الإسقاط

(الإجهاض العفوي، خسارة الحمل)

حسبAntonette T. Dulay, MD, Main Line Health System
تمت مراجعته ربيع الأول 1444 | المعدل جمادى الأولى 1444

الإسقَاط (miscarriage) هو فقدان لجنين قبل 20 أسبوعًا من عمر الحمل.

  • قد تحدث حالات الإسقاط بسبب مشكلة عند الجنين (مثل اضطراب وراثي أو عيب خِلقي)، أو عند المرأة (مثل حالات شذوذ بنيويَّة في الأعضاء التناسلية أو حالات العدوى أو تعاطي الكوكايين أو شرب الكحول أو تدخين السجائر أو إصابة)، ولكن لا يُعرف السبب غالبًا.

  • يمكن أن يحدث نزفٌ وتشنجٌ، وخصوصًا في مراحل الحمل المتأخرة.

  • يقوم الأطباء بفحص عنق الرحم وعادة ما يستخدمون تخطيط الصدى،

  • وإذا كانت هناك أيَّة بقايا من الحمل في الرَّحم بعد الإسقاط، يقوم الأطباء بإزالتها.

مُضَاعَفات الحمل هي مشاكل تحدث فقط في أثناء الحمل،وقد تُؤثِّرُ في المرأة أو الجنين أو كليهما، وقد تحدُث في أوقاتٍ مُختلفةٍ في أثناء الحمل؛ولكن، يمكن معالجة معظم مُضَاعَفات الحمل بشكلٍ فعَّال.ينطوي الإسقاط وبحكم تعريفه، على وفاة الجنين، وقد يزيد من خطر الإسقاط في حالات الحمل المستقبلية.

تحدث حالة إسقاط في حوالى 10 إلى 15٪ من حالات الحمل المعروفة.ويحدث الكثير من حالات الإسقاط غير المعروفة لأنها تحدث قبل أن تعرف النساء أنَّهنَّ حوامل.تحدث حَوالى 85 ٪ من حالات الإسقاط خلال الأسابيع الاثنا عشر الأولى من الحمل، وينتهي نحو 25 ٪ من حالات الحمل بالإسقاط في أثناء الأسابيع الاثنا عشر الأولى من الحمل.وتحدث نسبة 15٪ المتبقية من حالات الإسقاط في أثناء الأسابيع 13 إلى 20.

تكون حالات الإسقاط أكثر شيوعًا في حالات الحمل شديدة الخطورة، خُصوصًا عندما لا تتلقى النساء الرعاية الطبية الكافية.

أسباب الإسقاط

يُعتقد أنَّ معظم حالات الإسقاط التي تحدث في أثناء الأسابيع 10 إلى 11 الأولى من الحمل تكون نتيجة اضطراب صبغي.وتنجم حالات الإسقاط عن عيب ولادي في بعض الأحيان.

إذا كان لدى النساء اضطرابٌ يؤدي إلى تجلط الدَّم بسهولة أكبر (مثل مُتلازمة الأجسام المُضادَّة للشحميَّات الفُسفوريَّة)، قد تحدث لديهنَّ حالات إسقاط متكرِّرة متتالية (يسمى فقدان الحمل المتكرر) قبل انقضاء 10 أسابيع من الحمل.

بالنسبة إلى العديد حالات الإسقاط التي تحدُث في أثناء الأسابيع 13 إلى 20 من الحمل، لم يجر التعرف إلى سبب.

تنطوي عوامل خطر (الحالات التي تزيد من خطر اضطراب) الإسقاط على التالي:

كما يزيد عدم توافق العامل الريصي (عندما يكون لدى الحامل عامل ريصي إيجابي في الدم ويكون لدى الجنين عامل ريصي سلبي) من خطر الإسقاط أيضًا.

لا توجد صِلَة بين الصدمة الانفعالية المفاجئة (مثل التي تنجُم عن تلقي الأخبار السيئة) والإصابات الثانوية (مثل التي تنجُم عن الانزلاق والسقوط) والإسقاط.

فهم لغة الخسارة

قد يستعمل الأطباء مصطلح الإجهاض للإشارة إلى الإسقَاط (الإجهاض العفوي)، بالإضافة إلى الإنهاء المُتعمَّد للحمل (إجهاض مُحرَّض).بعد 20 أسبوع من الحمل، تُسمَّى ولادة جنين ميت بالإِملاص stillbirth.

تنطوي المصطلحات الأخرى للإجهاض على ما يلي:

  • مبكر: خسارة الجنين قبل الأسبوع الثاني عشر من الحمل

  • متأخر: ويتمُّ ذلك عادةً خلال الفترة بين الأسبوعين 16 إلى 20 من الحمل.

  • الإجهاض المُحرَّض: الإجهاض الذي يجري تحريضه بوسائل طبية (أدوية أو جراحة)، على سبيل المثال، عندما تكون حياة المرأة أو صحتها معرضتين للخطر أو عند وجود شذوذات رئيسية عند الجنين.

  • الإجهاض المُهدِّد: نزف أو تشنج في أثناء خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل من دون توسُّع عنق الرحم

  • الإجهاض الحتمي: ألم أو نزف في أثناء الأسابيع العشرين الأولى من الحمل مع توسُّع عنق الرحم، ممَّا يُشيرُ إلى أن الجنين سيُفقَد.

  • الإجهاض المكتمل: عنق رحم منغلق بعد إخراج الجنين بأكمله والمشيمة من الرحم

  • الإجهاض غير المكتمل: إخراج جزء من محتويات الرحم فقط

  • الإجهاض الفائت: الاحتفاظ بجنين ميت في الرحم

  • الإجهاض النَّاكس: حدوث حالتين على الأقل من الإسقاط

  • الإجهاض الإنتاني: عدوى في محتويات الرحم قبل أو في أثناء أو بعد الإسقاط أو الإجهاض

  • الإجهاض العفوي: هو خسارة الجنين قبل 20 أسبوعًا من عمر الحمل

أعراض الإسقاط

يسبق الإسقاط تبقيع بدم ناصع أو داكن أو نزف أكثر وضوحًا عادةً،وينقبض الرحم مُسببًا تشنُّجات،ولكن، يحدث عند نَحو 20 إلى 30% من النساء الحوامل شيء من النزف لمرَّة واحدةٍ على الأقل في أثناء الأسابيع العشرين الأولى من الحمل.يُؤدِّي حَوالى نصف هذه النوبات إلى إسقاط.

في المراحل المبكرة من الحمل، قد تكون العلامة الوحيدة للإسقاط هي كمية صغيرة من النزف المهبلي.في مرحلة متقدِّمة من الحمل، قد يسبب الإسقاط نزفًا غزيرًا، وقد يحتوي الدَّم على مخاط أو جلطات.تصبح التشنجات أكثرَ شدَّةً إلى أن ينقبض الرحم في نهاية المطاف بما يكفي لإخراج الجنين والمشيمة.إذا بقيت أي أجزاء من الجنين أو المشيمة في الرحم، فقد تتطور العدوى.

يموت الجنين في بعض الأحيان ولكن من دون علامات على حدوث إسقاط،وفي مثل هذه الحالات، لا يتضخَّم الرحم.وفي حالاتٍ نادرة، تصبح النسج الميتة في الرحم مصابةً بالعدوى قبل أو في أثناء أو بعد حدوث الإسقاط؛.تسمى عدوى الرحم التي تحدث في أثناء أو قبل أو بعد الإسقاط أو الإجهاض بفترة قصيرة بالإجهاض الإنتاني.

هل تعلم...

  • لا يُكتشف الكثير من حالات الإسقاط لأنَّها تحدث قبل أن تعلم النساء أنهنَّ حوامل.

  • يحدث عند نَحو 20 إلى 30% من النساء الحوامل شيءٌ من النزف لمرة واحدة على الأقل في أثناء الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، ويحدث إسقاط عند نحو 50% من أولئك النسوة.

تشخيص الإسقاط

  • تقييم الطبيب

  • التصوير بتخطيط الصدى

  • اختبارات الدم

إذا كان لدى المرأة الحامل نزف وتشنج في أثناء الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، يقوم الطبيب بتفحصها لتحديد ما إذا كان الإسقاط مُحتَملًا،ويُجرى فحصٌ للحوض.ويتفحص الطبيب عنق الرحم لتحديد ما إذا كان متوسِّعًا أو مشدودًا نحو الخلف (امِّحَاء effacing)،وإذا لم يكن كذلك، فقد يكون الحمل قادرًا على الاستمرار،أمَّا إذا أخذ بالتوسع قبل 20 أسبوعًا من الحمل، يكون الإسقاط محتملًا جدًا.

كما يستخدِمُ الأطباءُ تخطيط الصدى أيضًا عادةً،وقد يُستخدَمُ لتحديد ما إذا حدث الإسقاط بالفعل، وفي حال لم يحدث، لتحديد ما إذا كان الجنين لا يزال حيًا.إذا حدث إسقاط، يمكن أن يُظهر التصوير بتخطيط الصدى ما إذا جرى إخراج الجنين والمشيمة بشكل كامل.

يُجري الأطباء عادةً اختباراتٍ دمويَّة لقياس مستوى هرمون تنتجه المشيمة في مرحلة مبكرة من الحمل يُسمَّى مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التَّنَاسُلِيَّةِ المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة human chorionic gonadotropin،وتمكِّنُ النتائج الأطباء من تحديد ما إذا كان لدى المرأة حملٍ متوضِّعٍ بشكلٍ خاطئ (منتبذ)، والذي يمكن أن يسبب النزف أيضًا.يمكن أن يساعد هذا الاختبار الأطباء أيضًا في تحديد ما إذا كان الجنين على قيد الحياة، وما إذا كان قد حدث إسقاط، وإذا كان الأمر كذلك، ما إذا كانت أجزاء من الجنين أو المشيمة قد بقيت في الرحم بعد الإجهاض.

إذا لم يتضخَّم الرحم تدريجيًا، أو إذا لم ترتفع مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية كما هو متوقع خلال فترة الحمل، فيشتبه الأطباء بحدوث إجهاض فائت.يعني ذلك، أي أن الجنين قد مات ولكنه لم يُلفظ خارج الرحم.

إذا تعرضت النساء إلى الكثير من حالات الإسقاط، فقد يرغبن في مراجعة الطبيب قبل أن يحاولنَ الحمل مرةً أخرى،حيث يستطيع الطبيب تفحصهن للتحقق من شذوذات جينية أو بنيويَّة ومن اضطرابات أخرى تزيدُ من خطر الإسقاط،فعلى سبيل المثال، قد يقوم الأطباءُ بالإجراءات التالية:

  • فحص تصويري (مثل التصوير بتخطيط الصدى أو تنظير الرَّحِم أو تصوير الرَّحِم والبوق) للتَّحرِّي عن شذوذات بنيويَّة

  • اختبارات الدَّم للتحقق من اضطرابات مُعيَّنة، مثل مُتلازمة الأجسام المُضادَّة للشحميَّات الفُسفوريَّة، والسكَّري، والشذوذات الهرمونية، واضطرابات الغُدَّة الدرقية

  • اختبارات جينية للتقق من الشذوذات الصبغية

يمكن مُعالَجَة بعض أسباب الإسقاط السابق إذا جَرَى التعرف إليها، ممَّا يجعل الحمل الناجح ممكنًا.

علاج الإسقاط

  • بالنسبة إلى الإجهاض المكتمل، لا تُوجد معالجة

  • بالنسبة إلى الإجهاض المُهدِّد، التقييم الدوري للأعراض عند المرأة (المراقبة)

  • بالنسبة لحالات الإجهاض الحتمية، أو غير المكتملة، أو الفائتة، المراقبة أو إزالة محتويات الرحم

  • الغلوبولين المناعي Rho (D) إذا كان دم الأم سلبيًا للعامل الريصي

  • مسكنات الألم في بعض الأحيان

  • الدعم العاطفي

إذا حدث إسقاط وجرىإخراج الجنين والمشيمة من الرحم بشكلٍ كامل، فلا حاجة إلى أية معالجة،

إذا كان الجنين على قيد الحياة ولم يفتح عنق الرحم (الإجهاض المهدِّد)، لا تُوجد معالجة يُمكن أن تفيد، ولكن يقوم الأطباء بتقييم الأعراض عند المرأة بشكل دوري أو يستخدمون تخطيط الصدى.

ينصح بعضُ الأطباء النساء بتجنُّب النشاط المُجهِد، وإذا أمكن، عدم المشي والحركة،ولكن، لا يوجد دليل واضح على أنَّ مثل هذه النصائح مفيدة،كما لا يوجد أيضًا أيُّ دليل على أن الامتناع عن النشاط الجنسي مفيدٌ.

أمَّا إذا بقي شيء من النسيج من الجنين أو المشيمة في الرحم بعد الإسقاط أو إذا مات الجنين وبقي في الرحم، فقد يقوم الأطباء بواحدة من الأمور التالية:

  • إذا لم يكن لدى النساء حمى ولا يبدون متوعكات، يراقبهن الأطباء عن كثب في أثناء الانتظار لمعرفة ما إذا كان الرحم سوف يُخرج محتوياته من تلقاء نفسه.يستند ما إذا كانت هذه الطريقة آمنة إلى كمية النسيج المتبقي، وكيف يظهر الرحم في تصوير الحوض بالأمواج فوق الصوتية، ومتى يُعتَقد أن الإسقاط حدث.

  • قبل حلول الأسبوع 12 من عمر الحمل، يمكن للنساء الانتظار حتى يخرج الحمل من تلقاء نفسه، أو يمكن للأطباء وصف دواء يمكن أن يلفظ محتويات الرحم (ميزوبروستول، مع الميفيبريستون أحيانًا).أو يمكن للأطباء إزالة محتويات الرحم عن طريق التَّوسيع والتَّجريف (D & C) مع الشفط الذي يُطبق من خلال أنبوب مرن يجري إدخاله إلى الرحم عبر المهبل.

  • في الفترة بين 12 إلى 23 أسبوعًا، يقوم الأطباء بإزالة محتويات الرحم جراحيًا من خلال المهبل (يُسمَّى التفريغ الجراحي)، وذلك باستخدام التوسيع والإخلاء [D & E]).

  • في الفترة بين 16 إلى 23 أسبوعًا، يمكن استعمال دواء يُحرض المخاض، وبالتالي لفظ محتويات الرحم.تشمل هذه الأدوية على الأوكسيتوسين (الذي يستخدم عادة في وقت لاحق من الحمل) والميزوبروستول (يستخدم عادة في وقت مبكر من الحمل).

قبل إزالة الجنين جراحيًا في أثناء الثلث الأول أو الثاني من الحمل، قد يستعمل الأطباء مواد طبيعية تقوم بامتصاص السوائل (مثل سيقان الطحلب البحري) للمساعدة على فتح عنق الرحم،أو قد يُعطون المرأة أحد البروستاغلاندينات (دواء يشبه الهرمون يُحرِّض الرحم على الانقباض)، مثل الميزوبروستول.تجعل هذه المُعالجَات إزالة النسج أكثرَ سهولةً.

إذا جَرَى استعمال دواء، فقد يكون من الضروري بعد ذلك استخدام التجريف بالشفط أو التوسيع والإخلاء لإزالة أجزاء المشيمة.قد لا تكون طريقة التوسيع والإخلاء متوفِّرة لأنَّها تتطلَّب تدريبًا خاصًّا.

تُعطى مسكنات الألم بحسب الحاجة.

يجري إعطاء جميع النساء اللواتي يكون الدم لديهن سلبيًّا للعامل الريصي وحدث لديهن إسقاط الغلوبولين المناعي Rho (D) للوقاية من الداء الانحلالي الدموي عند الجنين (كثرة أرومات الحُمر الجنينية).ينجم الاضطراب عن عدم توافق العامل الرَّيصي (عندما يكون العامل الريصي سلبيًا في دم المرأة وإيجابيًا في دم الجنين)

الانفعالات بعد الإسقَاط

بعد الإسقاط، قد تشعر النساء بالأسى أو بالحزن أو بالغضب أو بالذنب أو بالقلق بشأن حالات الحمل اللاحقة.

  • الأسى: وهو استجابة طبيعية للفقدان وينبغي عدم كبته أو إنكاره،وقد يُساعد البوح بالمشاعر لشخصٍ أخر النساءَ على التعامل مع هذه المشاعر وأن يُصبِحن موضوعيات.

  • الذنب: قد تعتقد النساء أنَّهنَّ فعلنَ شيئًا للتسبب في الإسقاط،وهنَّ لم يفعلن هذا عادةً.قد تتذكر النساء أخذ دواء شائع يُباع من دون وصفة طبية في بداية الحمل، أو شرب كأس من النبيذ قبل معرفتهنَّ بالحمل، أو فعل شيء آخر كل يوم،ولا يُمكن لهذه الأشياء أن تكون السبب في الإسقاط تقريبًا، ولذلك ينبغي على النساء ألَّا يشعرنَ بالذنب حيالها.

  • القلق: قد ترغب النساء اللواتي تعرَّضنَ للإسقاط في التحدث مع طبيبهن حول احتمال حدوث إسقاط في حالات الحمل اللاحقة، وعن خضوعهن لاختبارات إذا كانت هناك حاجة إليها.رغم أنَّ الإسقاط يزيد من خطر إسقاط آخر، إلا أنَّه تستطيع معظم أولئك النساء أن يحملن مرة أخرى بصغير سليم إلى تمام الحمل.

يقدم الأطباء دعمهم، ويُطمئنون النساء بأن الإسقاط لم يكُن ذنبهنَّ، إذا كان ذلك مناسبًا.نادرًا ما تكون هناك حاجة إلى نُصح رسمي، ولكن الأطباء يجعلونه مُتاحًا للنساء اللواتي يرغبن فيه.يمكن لمجموعات الدعم أن تكون مفيدة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID