داء السكري في أثناء الحمل

(السكَّري الحمليّ)

حسبLara A. Friel, MD, PhD, University of Texas Health Medical School at Houston, McGovern Medical School
تمت مراجعته ربيع الأول 1443

بالنسبة للنساء المصابات بداء السكَّري قبل حدوث الحمل، تعتمد مخاطر حدوث المضاعفات خلال فترة الحمل على طول فترة الإصابة بداء السُّكَّري وما إذا كانت مضاعفات داء السُّكَّري موجودة، مثل ارتفاع ضغط الدَّم وتضرُّر الكلية.يميل الحمل إلى التسبب بتفاقم داء السُّكَّري (النمطان الأوَّل والثاني) ولكنَّه لا يؤدي إلى تنشيط أو تفاقم مضاعفات داء السُّكَّري (مثل ضرر العين أو العصب).

(انظر أيضًا مرض السكري).

السُّكَّري الحملي

تُصاب ما لا يقل عن 5 ٪ من النساء الحوامل بداء السُّكَّري خلال فترة الحمل.ويُسمَّى هذا الاضطراب السُّكَّري الحملي gestational diabetes.يكون حدوث السُّكَّري الحملي أكثر شُيُوعًا عند الفئات التالية:

  • النساء البَدينات

  • النساء اللواتي ينطوي تاريخهنَّ العائلي على داء السُّكَّري

  • بعض المجموعات العرقية، ولا سيَّما الأمريكيين الأصليين وسكَّان جزر المحيط الهادئ والنساء من أصلٍ مكسيكي أو هندي أو آسيوي

يمكن للسكري الحملي غير المُشَخَّص وغير المُعَالَج أن يزيد من خطر حدوث مشاكل صحِّية عند النساء الحوامل والجنين وخطر وفاة الجنين.

يحدث عند معظم النساء المصابات بسكري الحمل لأنَّهنَّ عاجزاتٍ عن إنتاج ما يكفي من الأنسولين.يساعد الأنسولين على ضبط مستوى السكر (الغلُوكُوز) في الدَّم.توجد حاجةٌ إلى المزيد من الأنسولين خلال فترة الحمل لأنَّ المشيمة تنتج هرمونًا يجعل الجسم أقلَّ استجابةً للأنسولين (وهي حالة تسمى مقاومة الانسولين insulin resistance).يُلاحَظ هذا التأثير بشكلٍ خاص في مرحلةٍ متأخرة من الحمل، وذلك عندما تكون المشيمة مُتضخِّمة.ونتيجةً لذلك، يميل مستوى السكر في الدَّم إلى الزيادة.وهكذا، تستدعي الحاجةٌ المزيد من الأنسولين.

قد تكون بعض النساء مصاباتٍ بداء السكّري قبل الحمل، ولكن لم يجرِ اكتشاف المرض إلَّا بعد الحمل.

مخاطر السكري في أثناء الحمل

إذا كانت السيطرة على المرض سيئة، فمن المُرجَّح أن يسبب مرض السكري مشكلات.

في وقت مبكر من الحمل، يزيد ضعف السيطرة على مرض السكري من خطر ما يلي:

  • إنجاب طفل به عيوب خلقية رئيسية

  • الإسقاط

في مرحلة متأخرة من الحمل، يزيد ضعف السيطرة على مرض السكري من خطر ما يلي:

يميل الأطفال المولودون من نساءٍ مصاباتٍ بداء السكّري إلى أن يكونوا أكبر حجمًا من مواليد النساء غير المصابات بداء السكّري.إذا كان ضبط داء السكّري ضعيفًا، فقد يكون الأطفال أكبر حجمًا بشكلٍ واضح.ومن غير المحتمل أن يمرَّ الجنين الكبير بسهولةٍ من خلال المهبل، ومن المرجَّح أن يتعرَّض لإصابةٍ في أثناء الولادة المهبليَّة.ونتيجةً لذلك، قد تكون الولادة القيصرية ضرورية.كما تميل رئتا الجنين إلى النُّضج ببطء.

يكون مواليد النساء المصابات بداء السكّري مُعرَّضين بشكلٍ متزايدٍ لخطر انخفاض السكر وانخفاض الكالسيوم وارتفاع مستويات البيليروبين في الدَّم (فَرطُ بِيِلِيروبينِ الدَّم).

تشخيص السكري في أثناء الحمل

  • اختبارات الدم لقياس نسبة السكر في الدم

يوصي معظم الخبراء حاليًّا بأن يقوم الأطباء بإجراء فحصٍ روتيني للسكري الحملي لجميع النساء الحوامل.

وللتحقق من إصابة النساء بداء السكّري، يقوم بعض الأطباء أوَّلًا بأخذ عينةٍ من الدَّم صباحًا بعد قيام النساء بصيام ليلة، وإجراء اختبار للدِّم لقياس مستوى السكر (الغلُوكُوز) في الدَّم.

ولكن أفضل طريقة لتأكيد تشخيص داء السكّري هو اختبارٌ من جزأين يبدأ من خلال شرب المرأة لسائلٍ يحتوي على الغلُوكُوز.وبعد انقضاء ساعة على شرب المرأة للسائل، يأخذ الأطباء عيِّنة اختبارٍ من الدَّم لتحديد ما إذا كان مستوى السكر في الدَّم قد أصبح مرتفعًا بشكل غير طبيعي.فإذا كان مرتفعًا بشكل غير طبيعي، يُقدِّم لها الأطباء السَّائِل الذي يحتوي على كمية أكبر من الغلُوكُوز.وبعد ثلاث ساعات، يَجرِي قياس مستوى السكر في الدَّم مَرَّةً أخرى.فإذا استمرَّ ارتفاعه غير الطبيعي، يَجرِي تشخيص داء السكّري.يُسمَّى هذا الاختبار اختبار تحمل الغلُوكُوز عن طريق الفم.

علاج السكري في أثناء الحمل

  • المراقبة الدقيقة للمرأة والجنين

  • اتِّباع نظام غذائي وممارسة الرياضة وأحيَانًا استعمال الأدوية لضبط مستوى السكر في الدَّم

  • مجموعة الغلوكاغون (لاستعمالها إذا انخفضت مستويات السكر في الدَّم بشكلٍ كبير)

  • استعمال دواء لبدء المخاض في بعض الأحيان

للحد من مخاطر حدوث مشكلات، يقوم الأطباء عادةً بما يلي:

  • إشراك فريق لمعالجة مرضى السكري (بما في ذلك الممرضات واختصاصي التغذية والأخصائيين الاجتماعيين) وطبيب أطفال.

  • تشخيص وعلاج أي مشكلات تتعلق بالحمل على الفور، مهما كانت تبدو عديمة الأهمية

  • التخطيط للولادة وأن يكون طبيب الأطفال من ذوي الخبرة

  • التأكد من توفر العناية المركزة لحديثي الولادة (إذا لزم الأمر)

السيطرة على مستويات السكر في الدم

يمكن الحدُّ من خطر حدوث مضاعفاتٍ خلال فترة الحمل من خلال ضبط مستوى السكر في الدَّم.يجب أن يبقى المستوى قريبًا من المستوى الطبيعي قَدرَ المُستطاع طيلة فترة الحمل.

ينصح الأطباء النساء المصابات بداء السكّري والذين يُخَطِّطنَ للحمل بأن يبدأنَ فورًا في اتخاذ خطواتٍ لضبط مستوى السكر في الدَّم إذا لم يكُنَّ قد بدأن ذلك بالفعل.وتتضمَّن هذه الخطوات اتباع نظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة، وإذا دَعَت الحاجة، استعمال الأنسولين.يجري استبعاد الأطعمة الغنية بالسكر من النظام الغذائي، ويجب على النساء تناول الطعام الذي لا يؤدي إلى زيادة الوزن خلال فترة الحمل.

يُطلب من معظم النساء الحوامل المصابات بمرض السكري قياس مستوى السكر في الدم عدة مراتٍ في اليوم في المنزل باستخدام جهاز مراقبة سكر الدم في المنزل.إذا كانت مستويات السكر في الدَّم مرتفعة، قد تحتاج المرأة إلى استعمال دواء خافض لسكر الدَّم عن طريق الفم أو الأنسولين.

تؤدي المعالجة إلى حدوث انخفاضٍ شديدٍ في مستويات السكر في الدَّم (يُسمَّى نقص سكر الدَّم) في بعض الأحيان.يتسبَّبُ نقص سكر الدَّم إن كان شديدًا في حدوث تخليطٍ ذهنِي وفقدان الوعي ويمكن أن يحدث دون أيِّ تحذير.إذا كانت المرأة عُرضةً لحدوث نوبات نقص سكر الدَّم (على سبيل المثال، إذا كانت مصابة بداء السكَّري من النمط الأول منذ فترةٍ طويلة)، فإنَّه يَجرِي تزويدها بمجموعة الغلوكاغون مع تدريبها على طريقة استعمالها.يزيد الغلوكاغون عند حقنه من مستويات السكَّر في الدَّم.كما يَجرِي تدريب أحد أفراد العائلة على طريقة استعمال المجموعة.ثمَّ إذا ظهرت أعراض حدوث نقصٍ شديدٍ في سكر الدَّم، يمكن للمرأة أو أحد أفراد الأسرة حقن الغلوكاغون.

يُعَدُّ ضبط داء السكّري ضروريًّا بشكلٍ خاص خلال المراحل المتأخرة من الحمل لأنَّ مستوى السكر في الدَّم يميل إلى الزيادة بعد ذلك.عادةً ما يتطلب الأمر استعمال جرعةٍ أعلى من الانسولين.

مراقبة الجنين

وغالبًا ما يُطلب من النساء حساب عدد المرات التي يَشعرُنَ فيها بتحرُّك الجنين.فإذا كان كلُّ شيءٍ على ما يرام، يجب أن يَشعُرنَ بعشر حركاتٍ (ركلات أو رفرفات أو لفَّات) على الأقل خلال ساعتين.يتحرك الجنين عشرَ مرَّاتٍ خلال فترةٍ أقل عادةً.يجب على النساء إبلاغ الطبيب عن أيِّ تراجعٍ مفاجئٍ في الحركة على الفور.

يقوم الأطباء بمراقبة الجنين من خلال إجراء اختباراتٍ مثل مراقبة مُعدَّل ضربات قلب الجنين أو اختبارات عدم الإجهاد أو التشكيلات الفيزيائيَّة الحيويَّة (باستعمال التصوير بتخطيط الصدى).تبدأ المراقبة غالبًا بحلول الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل أو بمُجرَّد حدوث مضاعفات - على سبيل المثال، إذا كان الجنين لا ينمو بقدر ما هو متوقع أو إذا حدث عند المرأة ارتفاعٌ في ضغط الدَّم.

يمكن للأطباء سحبُ وتحليل عَيِّنةٍ من السائل المحيط بالجنين (السائل الأمنيوسي)، في حال وجود أيٍّ مما يلي:

  • معاناة النساء من مشاكل مُتعلِّقة بالحمل في حالات الحمل السابقة.

  • التاريخ المتوقع للولادة غير مؤكد.

  • عدم ضبَط مستوى سكر الدَّم بشكلٍ جيد.

  • الرعاية أثناء الحمل كانت غير كافية.

  • عدم اتباع الأم الحامل لخطة العلاج الخاصة بها حسب التوجيهات.

يساعد هذا الإجراء، المعروف باسم بزل السلى، الأطباءَ على تحديد ما إذا كانت رئتا الجنين قد نضجتا إلى الدرجة الكافية لتنفُّس الهواء وبالتالي تحديد موعد ولادة الطفل بأمان.

المخاض والولادة

إذا لم يبدأ المخاض بحلول الأسبوع التاسع والثلاثين، فقد يحفز الأطباء حصول المخاض باستعمال دواء خاص (يُسمى الإجراء تحريض المخاض).إذا لم يتم السيطرة على نسبة السكر في الدم بشكل جيد أو إذا كانت النساء لا يتبعن خطة العلاج الخاصة بهن، فقد يبدأ المخاض في وقت مبكر بدايةً من 37 أسبوعًا.تكون الولادة المهبليَّة ممكنةً عادةً.

تحتاج العديد من النساء المصابات بداء السكّري أثناء المخاض والولادة إلى تسريبٍ مستمرٍّ للأنسولين من خلال قثطارٍ يَجرِي إدخاله في الوريد.

بعد الولادة

بالنسبة للمواليد الجُدد للنساء المصابات بداء السكّري، يقوم مقدِّمو الرعاية الصحيَّة في المستشفى بقياس المستويات الدَّمويَّة من السكر والكالسيوم والبيليروبين لأنَّ هذه المستويات تكون غير طبيعيَّة عند هؤلاء الأطفال غالبًا.كما يُراقَب أولئك المواليد الجدد للتَّحرِّي عن وجود أعراضٍ لهذه الشذوذات.

بالنسبة للنساء المصابات بداء السكّري، تنخفض الحاجة إلى الأنسولين بشكلٍ كبيرٍ بعد الولادة مباشرة.لكنَّ هذه الحاجة تعود إلى ما كانت عليه قبل الحمل في غضون أسبوعٍ واحدٍ عادةً.

بعد الولادة، تختفي الإصابة بداء السكّري الحملي عادةً.إلَّا أنَّ الكثير من النساء اللواتي أُصِبنَ بسكري الحمل يُصَبنَ بداء السكّري من النمط الثاني مع تَقدُّمهنَّ في السن.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID