التعليق: حماية سمعك - كيف يكون الصوت العالي عاليًا جدًا؟
التعليق14/08/18 Lawrence R. Lustig, MD, Howard W. Smith Professor and Chair, Department of Otolaryngology–Head and Neck Surgery, Columbia University Medical Center and New York Presbyterian Hospital

تخيل نفسك في مباراة فاصلة. فريقك يخسر، لكنه على وشك تعويض خسارته. ومع كل لعبة، يزداد صخب الجماهير أكثر فأكثر. أخيرًا، تومض شاشة الاستاد ”لنصنع بعض الصخب!!!“ ويهتاج الاستاد بالجنون. تتزايد الطاقة وتدفع فريقك للعب والتقدم.

في هذه اللحظة، بينما يهتف كل من في الاستاد بكامل طاقات رئتهم، لا يفكر الغالبية كثيرًا في الضرر الذي قد يسببونه لسمعهم. لكن كثيرون لا ينتبهون لفقدان السمع في أوقات أخرى أيضًا. في الواقع، يذكر قرابة ستة من كل 10 أمريكان (59 في المائة) أنهم نادرًا ما يفكرون في فقدان السمع، وفقًا لاستطلاع حديث أجراه Harris Poll لصالح الأدلة. ومع هذا اعترف 86 في المائة بالقيام بأنشطة صاخبة في آخر 12 شهرًا، بما في ذلك الاستماع إلى صوتيات (كالموسيقى والمدونات الصوتية) عبر سماعات الرأس أو سماعات الأذن (58 في المائة)، أو تنسيق حدائق منازلهم بجزازة عشب تعمل بالطاقة أو بنافخة أوراق شجر (42 في المائة)، وحضور حفلات موسيقية أو فعاليات حية فيها فرقة موسيقية أو نظام صوتيات قوي (دي جيه) (34 في المائة)، أو فعاليات رياضية احترافية (33 في المائة).

يمكن أن تكون كل هذه الأنشطة صاخبة بما يكفي لإحداث ضرر دائم في السمع. وهذا هو السبب في أن فقدان السمع هو الاضطراب الحسي الأكثر شيوعًا في الولايات المتحددة. لكن عندما يعاني شخص من فقدان السمع كنتيجة لضوضاء، فما الذي يحدث فعليًا؟

كيف يعمل فقدان السمع

عندما يصل الصوت إلى قناة الأذن، يهز طبلة الأذن. تنتقل هذه الاهتزازات إلى الأذن الداخلية، حيث تستجيب الآلاف من ”الخلايا الشعرية“ للاهتزازات وترسل إشارات إلى المخ. ويمكن للضوضاء العالية أن تتسبب في الإضرار بهذه الخلايا الشعرية أو أن تتلفها، ولا تنمو هذه الخلايا مرة أخرى. يمكن لهذا الضرر أن يؤدي إلى ما يسميه الأطباء فقدان السمع الحسي العصبي. وحتى فإن التعرض للضوضاء العالية التي لا تضر بسمعك يجعلك أكثر عُرضةً في مرحلة لاحقة للمعاناة من فقدان السمع الناتج عن الضوضاء أو فقدان السمع المرتبط بالعمر. كما يوجد مكون جيني أيضًا. كان أكثر من ثلث الأمريكان (34 في المائة) غير مدركين لكون الشخص أكثر عُرضةً لفقدان السمع إذا كان منتشرًا في الأسرة.

كيف يكون الصوت العالي عاليًا جدًا؟

للإجابة عن هذا السؤال، يجب أن تعرف ليس مدى ارتفاع صوت محدد فحسب وإنما أيضًا فترة تعرضك له. قد لا تؤدي فترات الضوضاء القصيرة لمشكلة أو لا تؤدي إلا إلى فقدان سمع مؤقت، بينما يمكن أن يسبب التعرض الطويل لنفس مستوى الصوت ضررًا دائمًا.

عندما يأتي الأمر إلى مكان العمل، تتطلب معايير السلامة حماية أذن لأي ضوضاء يبلغ متوسطها أكثر من 85 ديسيبل (الديسيبل وحدة قياس الضوضاء) خلال ثماني ساعاتٍ. ولكل زيادة 5 ديسيبل، يتم خفض وقت التعرض الآمن إلى النصف. توجد الكثير من الأنشطة اليومية التي تُنتِج ضوضاء بذلك المستوى. تسجل الزحمة المرورية حوالي 90 ديسيبل، ويمكن أن يصل ركوب الدراجة النارية إلى 100 ديسيبل، وتبلغ ضوضاء حفلة موسيقى روك صاخبة حوالي 115 ديسيبل (وهو ما يتطلب في مكان العمل حماية للسمع عند التعرض لأكثر من 15 دقيقة). ويمكن لسماعات الأذن في أجهزة سماع الموسيقى المحمولة أن تتجاوز بسهولة 100 ديسيبل، وكثيرًا ما يتم تشغيلها على الصوت العالي لتغطي على الضوضاء الخارجية.

وإليك بقاعدة جيدة - إذا احتجت للكلام بصوت أعلى من نبرة صوتك العادية كي يتم سماعك فهناك احتمالات لكون محيطك صاخب جدًا.

مفاتيح لمنع فقدان السمع

في حين ساعدت معايير السلامة على التحكم في خطر التعرض للصوت في مكان العمل، تظل الضوضاء الترفيهية مشكلة متنامية. وعلى وجه التحديد، يعني انتشار الهواتف الذكية وسماعات الأذن أن الكثيرين، وخصوصًا الأطفال، يستمعون للموسيقى بمستويات صوت يحتمل أن تكون ضارة لعدة ساعات يوميًا.

ووفقًا للاستطلاع، قال غالبية الأمريكان (64 في المائة) أنهم يحاولون أخذ تدابير وقائية لحماية سمعهم كلما أمكن، وتوجد العديد من الموارد التي يمكنها أن تجعل هذا أسهل. على سبيل المثال، تحذر بعض الهواتف المستخدمين عندما يصل الصوت إلى مستويات خطيرة، كما يوجد أيضًا عدد من تطبيقات قياس الصوت التي يمكنها أن تحدد متى قد تلزم حماية للأذن.

والاحتفاظ بسدادات أذن في الجوار عندما تتوقع التواجد في مواقف صاخبة هو أحد أفضل الطرق لحماية سمعك.

التعامل مع وصمة عار سماعات مساعدة السمع

بمجرد حدوث فقدان السمع، يبقى استعمال سماعات مساعدة السمع واحد من أكثر الطرق فعالية لعلاجه. وبالرغم من أن قرابة ثلثي (63 في المائة) الأمريكان قالوا بأن سماعات مساعدة السمع ضرورية للحفاظ على جودة الحياة، إلا أن البيانات الوطنية تُظهِر باستمرار أن حوالي واحد فقط من كل خمسة أفراد يمكن أن يستفيدوا من سماعات مساعدة السمع هو من يستخدمها فعليًا. وعند طلب آرائهم في سماعات مساعدة السمع، قال أكثر من نصف (55 في المائة) الأمريكان في الاستطلاع أن الحصول على سماعات مساعدة السمع قد يكون مكلفًا جدًا، بينما قال 31 في المائة أنهم يمكن ألا يشعروا بالراحة، وشعر 2 من كل 5 أنها قد تكون مسببة للإحراج (20 في المائة). تشير هذه الإجابات لبعض الأسباب المحتملة لقلة استخدام سماعات مساعدة السمع.

جعلت التطورات التكنولوجية سماعات مساعدة السمع الحالية أكثر فعالية وأقل وزنًا. وفي نفس الوقت، يسمح تشريع حديث في الولايات المتحدة الآن بمنتجات تضخيم صوت شخصية (PSAPs) بدون وصفة طبيب. هذه المنتجات مضخمات للصوت.  وبالرغم من أنه لا يمكن تعديلها حسب عيوب السمع الخاصة بكل شخص بنفس الدرجة الممكنة في سماعات مساعدة السمع التقليدية إلا أنها تظل بديلاً أقل تكلفةً قد يفيد البعض. قد تكون منتجات تضخيم الصوت الشخصية مفيدة على وجه التحديد لمن هم في دول نامية لا يقدرون على تقييم مهني كامل وسماعة مساعدة سمع.

الانتباه للتعرض للضوضاء وأخذ خطوات لحماية أذنيك هي الطريقة الأفضل لمنع الاحتياج لعلاج لفقدان السمع. وبالنسبة لمن يعانون من فقدان سمع، يمكن للحصول على تقييم طبيب بحثًا عن الأسباب الخطيرة والأكثر ندرة لفقدان السمع، يعقبه اختبار سمع مهني، أن يساعد على تحديد أفضل كيفية لمنع فقدان السمع من التعارض مع حياة يومية منتجة وممتعة.