الجَدَلُ الأخلاقي في علم الوراثة

حسبDavid N. Finegold, MD, University of Pittsburgh
تمت مراجعته ذو القعدة 1444

مع ظهور طرائق التشخيص الوراثيَّة والقدرات العلاجية الجديدة، تأتي العديد من حالاتِ الجدل حولَ كيفية استخدامها؛

فقد أُثيرَت مخاوف حولَ أنَّ معرفة المعلومات الجينية للشخص قد تُستخدَم بشكلٍ غير صحيح؛فعلى سَبيل المثال، الأشخاص الذين تجعلهم الخصائصُ الوراثيَّة عرضةً لاضطرابات معيَّنة قد يَجرِي رفضهم في العمل أو من التغطية بالتأمين الصحِّي.

ولكن، يُدعم على نطاقٍ واسع التحرِّي ما قبل الولادة عن الشذوذاتِ الوراثيَّة التي تسبِّب اضطراباتٍ خطيرة.ومع ذلك، هناك قلقٌ من أنَّ أن يُستخدَم التحرِّي أيضًا لاختيار الصفات التي تكون مرغوبة (على سبيل المثال، المظهر الجسدي والذَّكاء).

(انظر أيضًا الجينات والصبغيات).

الاستنساخُ أو التَّنسيل Cloning

النسيلةُ clone هي مجموعة من الخلايا المتطابقة وراثيًا أو الكائنات الحيَّة المشتقَّة من خليةٍ واحدة أو فرد.

وقد استُخدم الاستنساخ أو التنسيل (إنتاج النسائل) بشكلٍ شائع لسنوات عديدة في مجال الزراعة؛حيث يمكن استنساخ النبات ببساطة عن طريق أخذ قطعةٍ صغيرة من النبات الأصلي، وإنماء واحدة جديدة منه.ويسمَّى ذلك، في النباتات، التكاثُر propagation.وبذلك، فإنَّ النباتَ الجديد هو نسخة وراثية مطابقة للنسخة الأصليَّة.وهذا التكاثرُ ممكن أيضًا في الحيوانات البسيطة، مثل الديدان المسطَّحة: فعندَ قطع دودة مسطحة إلى اثنتين، ينمو للذيل رأسٌ جَديد، وينمو للرأس ذيلٌ جَديد.ومع ذلك، فهذه التقنيات البسيطة لا تعمل في الحيوانات العليا، مثل الأغنام أو البشر.

في التجارب على العنزة "دولِّي Dolly" التي أصبحت مشهورة الآن، جرى دمجُ خلايا من الأغنام (الخلايا المتبرِّع بها) مع بيوض غير مخصَّبة من أغنام أخرى (خلايا المتلقِّي)، حيث جَرَى نزع المادَّة الوراثيَّة الطبيعية بالجراحة المجهرية.ثم جَرَى نقلُ المادة الوراثيَّة من الخلايا المتبرِّع بها إلى البويضَة غير المخصَّبة.وخلافًا للبيوض غير المخصَّبة، كانت هذه البيوض المحضَّرة في المختبر ذات مجموعةٍ كاملة من الصبغيات والجينات.كما أنَّه خلافًا للبيوض المخصَّبة بشكلٍ طبيعي (بالحيوانات المنويَّة)، تلقت البيوضُ المحضَّرة في المختبر المادَّة الوراثيَّة من مصدر واحد فقط؛ثم بدأت البيوض في التخلُّق إلى أجنَّة.وجرى زرعُ الأجنَّة المتنامية في أنثى من الغنم (الأم البديلة)، حيث تخلَّقت بشكل طبيعي.وقد نجا أحدُ الأجنة، وكان اسم الضأن الناتج دُولِّي.وكما هو متوقَّع، كانت دولِّي نسخةً وراثية طبق الأصل عن الغنمة الأصلية التي أخذت الخلايا المتبرِّع بها منها، وليس من الغنمة التي جاءت البيوض منها.

تشير الدراساتُ إلى أنَّ الحيوانات الراقية (الأعلى) المستنسَخة (والبشر أيضًا) هي أكثر عرضةً للعيُوب الجينية الخَطيرة أو المميتة من الذرِّية المخصَّبة بشكل طبيعي.ولقد عُدَّ تخليقُ الإنسان عن طريق الاستنساخ أمرًا غير أخلاقي على نطاقٍ واسع، وغير قانوني في العديد من البلدان , ومن الصعب تنفيذه من الناحية التقنيَّة.ولكنَّ الاستنساخَ ليسَ ضروريًا فقط لإنشاء كائن حي كامل؛بل يمكن، نظريًا، أن يُستخدَم لتكوين عضو مفرَد أيضًا.وهكذا، وفي يومٍ من الأيام قد يكون الشخص قادرًا على الحصول على "قطع غيار" مصنَّعة في المختبر، وذلك باستخدام جيناته نفسها.

ولكن، تعتمد إمكانيَّةُ أن تنتجَ الخليةُ المستخدَمة للاستنساخ نوعًا معيَّنًا من النسيج، أو عضوًا معيَّنًا، أو كائنًا حيًّا بأكمله على قدرات الخلية، أي كيفية تخلُّق الخلية إلى نوعٍ معيَّن من النسيج؛فعلى سَبيل المثال، هناك خلايا معيَّنة تسمَّى الخلايا الجذعية لديها القدرة على إنتاج مجموعةٍ واسعة من أنواع النسيج، أو حتى ربما كائن حي بأكمله.والخلايا الجذعية فريدةٌ من نوعها، على عكس الخلايا الأخرى، فهي لم تتغيَّر بعدُ وتتحوَّل إلى أنواع محدَّدة من النسج.أمَّا الخلايا الأخرى فقد تغيَّرت، وأصبحت متخصِّصة.ولا يمكن أن تَتحوَّل إلاَّ إلى أنواع محدّدة من النسج فقط، مثل نسيج الدماغ أو الرئة.وتُسمَّى هذه العمليَّة المتخصِّصة بالتمايُز differentiation.ولقد حفَّزت الخلايا الجذعية الاهتمامَ، بسبب قدرتها على توليد نُسج يمكن أن تحلَّ محلَّ النسج المريضة أو التالفة.وبما أنَّ الخلايا الجذعية تميل إلى أن تكون أقلَّ تمايزًا، فإنَّها يمكن بذلك أن تحلَّ محلَّ مجموعةٍ واسعة أو غير محدودة من أنواع النسيج.

تحريرُ أو تنقيح الجينات

يعدّ العلماء قادرين بشكل محدود على تغيير حمض الديوكسي ريبونوكلييك (الحمص النووي الريبي المنزوع الأكسجين DNA) داخل الخلية الحية.أي أنهم قادرون على إزالة أو إضافة أو تعديل قطعة معينة من هذا الحمض النووي الوراثي.ولكن، لقد سمحت أحدث التطورات بتحكم أفضل في أي جزء من الحَمض النَّووي الرِّيبي منزوع الأكسجين بالضبط، وفي مكان وضع قطعة جديدة.ويعدّ ذلك الضبط أو التحكّم مهمًا، لأن الهدف الرئيسي من هذه العملية هو القدرة على استبدال جين غير طبيعي بجين طبيعي، وهذا يتطلب ضبطًا دقيقًا.قد تكون إزالة قطعة خاطئة من الحَمض النَّووي الرِّيبي منزوع الأكسجين خطيرة أو مميتة.

تنقيح الجين CRISPR–Cas9 أو CRISPR–Cas9 gene editing (clustered regularly interspaced short palindromic repeats–CRISPR-associated protein 9) هو تقنية أو طريقة أحدث وأكثر كفاءة لتحرير أو تنقيح تتابع الدنا DNA الطافر الجيني.لا تزال هذه التقنية في المراحل التجريبية، ولكن جرى تطبيقها على العديد من الأجنة البشرية في محاولة لإصلاح عيب جيني.

يفيد تحرير أو تنقيح الجينات بشكلٍ خاص الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض، مثل التليُّف الكيسي، التي تنجم عن جين واحد غير طبيعية.قد يكون تنقيح الجينات أقل فائدة بالنسبة للاضطرابات التي تسببها عدّة جينات مختلفة.وقد يكون من الاحتمالات المستقبلية إجراء تغييرات جينية تعزز حالة الأشخاص الأصحاء، كجعلهم أكثر ذكاءً أو أقوى أو أطول عمرًا.

ولكن المخاوفَ الأخلاقية الرئيسية حول تنقيح الجينات تتمثل في أنَّه قد تُرتكَب أخطاءً يمكن أن تكون خطيرةً على الشخص وصعبة التصحيح.كما قد تنتقل أية تغيرات سلبية تؤثر في الحيوانات المنوية أو البيوض إلى الأجيال القادمة أيضًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID