوضح.

في حالاتٍ نادرة يُجرى التصويرُ المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي عادة لاستبعاد الاضطرابات الأخرى.

علاج الصُّداعُ الناجم عن فرط استخدام الأدوية

  • دواء مختلف للوقاية من الصُّداع الأصلي (الشقيقة عادةً)

  • سحب أدوية الصُّداع التي يُفرط في استعمالها

  • استخدام نوع مختلف من أدوية الصُّدَاع (يُسمى دواء انتقالي) للتحكم في أعراض الانسحاب التي تحدث بعدَ إيقاف الدواء

  • تقنيات الارتجاع البيولوجي والتقنيات الإدراكية

في البداية، عادةً ما يعطي الأطباء الشخص دواءً وقائيًا لعلاج اضطراب الصُّداع الأصلي.يَجرِي إيقافُ الدواء المفرط الاستعمال في مرحلة لاحقة، وكثيرًا ما يكون بشكل مفاجئ.ولكن، إذا كان الأشخاص يستعملون جرعاتٍ عالية من المواد الأفيونية، أو الباربيتورات، أو البنزوديازيبينات، تُنقَص كمية الدواء الذي جرى الإفراط في استخدامه تدريجيًا، على مدى 2-4 أسابيع.يمكن في بعض الأحيان معالجة الأشخاص كمرضى خارجيين عند إيقاف استعمال الدواء.ومع ذلك، يجري إدخال الأشخاص الذين يعانون من الصداع الناجم عن الإفراط في استخدام المواد الأفيونية إلى المستشفى.يمكن للتوقّف المفاجئ عن تناول هذه الأدوية أن يُسبب أعراضًا مثل الغثيان والتململ والقلق وقلة النوم.يمكن أن يؤدّي إيقافُ أي نوع من مسكنات الألم إلى حدوث الصداع في كثير من الأحيان، ويستمر لفترة أطول، ويصبح أكثر شدة.قد تستمرّ الأَعرَاضُ بعدَ التوقُّف عن تعاطي أحد الأدوية بضعة أيام أو حتى أربعة أسابيع.

يُستخدم دواء انتقالي لعلاج الصداع الذي يحدث بعد التوقف عن فرط استخدام الدواء.

تُستَعملُ الأدوية الانتقاليَّة (الجسرِيَّة) للمساعدة على الوقاية من أعراض صُّدَاع السحب إذا أدَّى التوقُّف عن الاستعمال المفرط للأدوية إلى ظهور أعراض كثيرة جدًّا وخطيرة في بعض الأحيان. ينبغي أن يكون الدواء الانتقالي دواء صداع مختلف عن الأدوية التي سبَّبت صُّداع فرط الاستخدام.يقلِّل الأطباء من استخدام الأدوية الانتقالية إلى ما دون مرَّتين في الأسبوع إن أمكن.

تتضمن الأدوية الانتقالية (انظر جدول بعض الأدوية المستخدمة في علاج نوبات الشقيقة) ما يلي:

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs

  • ستيرويد قشريّ

  • ثُنائِيّ هيدروأرغوتامِين Dihydroergotamine

  • بروكلوربيرازين، وديفينيل هيدرامين

  • كلونيدين (لتخفيف الأَعرَاض الناجمة عن الانسحاب عندما يكون الدواء المُفرط في استعماله أفيونيًّا)

  • الفينوباربيتال (يستخدم لمنع اختِلاجَات السحب عندما يكون الدواءُ الذي جرى الإفراطُ في استعماله هو الباربيتورات)

بعدَ معالجة اضطراب الإفراط في استخدام الأدوية، يُطلب من الأشخاص الحدّ من استخدام جميع أدوية الصداع الانتقالية والمرحلية المُستخدَمة لإيقاف (منع) الصُّداع على النحو التالي:

  • بالنسبة إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويديَّة، أقلّ من 6 أيام في الشهر

  • وبالنسبة إلى التريبتانات أو الإرغوتامين أو توليفات أدوية الصُّدَاع، إلى أقل من 4 أيام في الشهر

ينبغي الاستمرارُ في استعمال الأدوية المستخدَمة للوقاية من الصُّدَاع كما هو موصوف.

يُشجع الأطباءُ الأشخاص على الاحتفاظ بمذكرة يوميّة عن الصداع،حيثُ يُدونون فيها عدد وتوقيت النوبات والمُحرضات المحتملة والاستجابة إلى المُعالَجة،وبتوفّر هذه المعلومات، يمكن التعرّف إلى المحرضات والتخلص منها قدر الإمكان.وبعدَ ذلك، يمكن للأشخاص المساهمة في المعالجة التي يتلقونها عن طريق تجنب المحرضات، كما يمكن للأطباء التخطيط للمعالجة وضبطها بشكل أفضل.

يمكن أن يساعد الارتجاع البيولوجي والتقنيات المعرفيَّة الأخرى (مثل التدريب على الاسترخاء، والتنويم المغناطيسي، وتدبير الاجهاد) على السيطرة على الألم، والحدّ منه، والتعامل معه، عن طريق تغيير الطريقة التي يركز فيها الشخص انتباهه على ألمه.يمكِّنُ الارتجاع البيولوجي الأشخاص من ضبط الألم.

يُنصح المرضى بتجنُّب استخدام الأدوية التي سبق الإفراطُ في استعمالها.كما يجري تعليمُهم وتشجيعهم على تبنّي عادات نمط الحياة الصحّي.

مآل الصُّداعُ الناجم عن فرط استخدام الأدوية

بالعلاج، يختفي الألم (يتحوّل إلى حالة هدأة) عند نَحو 50٪ من الأشخاص بعد 10 سنوات.تُشبه بعضُ حالات الشقيقة الخفيفة صداعَ التوتّر.

يميل المرضى الذين لديهم عدد أقل من أيام الصداع في الشهر بعدَ عام واحد من العِلاج إلى البقاء في حالة هدأة أطول.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID