التعليق: ما هو الارتجاع المَعِدي المريئي؟ خمس نصائح للوقاية من الحرقة والحدّ منها
التعليق04/10/42 Kristle Lee Lynch, MD, Perelman School of Medicine at The University of Pennsylvania

في هذه الأيام، يحلم العديد من الأشخاص بتناول وجبة طعام لذيذة في المطعم. بداية ببضعة مُقبّلات حرّيفة أو غنية بالجبن، إلى جانب كوكتيل أو كأس نبيذ؛ يليها طبق رئيس غني، ونهايةً بفيضٍ من القهوة والحلويات. ما لا يحلم به معظم الأشخاص هو الحرقة والارتجاع الحمضي اللذان لا مفرّ منهما واللذان قد يتعرّض لهما البعض بعد تلك الوجبة الغنية.

وفقاً للمعهد الأميركي لطب الجهاز الهضمي (‎American College of Gastroenterology‏)، يُصاب ما يزيد عن 60 مليون أميركي بالحرقة مرة واحدة في الشهر على الأقل. الحرقة من أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي الشائعة. وهو وضع صحي يحدث حين يسبب ارتجاع محتويات المعدة في المريء أعراضاً تثير المشكلات و/أو التعقيدات.

يجب عدم التساهل مع الارتجاع المَعِدي المريئي، ولا تجاهله

لا يتعرّض كل شخص مصاب بالارتجاع المَعِدي المريئي للحرقة. بل يتعرّض البعض لأعراض الارتجاع المَعِدي المريئي أقل شيوعاً، بما في ذلك ألم الحلق، والصعوبة في البلع، والسعال. يجب عدم التساهل مع هذه الأعراض، إلى جانب الحرقة وألم الصدر، وبصورة خاصة إذا كانت تحدث في حين لم تتناول وجبة طعام كبيرة وغنية.

فهي قد تكون علاماتٍ لأوضاع صحية أخرى في بعض الحالات. وهي قد تكون ناجمة عن التهاب المريء اليوزيني لدى الشباب، وهو وضع تحسّسي يصيب المريء ويسبّب للمرضى مشكلات في البلع. أما لدى المُسنّين، فمن الممكن أن تدلّ الأعراض على وجود سرطان المريء أو مشكلات في القلب. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي أيضاً الارتجاع المَعِدي المريئي الذي لا يخضع للعلاج إلى مضاعفات، بما في ذلك التهاب المريء، وقروح المعدة، وتكوُّن خلايا شاذة في المريء قد تتحوّل إلى خلايا سرطانية.

إذا كنت تشعر بأعراض مُطوَّلة مرتبطة بالارتجاع المَعِدي المريئي، فمن الضروري أن تتحدّث إلى الطبيب لفهم سبب حدوثها.

من العُرضة للارتجاع المَعِدي المريئي؟

هناك عوامل عديدة تزيد من احتمال حدوث الارتجاع المَعِدي المريئي والأعراض المرتبطة به، وبصورة خاصة الحرقة. فقد تساهم السمنة، وزيادة الوزن، وفتق الفُرجة في الحرقة، إلى جانب التدخين وبعض الأدوية. فضلاً عن ذلك، قد يؤدي الانغماس في تناول الشوكولاتة، والكحول، والكافين إلى إرخاء عضلات المريء، وزيادة خطر الارتجاع المَعِدي المريئي.

نظراً لهذه العوامل، هناك أمور بإمكانك فعلها للحدّ من فرص معاناتك من جرّاء الحرقة وغيرها من أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي. إليك خمس نصائح قد تساعدك:

1‏. حافظ على وضعية مستقيمة طوال أربع ساعات على الأقل بعد تناول الطعام

يسهل على محتويات معدتك البقاء في مكانها حين تكون جالساً أو واقفاً. استفد من الجاذبية وتجنّب الاستلقاء حتى مرور أربع ساعات على تناول الطعام. بعد الساعة الرابعة، تكون معدتك قد أنهت هضم حوالي 90 في المائة من الطعام الذي تناولته، وطرحته خارجاً. ينطبق ذلك أيضاً على الاستلقاء على الكنبة أو التسكّع في المساء، فضلاً عن الاستلقاء في السرير للنوم. قد تساعد الوسادة إسفينية الشكل بعض الأشخاص في الحفاظ على وضعية مستقيمة ومريحة.

2‏. تجنّب الدهون (والألياف)

إذا تناولت بيتزا بالبيبروني، فهناك فرصة كبيرة بأن تتعرّض للحرقة. يشكّل تناول وجبات طعام خالية من الأطعمة الدهنية والحامضة خطوة جيدة. لكن انتبه أيضاً إلى تناول الألياف. فالأطعمة الغنية بالألياف، كأطباق سلطة كرنب "كيل" الكبيرة مفيدة لك، لكن هضمها يستغرق وقتاً طويلاً أيضاً، ممّا قد يؤدي إلى ظهور أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي بعد تناول الطعام.

3‏. تجنّب ارتداء السراويل الضيقة

قد تكون الملابس الضيقة رديفاً للمشكلات حين يتعلّق الأمر بالارتجاع. فأيّ شيء يضغط على المعدة يدفع بمحتوياتها في الاتجاه المعاكس. وقد يساعدك اختيار ملابس فضفاضة ذات خصر مطاطي كثيراً على الحدّ من الحرقة وغيرها من الأعراض.

4‏. اعثر على دواء فعّال

هناك أنواع عديدة من الأدوية التي تحدّ من حمض المعدة وتمنع أعراض الارتجاع المَعِدي المريئي الأكثر شيوعاً. تحدّث إلى طبيبك عن الأدوية التي قد تناسبك، بدايةً من تلك التي يمكن شراؤها بدون وصفة طبية، وصولاً إلى مُثبّطات مضخة البروتون أو مضادات مستقبل هستامين-2 التي يصفها لك طبيبك.

5‏. التزم بتغيير نمط حياتك

لعلّ خسارة الوزن الطريقة الأكثر فعالية لتخفيف أعراض مرضى الارتجاع المَعِدي المريئي المُصابين بالسمنة. أظهرت الأبحاث أن المرضى الذين يعالجون الارتجاع المَعِدي المريئي من خلال خسارة الوزن سجّلوا درجات رضا في الحياة أعلى وجودة حياة أفضل مقارنةً بأولئك الذين يتناولون الأدوية.

إذا كنت قد استمتعت للتوّ بتناول وجبة غنية، فقد يساعدك بعض هذه النصائح على الحدّ من الحرقة التي ربما تلوح في الأفق. لكنه من الضروري أن يتحدّث الأشخاص الذين يتعرّضون بصورة منتظمة لأعراض الارتجاع المَعِدي المريئي إلى الطبيب لوضع خطة لمعالجتها. ويشكّل ذلك الخطوة الأولى في سبيل الاستمتاع أكثر بالحياة ومنع حدوث مضاعفات طبية من الأرجح أن تكون خطِرة.

لمزيدٍ من المعلومات عن الارتجاع المَعِدي المريئي، طالع صفحة الأدلّة وحقائق الأدلّة السريعة عن الموضوع.