-
قد تنجم الأمراض المنتقلة بالجنس عن عدوى بالبكتيريا، أو الفيروسات، أو الأوالي protozoa.
-
قد تنتقل بعض أنواع تلك العدوى عن طريق التقبيل أو التواصل الجسدي الحميم.
-
قد تنتشر بعض أنواع العدوى إلى الأجزاء الأخرى من الجسم، وقد تكون لها عواقب وخيمة.
-
يساعد استخدام الواقيات الذكرية (الكوندوم) على الوقاية من هذه الأنواع من العدوى.
-
يمكن علاج مُعظم أنواع العدوى المنتقلة بالجنس بشكل فعال باستخدام الأدوية.
يوفر التواصل الجنسي وسيلة سهلة للأحياء الدقيقة لكي تنتقل من شخص لآخر، لأنه ينطوي على تماس وثيق بسوائل الأعضاء التناسلية وغيرها من سوائل الجسم.
تُعد الأمراض المنتقلة بالجنس شائعة عمومًا. فعلى سبيل المثال، تحدث حوالى 20 مليون إصابة جديدة بالأمراض المنتقلة بالجنس كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية، وحوالي نصف هذه الحالات تحدث عند المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24 عامًا. ففي عام 2014، جرى تسجيل أكثر من 350 ألف حالة جديدة بداء السيلان gonorrhea وأكثر من 1.4 مليون حالة جديدة بعدوى المتدثرة chlamydia، وربما تفوق الأرقام الحقيقية ذلك، مما يجعل عدوى السيلان والمتدثرة من أشيع الأمراض المنتقلة بالجنس.
هناك عدة عوامل تجعل الوقاية من الأمراض المنتقلة بالجنس أمرًا صعبًا. يشمل ذلك ما يلي:
-
ممارسة الجنس غير الآمن مع عدة شركاء جنسيين
-
تجنب البعض للحديث في الأمور الجنسية مع مزودي الرعاية الصحية
-
الحاجة إلى مزيد من التمويل لتحري وعلاج المصابين، وابتكار وسائل تشخيصية وعلاجية للأمراض المنتقلة بالجنس
-
الحاجة لعلاج كلا الشريكين الجنسيين معًا في حال إصابة أحدهما
-
المعالجة غير المكتملة، وهو ما قد يؤدي إلى تمكن الأحياء الدقيقة من تطوير مقاومة تجاه الدواء
-
السفر الدولي، والذي يُمكن الأمراض المنتقلة بالجنس من الانتشار بسرعة حول العالم
الأسباب
أنواع الأَمراض المنتقلة بالجنس
النوع |
المرض |
بكتيرية |
القُريح (القرح اللين) Chancroid التهاب الإحليل والتهاب عنق الرحم المُتدثري Chlamydial urethritis and cervicitis داء السَّيَلان Gonorrhea الورم الحبيبي الأُربي Granuloma inguinale الورم الحبيبي اللمفي المنتقل بالجنس Lymphogranuloma venereum الزُهري Syphilis |
فيروسية |
الهربس التناسلي البسيط Genital herpes simplex الثآليل التناسلية (الناجمةعن فيروس الورم الحليمي البشري) فيروس العَوَز المَناعيّ البشرية HIV أو الإيدز المليساء المعدية Molluscum contagiosum (الناجمة عن الفيروسة الجدرية poxvirus) |
طفيلية Parasitic |
داء المُشَعَّرات Trichomoniasis |
مفصلية Arthropod |
عدوى طفيلية بقمل العانة Pubic lice infestation الجرب Scabies (بسبب العث الناقب burrowing mites) |
يمكن للعديد من الكائنات الحية المُعدية أن تنتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجنسي، سواءً كانت فيروسات دقيقة، أو بكتيريا، أو طفيليات، أو حشرات يمكن رؤيتها بالعين المجردة (مثل القمل). يمكن لبعض أنواع العدوى أن تنتقل عن طريق النشاط الجنسي، إلا أنها تنتقل غالبًا بطرق أخرى. ولذلك، فإنها لا تُصنف تحت فئة الأمراض المنتقلة بالجنس. تتضمن هذه الأنواع من العدوى كلاً من التهاب الكبد من النوع A و B و C وعدوى السبيل الهضمي (التي تُسبب الإسهال)، مثل عدوى السالمونيلا، و عدوى العطيفة Campylobacter، وعدوى الشيغيلات shigellosis ، وعدوى الجيارديات giardiasis، وعدوى الأمبيات.
انتقال العدوى
على الرغم من أن العدوى المنتقلة بالجنس غالبًا ما تنجم عن ممارسة جنس مهبلي، أو فموي، أو شرجي مع شريك مصاب، إلا أن الإيلاج المهبلي قد لا يؤدي بالضرورة إلى انتقال العدوى الجنسية. يمكن لبعض الأمراض المنتقلة بالجنس أن تنتشر بطرق أخرى، مثل:
-
التقبيل أو التماس الجسدي الحميم، مثل العدوى الطفيليلة بقمل العانة، والجرب، والمُليساء المُعدية molluscum contagiosum
-
من الأم إلى طفلها قبل الولادة أو بعدها، كما في الزهري، والهربس، وعدوى المتدثرة، والسيلان، وعدوى فيروس العوز المناعي المكتسب HIV، وعدوى الورم الحليمي البشري HPV
-
الإرضاع من حليب الثدي، كما في عدوى HIV
-
الأدوات الطبية الملوثة، كما في عدوى HIV
الأعراض
تتباين أعراض الأمراض المنتقلة بالجنس بشكل كبير، ولكن العَرض الأول غالبًا ما يكون في المنطقة التي دخلت منها الأحياء الدقيقة إلى الجسم. على سبيل المثال، يمكن للقرحات أن تتشكل في المنطقة التناسلية أو الفم. قد تخرج مُفرزات من القضيب أو المهبل، وقد يكون التبول مؤلمًا.
تزيد بعض الأعراض من خطر الإصابة بأنواع أخرى من العدوى (مثل عدوى HIV). على سبيل المثال، يزيد وجود مناطق جلدية ملتهبة (كما يحدث في السيلان أو عدوى المتدثرة) أو قرحات (كما يحدث في الهربس البسيط، والزُهري، والقرح اللين) من سهولة دخول الكائنات المُعدية إلى الجسم.
المُضَاعَفات
عندما لا يَجرِي تشخيص الأَمراض المَنقولَة جِنسيًا وعلاجها على الفور، فيمكن لبعض الكائنات الحية تنتشر عن طريق مجرى الدَّم وتصيب الأعضاء الداخلية، ممَّا يسبِّب أحيانًا مشاكل خطيرة، أو حتى مهددة للحياة. تتضمن هذه المشاكل كلاً من
يمكن لبعض الكائنات الدقيقة التي تدخل إلى المهبل عند النساء أن تُسبب عدوى في الأعضاء التناسلية. يمكن لهذه الكائنات الدقيقة أن تنقل العدوى إلى عنق الرحم (الجزء الأسفل من الرحم الذي يُشكل نهاية المهبل)، وتدخل إلى الرحم، وتصل إلى نفير فالوب fallopian tubes، وقد تُصيب المبايض في بعض الأحيان (انظر الشكل: السبيل من المهبل إلى المَبيضين). يمكن للضرر الذي يلحق بالرحم ونفير فالوب أن يؤدي إلى العقم أو الحمل المُنتبذ (ectopic pregnancy). يمكن لهذه العدوى أن تنتشر إلى الأغشية المُبطنة لتجويف البطن (الصفاق peritoneum) وتُسبب التهاب الصفاق peritonitis. يُطلق على أنواع العدوى في الرحم، ونفير فالوب، والمبيض و/أو الصفاق اسم الداء الالتهابي الحوضي.
عند الرجال، يمكن للكائنات الدقيقة التي تدخل إلى القضيب أن تُسبب عدوى في الأنبوب الذي يحمل البول من المثال إلى القضيب (الإحليل urethra). تكون المضاعفات غير شائعة إذا جرت مُعالجتها بشكل فوري، إلا أن العدوى المزمنة في الإحليل قد تُسبب ما يلي:
عادةً ما تنتشر الكائنات الدقيقة عند الرجال عبر الإحليل باتجاه الأعلى، وتصل إلى الأنبوب الذي يحمل النطاف من الخصيتين (القناة الدافقة ejaculatory duct والأسهر vas deferens) وتُصيب البربخ epididymis - انظر الشكل: السبيل من القضيب إلى البربخ).
يمكن لبعض الأمراض المنتقلة بالجنس أن تُسبب تورمًا مستمرًا في النسج التناسلية أو العدوى في المستقيم (التهاب المستقيم proctitis).
التَّشخيص
يشتبه الطبيب بإصابة الشخص بأحد الأمراض المنتقلة بالجنس بناءً على الأعراض التي يشكو منها
بالنسبة للكثير من الأمراض المنتقلة بالجنس، فقد لا تتوفر اختبارات تُحدد سبب العدوى أو أنها لا تكون متوفرة. وبالتالي، فإن الأطباء لا يُجرون غالبًا اختبارات لتحري السبب. وعوضًا عن ذلك، فإنهم يختارون العلاج بناءً على نوع الكائن الدقيق الذي يُحتمل بأنه سبب الأعراض لدى المريض. ومن جهةٍ أخرى، فإن الطبيب قد يبدأ بعلاج المريض منذ الزيارة الأولى، أي قبل أن تظهر نتائج الاختبارات (التي قد تستغرق بضعة أيام)، وذلك خشية ألا يعود المريض بعد ظهور نتائج الاختبار.
ولتحديد الكائنات الدقيقة المسؤولة عن العدوى وتأكيد التشخيص، فقد يقوم الطبيب بأخذ عينة من الدم، أو البول، أو المفرزات من المهبل أو القضيب، ويقوم بفحصها. قد يجري إرسال العينة إلى المختبر بهدف تنمية البكتيريا والتعرف إليها. تكون بعض اختبارات تحري الأمراض المنتقلة بالجنس مصممة للتعرف على المادة الوراثية الفريدة للكائن المُسبب لها (DNA/RNA). في بعض الأحيان يَجرِي استخدام التقنيات التي تزيد من كمية المادة الوراثية للبكتيريا. يُطلق على هذه الاختبارات اسم اختبارات تضخيم الحمض النووي NAATS. وبما أن هذه التقنيات تُسهل عملية تحري الكائنات الدقيقة، فقد تؤخذ عينة من بول المريض. تتحرى اختبارات أخرى وجود الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي كاستجابة لكائنات دقيقة محددة تُسبب العدوى. يختار الطبيب نوع هذا الاختبار بناءً على المرض المُشتبه إصابة المريض به.
إذا كان المريض مُصابًا بمرض واحد مُنتقل بالجنس، مثل السيلان، فسوف يطلب الطبيب أيضًا إجراء اختبارات للتحري عن أمراض أخرى منتقلة بالجنس، مثل عدوى المتدثرة، والزهري، وفيروس HIV. يقوم الأطباء بهذه الاختبارات الأخرى لأن الشخص الذي يُصاب بأحد الأمراض المنتقلة بالجنس يرتفع لديه خطر الإصابة بمرض آخر.
الوقاية
يمكن للإجراءات التالية أن تساعد على الوقاية من الأَمراض المَنقولَة جِنسيًا:
-
الاستخدام المنتظم والصحيح للواقي الذكري
-
تجنب الممارسات الجنسية غير الآمنة، مثل تبديل الشركاء الجنسيين بشكل متكرر، أو ممارسة الجنس مع العاهرات أو الشركاء الجنسيين الذين يقيمون علاقات مع شركاء متعددين
-
لختان الذكور (والذي يمكن أن يقي من انتشار عدوى HIV من النساء إلى الرجال)
-
التشخيص والعلاج الفوري للأمراض المُنتقلة بالجنس (للوقاية من انتشارها للآخرين)
-
معرفة الشركاء الجنسيين للشخص المُصاب، ومن ثم تحري الإصابات عند هؤلاء الأشخاص أو تقديم العلاج لهم
يُعد الامتناع عن ممارسة الجنس (المهبلي، أو الشرجي، أو الفموي) الطريقة الأكثر موثوقية للوقاية من الأمراض المنتقلة بالجنس، إلا أنه قد لا يكون خيارًا واقعيًا.
اللقاحات المتوفرة هي فقط لقاحات عدوى HPV، والتهاب الكبد A، والتهاب الكبد B.
المعالج
يمكن علاج معظم أنواع العدوى المنتقلة بالجنس بنجاح بواسطة الأدوية. ولكن، بعض السلالات الحديثة للبكتيريا والفيروسات قد تُصبح مقاومة لبعض الأدوية، مما يزيد من صعوبة العلاج. من المرجح أن تزيد المقاومة تجاه الأدوية بسبب إساءة استخدام الأدوية في بعض الأحيان.
ينبغي على الأشخاص الذين يُعالجون من عدوى بكتيرية مُنتقلة بالجنس الامتناع عن ممارسة الجنس إلى أن تتعافى العدوى بشكل كامل لديهم ولدى شركائهم الجنسيين. ينبغي علاج وفحص الشركاء الجنسيين بالتزامن مع علاج المرضى.
غالبًا ما تستمر العدوى الفيروسية المنتقلة بالجنس، وخاصةً الناجمة عن فيروس الحلأ أو فيروس HIV مدى الحياة. يمكن للمضادات الفيروسية أن تُسيطر على الحالة، ولكنها لا تقضي على المرض بشكل نهائي.