لمحة عامّة عن الجهاز العصبي المحيطي

حسبMichael Rubin, MDCM, New York Presbyterian Hospital-Cornell Medical Center
تمت مراجعته رمضان 1443

يُشير مصطلح الجهاز العصبي المحيطي peripheral nervous system إلى أجزاء الجهاز العصبي التي تقع خارج الجزء المركزي منه، أي تلك الموجودة خارج الدماغ والحبل الشوكي.

وبذلك، ينطوي الجهازُ العصبي المحيطي على:

  • الأعصاب التي تصل الرأسَ والوجه والعينين والأنف والعضلات والأذنين بالدماغ (الأَعصابُ القِحفِيَّة)

  • الأعصاب التي تصل الحبل الشوكي ببقية الجسم، وهي تشتمل على 31 زوجًا من الأعصاب الشوكيَّة أو النخاعيَّة

  • تعمل أكثر من 100 مليار خلية عصبيَّة في أنحاء الجسم

استخدامُ الدماغ لتحريك العضلات

ينطوي تحريكُ العضلات عادةً على التواصل بين العضلة والدماغ من خلال الأعصاب.قد ينشأ الدَّافع لتحريك العضلة في الدماغ، كما هيَ الحال عندما يقرر الشخص بوعي تحريك العضلات - على سبيل المثال ، لالتقاط كتاب.

أو قد ينشأ الدافع لتحريك العضلة من الحواس؛على سبيل المثال، تُمكِّن النهاياتُ العصبية الخاصة في الجلد (المستقبلات الحِسِّيَّة) الأشخاصَ من الإحساس بالألم أو التبدل في درجة الحرارة.تُرسَل هذه المعلومات الحسية إلى الدماغ، وقد يُرسل الدماغ رسالة إلى العضلة بشأن طريقة ردَّة الفعل.يتضمَّن هذا النوعُ من التبادل مسارين عصبيين معقّدين:

  • مسار العصب الحسّي إلى الدماغ

  • مسار العصب الحركي إلى العضلة.

  1. إذا اكتشفت المستقبلاتُ الحسّية ألمًا في الجلد أو تغيُّرًا في درجة الحرارة، فإنها تقوم بنقل نبضة (إشارة) تصل في النهاية إلى الدماغ.

  2. تنتقل الإشارةُ على طول العصب الحسي إلى الحبل الشوكي.

  3. تتجاوز الإشارةُ المِشبَك (الوصلة بين خليتين عصبيتين) بين العصب الحسي والخلية العصبية في الحبل الشوكي.

  4. تعبر الإشارة من الخلية العصبية في الحبل الشوكي إلى الجانب الآخر منه.

  5. تُُرسَل الإشارة نحو الحبل الشوكي، ومن خلال جذع الدماغ، إلى المهاد، وهو مركز معالجة للمعلومات الحسية الموجود في عمق الدماغ.

  6. وتعبر الإشارة المشبكَ في المهاد البصري إلى الألياف العصبية التي تحمل الإشارة إلى القشرة الحِسِّيَّة للدماغ (المنطقة التي تستقبل وتُفسِّر المعلومات من المستقبلات الحِسِّيَّة).

  7. تتلقّى القشرةُ الحسية الإشارة.وقد يقرر الشخص عندئذ بدء الحركة، ممَّا يُحفِّزُّ القشرة الحركية (المنطقة التي تخطط وتتحكَّم وتنفذ الحركات الإراديَّة) على توليد إشارة.

  8. يحمل العصبُ الإشارات إلى الجانب الآخر في قاعدة الدماغ.

  9. ترسَل الإشارة إلى الحبل الشوكي.

  10. تعبر الإشارة المشبك بين الألياف العصبية في الحبل الشوكي والعصب الحركي الموجود في الحبل الشوكي.

  11. تخرج الإشارة من الحبل الشوكي على طول العصب الحركي.

  12. وفي المَوصِل العصبي العضلي (حيث تتصل الأعصاب بالعضلات) تنتقل الإشارة من العصب الحركي إلى المستقبلات على الصَّفيحَة الحَرَكِيَّة الانتِهائِيَّة للعضلة، حيث تُحفز الإشارة العضلة على الحركة.

إذا حدث هذا الإحساس بشكل مفاجئ وكان شديدًا (كما هي الحال عند وطء صخرة حادة أو التقاط كوب من القهوة الساخنة جدًا) ، قد تنتقل النبضات إلى الحبل الشوكي وتعود مباشرة إلى العصب الحركي، متجاوزًا الدماغ.تكون النتيجة استجابة سريعة في العضلة - عن طريق الانسحاب الفوري من كل ما يُسبب الألم.وتسمى هذه الاستجابة بالمنعكس الشوكي.

يمكن أن يحدُثَ خلل في وظيفة الأعصاب المُحيطيَّة نتيجة تضرُّر أيِّ جزء من العصب:

  • المِحوار Axon (الجزء الذي يُرسل الرسائل)

  • جسم الخلية العصبية

  • غمد الميالين (الأغشية المحيطة بالمحوار، التي تُشبه وظيفتها إلى حدٍ كبيرٍ العزل المُغلِّفَ للأسلاك الكهربائية، مما يمكّن الإشارات العصبية من الانتقال بسرعة)

ويسمَّى الضرر في غمد الميالين زوال الميالين، مثلما يحدث في متلازمة غيلان-باريه.

البنية النموذجية للخليَّة العصبيَّة

تتكوَّن الخليَّةُ العصبية (العَصَبون neuron) من جسم الخلية الكبير والألياف العصبية - وأحدُها يكون بشكل استطالة ممدودة (محوار عصبي أو محوار axon) لإرسال النبضات أو الإشارات، مع العديد من الفروع (التغصُّنات dendrites) عادة لتلقي النبضات أو الإشارات.تتجاوز الإشارةُ الواردة من المحور العصبي المشبكَ (الوصلة بين خليتين عصبيتين) إلى تغصّن خلية أخرى.

ويُحَاط كلُّ محور عصبي كبير بدِبقِيَّات قَليلَةُ التَّغَصُّن في الدماغ والحبل الشوكي، وبخَلايا شوان Schwann cells في الجهاز العصبي المحيطي.وتتكوَّن أغشية هذه الخلايا من دهن (بروتين دهني) يُسمَّى الميالين myelin.وتلتفُّ الأغشية بإحكام حولَ المحور العصبي (المِحوَار)، مشكِّلةً غمدًا متعدِّد الطبقات.ويشبه غمدُ الميالين هذا العزلَ، مثل ذلك الموجود حولَ الأسلاك الكهربائية.تسير النبضاتُ العصبيَّة بشكلٍ أسرع بكثير في الأعصاب ذات الغمد المياليني منها في تلك التي ليس حولها هذا الغِمد.

عزلُ الليف العصبي

تُغلَّف معظمُ الألياف العصبية داخل وخارج الدماغ بالعديد من طبقات النسيج المُكوَّن من الدهون (البروتين الشحمي lipoprotein)، والذي يسمَّى الميالين.تُشكِّل هذه الطبقات الغِمد المَيَالِينيّ myelin sheath.وعلى منوال المادَّة العازلة حول السلك الكهربائي، فإن غمد الميالين يمكّن من توصيل الإشارات العصبية (النبضات الكهربائية) على طول الألياف العصبية بسرعة ودقة.عندما يتعرَّض الغمد المياليني إلى ضرر (يُسمَّى الضرر زوال الميالين)، لا تقوم الأعصاب بتوصيل النبضات الكهربائية بشكلٍ طبيعيّ.

يمكن أن تُصيبَ اضطراباتُ الأعصابِ المُحيطِيّة:

في حالة تضرُّر الأعصاب الحركية (التي تتحكم في حركة العضلات)، قد تضعُف العضلاتُ أو تُصابُ بالشلل.وفي حالة تضرُّر الأعصاب الحسّية (التي تحمل معلومات حسية - حول أشياء مثل الألم ودرجة الحرارة والاهتزاز)، يمكن الشعورُ بأحاسيس غير طبيعية أو قد يُفقَدُ الإحساس.

الأسباب

يمكن أن تكونَ اضطراباتُ الأعصاب المُحيطية وراثية أو مُكتَسَبَة (ناجمة عن التعرض للسموم أو لإصابة أو لحالات عدوى أو لاضطرابات استقلابيَّة أو التهابية).

الجدول

الاضطراباتُ التي قد تشبه اضطرابات الأعصاب المُحيطيَّة

تسبِّب بعض الاضطرابات تدهورًا تدريجيًا للخلايا العصبية في الحبل الشوكي والدماغ المسؤولة عن التحكم بحركة العضلات (اضطرابات الخلايا العصبية الحركية) بالإضافة إلى الأعصاب المحيطية.يمكن لاضطرابات العصبون الحركي أن تشبه اضطرابات الأعصاب المحيطية، التي تؤثر في الخلايا العصبية خارج الدماغ والحبل الشوكي أكثر من تلك التي في الحبل الشوكي أو الدماغ.قد تنجم اضطرابات العصبونات الحركية عن فيروسات (مثل فيروسات شلل الأطفال)، أو تكون موروثة، أو ليس لها سبب واضح معروف (مثل التصلب الجانبي الضموري).

تختلف اضطراباتُ الموصل العصبي العضلي عن اضطرابات الأعصاب المحيطية، على الرغم من أنّها قد تكون ذات عواقب مماثلة مثل ضعف العضلات.المَوصِلُ العصبي العضلي هو المكان الذي تتصل فيه نهايات الألياف العصبية المحيطية بمواقع خاصة على غشاء العضلة.تُطلق الأليافُ العصبية مرسالًا كيميائيًا (ناقلًا عصبيًّا) يرسل إشارة عصبيَّة عبر المَوصِل العَصَبِيّ العَضَلِي، ويحفِّز العضلات على التَّقلُّص.تتضمن اضطرابات الموصل العصبي العضلي

جرى تطوير غاز نوفيتشوك في روسيا، وقد استُخدم في محاولات الاغتيال.استُخدم عقار كورار Curare للمساعدة على إرخاء العضلات في أثناء الجراحة والشلل والقتل عند وضعها على طرف السهام السامة.

تسبِّب الاضطراباتُ التي تصيب العضلات بدلًا من الأعصاب (كما هي الحال مع اضطرابات الأعصاب المحيطية) ضعفًا في العضلات أيضًا.ويمكن تصنيفُ الاضطرابات العضليَّة كما يلي:

يقوم الأطباءُ بإجراء اختبارات لمعرفة ما إذا كان سبب الضُعف مشكلة في العضلات، أو الموصل العصبي العضلي، أو اضطراب عصبي.

التشخيص

  • تقييم الطبيب

  • يُحتمل إجراء تخطيط كهربية العضل ودراسات التوصيل العصبي أو اختبارات التصوير أو الخزعة

  • في حالة الاشتباه بالاعتلال العصبي الوراثي، ينبغي إجراءُ اختبارات جينية

لتشخيص أحد اضطرابات الأعصاب المُحيطية، يطلبُ الأطباءُ من الأشخاص وصف أعراضهم، بما في ذلك

  • متى بدأت الأَعرَاض

  • ما هي الأعراض التي ظهرت أوّلًا

  • كيف تغيّرت الأَعرَاضُ مع مرور الوقت

  • ما هي أجزاء الجسم المُصابة

  • العوامل التي تُخفِّف الأَعرَاض وتفاقمها

كما يستفسر الأطباءُ عن الأَسبَاب المحتملة، مثل ما إذا كان الأشخاص قد أصيبوا بأيَّة عدوى أو اضطرابات أخرى، وما إذا كانوا قد تعرَّضوا للسموم، وما إذا كان أيٌّ من أفراد الأسرة يعاني من أعراضٍ مشابهة.توفِّر هذه المعلوماتُ أدلَّةً للأطباء عن سبب ظهور الأَعرَاض.

يمكن للفحص السريري والفحص العصبي الشامل أن يُساعدا الأطباء على تحديد السبب؛حيث يقومون بتقييم ما يلي:

قد يُشير ما يكتشفهُ الأطباءُ في أثناء الفحص إلى الأَسبَاب المحتملة والاختبارات التي يجب إجراؤها.

قد تشتمل الاختباراتُ على ما يلي:

  • تَخطيط كَهرَبِيَّةِ العَضَل ودراسات التَّوصيل العصبي لمساعدة الأطباء على تحديد ما إذا كانت المشكلة في الأعصاب، أو الموصل العصبي العضلي، أو أم العضلات

  • اختبارات التصوير للتَّحرِّي عن وجود شذوذات (مثل الأورام) تُصيبُ الأعصابَ القحفية أو الحبل الشوكي، واستبعاد الأَسبَاب الأخرى للأعراض

  • خزعة من العضل والعصب لتحديد نوع المشكلة (مثل زوال المَيَالين من الأعصاب أو ما اذا كانت الأعصاب مصابة بالالتهاب)

  • الاختبارات الجينيّة (اختبارات دمويَّة للتَّحرِّي عن الجين الشَّاذ) إذا اشتبه الأطباء في وجود اعتلال عصبي وراثي

المُعالَجة

  • معالجة السَّبب عندما يكون ذلك ممكنًا

  • تخفيف الأَعرَاض

  • ربّما العلاج الفيزيائي والمهني ومعالجة النطق واللغة

في حالة وجود اضطراب يُسبّب الأعراض، ينبغي أن يُعالَج إن أمكن ذلك.وإذا كان الأمرُ خلافَ ذلك، يُركِّز الأطباءُ على تخفيف الأَعرَاض.

ويمكن أن تُساعدَ الرعاية المقدّمة من قِبل فريق من عددٍ من ممارسي الرعاية الصحية (فريق متعدّد التخصصات) الأشخاص على التَّكيُّف مع الإعاقة التدريجية.قد يتضمَّن الفريق ما يلي

  • المعالجين الفيزيائيين لمساعدة الأشخاص على الاستمرار في استخدام عضلاتهم

  • المعالجين المهنيين للتوصية بالأجهزة المساعدة التي يمكن أن تُعينَ الأشخاص على القيام بأنشطتهم اليومية (مثل الأجهزة التي تُساعد على المشي)

  • معالجي النطق واللغة لمساعدة الأشخاص على التواصُل

  • اختصاصيّين لمساعدة المرضى الذين يعانون من مشاكل معيّنة، مثل صعوبة البلع أو التنفُّس

إذا أدى اضطرابُ الأعصاب المُحيطية إلى تقليل متوسّط العمر، يجب على الشخص وأفراد الأسرة ومقدّمي الرعاية التحدّث بصراحة مع ممارسي الرعاية الصحية عن قرارات الرعاية الصحّية في حالة عدم قدرة الشخص على اتخاذ هذا القرارات.وأفضلُ أسلوب هو إعداد وثيقة قانونية تبيِّن رغبات الشخص بشأن قرارات الرعاية الصحِّية (تسمّى التوجيهات المتقدمة) في حالة عدم قدرة الشخص على اتخاذ هذه القرارات.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID