لمحة عامة عن ردات الفعل التحسسية

حسبPeter J. Delves, PhD, University College London, London, UK
تمت مراجعته ربيع الأول 1444

ردود الفعل التحسُّسية (تفاعلات فرط الحساسية) هي ردود فعل غير ملائمة من قبل الجِهاز المَناعيّ تجاه مادة غير ضارة في الحالة الاعتيادية.

  • عادةً ما تُسبب الحساسية العطاس، وسيلان الدموع، وحكة العينين، وسيلان الأنف، وحكة الجلد، والطفح الجلدي.

  • يمكن لبعض ردّات الفعل التحسسية، والتي تُسمى التفاعلات التأقية، أن تكون مهددة للحياة.

  • تشير الأَعرَاض إلى التَّشخيص، ويمكن أن تساعد اختبارات الجلد على تحديد المادة التي تؤدي إلى الحساسية ولكنها لا تتنبأ بشدة ردة الفعل المستقبلية.

  • يُعد تجنب المواد المثيرة للحساسية الحل الأفضل، ولكن إذا كان من المستحيل ذلك، فيمكن استخدام حقن الحساسية للتخلص من الحالة، شريطة حقنها قبل فترة كافية من التعرض للمادة المثيرة للحساسية.

  • ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من ردود فعل تحسسية شديدة أو يواجهون خطرًا للإصابة بها حمل حقنة إبينفرين (أدرينالين) ذاتية، وحبوب مضادات الهيستامين.

  • تتطلب ردود الفعل التحسسية الشديدة مُعالَجَة طارئة في مركز رعاية طارئة.

في الحالة الطبيعية، يقوم الجهاز المناعي ((الذي يتكون من الأجسام المضادة، وكريات الدم البيضاء، والخلايا البدينة، والبروتينات التكميلية، وغيرها) بالدفاع عن الجسم تجاه المواد الغريبة والكائنات الغازية (والتي تُسمى المستضدات).ولكن، عند الأشخاص المعرضين للحساسية، يمكن للجهاز المناعي أن يتفاعل بشكل مفرط عند التعرض لبعض المواد (المواد المثيرة للحساسية) والتي قد تتواجد بصورة طبيعية في الوسط المحيط، أو في الطعام، أو في الأدوية، وتكون غير ضارة لدى معظم الناس.وتكون النتيجة هي رد فعل تحسُّسي.(تمتلك المستضدات جزيئات يمكن للجهاز المناعي التعرف عليها، وقد تحفز استجابته.)يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه مادة واحدة فقط.في حين يعاني آخرون من حساسية تجاه الكثير من المواد.تشير الإحصائيات إلى أن حوالى ثلث السكان في الولايات المتحدة يعانون من شكل ما من أشكال الحساسية.

يمكن لمُهيجات الحساسية أن تُسبب رد فعل تحسُّسي عندما تمس الجلد أو العين أو يَجرِي استنشاقها أو تناولها أو حقنها.قد يحدث رد الفعل التحسُّسي بعدة طرق:

في العديد من ردات الفعل التحسُّسية، يقوم الجهاز المناعي، عند التعرض الأول مرة للمادة المُهيجة للحساسية، بإنتاج نوع من الأجسام المُضادَّة يُدعى الغلوبولين المناعي E - IgE.يرتبط الغلوبولين المناعي IgE بنوع من كريات الدم البيضاء تُدعى بالقعدات basophils موجودة في مجرى الدَّم، وبنوع مماثل من الكريات تسمى الخلايا البدينة mast cells موجودة في الأنسجة.قد يؤدي التعرض الأول للمواد المهيجة إلى إصابة الشخص بالحساسية (يُسمى ذلك بالتحسيس sensitization)، ولكن لا يسبب ظهور أَعرَاض عليه.ولكن عندما يواجه الأشخاص المادة المُسببة للحساسية مرة ثانية، فإن القعدات والخلايا البدينة المرتبطة بالغلوبولين المناعي IgE على أسطحها تقوم بتحرير مواد (مثل الهستامين، والبروستاغلاندين، والليوكوترين) والتي تسبب تورم أو التهاب الأنسجة المحيطة.تبدأ هذه المواد سلسلة من ردات الفعل التي تستمر بتهييج الأنسجة وإلحاق الضرر بها.وتتراوح هذه التفاعلات بين الخفيفة إلى الشديدة.

يكون لدى بعض الأشخاص ميلٌ وراثيٌّ لإنتاج كميات كبيرة من الغلوبولين المناعي IgE (وهي حالة تُسمَّى التأتب atopy) وقد يكون لديهم ردة فعل مفرطة تجاه بعض المستضدات التي تسبب حمى القش، أو الربو، أو مشاكل الجلد، أو الحساسية الغذائية.

حساسية اللاتكس

اللاتكس هو سَّائِل يُستخلص من شجرة المطاط.يجري استخدام اللاتكس لتصنيع منتجات المطاط، بما في ذلك بعض أنواع القفازات المطاطية، والواقي الذكري، والمعدات الطبية مثل القَثطَرة، وأنابيب التنفُّس، والمحاقن الأنفية enema tips، والحواجز المطاطية السنية dental dams.

يمكن لللاتكس أن يدفع الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة للغلوبولين المناعي IgE، والذي يؤدي إلى إلى ردود فعل تحسُّسية، بما في ذلك الشرى والطفح الجلدي، وحتى ردود الفعل التحسسية الشديدة والتي قد تهدد الحياة، وتسمى التفاعلات التأقية (anaphylactic reactions).ولكن من الجدير ذكره بأن جفاف الجلد الذي قد يحصل بعد ارتداء قفازات اللاتكس ينجم عن تهيج البشرة، وليس عن رد فعل تحسُّسي تجاه اللاتكس.

في ثمانينات القرن الماضي، جَرَى تشجيع العاملين في مجال الرعاية الصحية على استخدام قفازات اللاتكس عند كل تماس مع المرضى، وذلك لمنع انتشار العدوى.ومنذ ذلك الحين، أصبحت حساسية اللاتكس أكثر شُيُوعًا بين العاملين في مجال الرعاية الصحية.

كما قد يزداد خطر التحسس لللاتكس إذا كان الشخص:

  • قد أجرى العديد من العمليات الجراحية

  • ينبغي عليه استخدام قَثطَرة للمساعدة في التبول

  • يعمل في المعامل التي تقوم بتصنيع أو توزيع منتجات اللاتكس

لأسباب غير معروفة، غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يتحسسون من اللاتكس يتحسسون من الموز أيضًا، وأحيَانًا غيره من الأطعمة، مثل الكيوي، والبابايا، والأفوكادو، والكستناء، والبطاطس، والطماطم، والمشمش.

قد يشتبه الأطباء في حساسية اللاتكس بناء على الأَعرَاض ووصف الشخص لما يحدث عند ظهور الأَعرَاض، خاصة إذا كان الشخص يعمل في مجال الرعاية الصحية.قد تُجرى اختبارات الدَّم أو الجلد أحيانًا للتأكد من التَّشخيص.

ينبغي على الأشخاص الذين يتحسسون من اللاتكس تجنب استخدامه.على سبيل المثال، يمكن للعاملين في مجال الرعاية الصحية استخدام قفازات المنتجات خالية من اللاتكس.وتوفر معظم مؤسسات الرعاية الصحية مثل هذه القفازات.

أسباب ردات الفعل التحسسية

يمكن لكل من العَوامِل الوراثيَّة والبيئية أن تتضافر لتطور الإصابة بالحساسية.

يُعتقد بأن الجينات تساهم في حدوث الحساسية بسبب وجود طفرات محددة شائعة بين المصابين بالحساسية، ولأن الحساسية تميل إلى الحدوث ضمن العوائل.

كما يمكن للعوامل البيئية أن تزيد من خطر الإصابة بالحساسية.وتشمل هذه العَوامِل ما يلي:

  • التعرض المتكرر للمواد الأجنبية (المواد المهيجة للحساسية)

  • طبيعة النظام الغذائي

  • الملوثات (مثل دخان التبغ وغازات عوادم السيارات)

من ناحيةٍ أخرى، فإن التعرض إلى العديد من المستضدات في أثناء الطفولة، مثل البكتيريا والفيروسات والأطعمة (بما في ذلك الفول السوداني)، قد يعزز الجهاز المناعي.يمكن لهذا التعرض أن يساعد الجهاز المناعي على تعلم كيفية الاستجابة لمسببات الحساسية بطريقة غير ضارة، وهو ما يساعد على منع الإصابة بالحساسية.وبالتالي، فإن البيئة التي تحد من تعرض الطفل للبكتيريا والفيروسات - وهو ما قد يعتقد الأهل بأنه أمر جيد - قد يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالحساسية.يكون التعرض للكائنات الحية الدقيقة محدودًا في العائلات التي تمتلك عددًا أقل من الأطفال، ووسطًا منزليًا نظيفًا، وفي حال الاستخدام المبكر للمضادَّات الحيوية.

تعيش الكائنات الحية الدقيقة في السبيل الهضمي، وفي السبيل التنفُّسي، وعلى سطح الجلد، ولكنها تختلف من شخصٍ لآخر.ويبدو بأن هذا التباين في نوعية الكائنات الحية الدقيقة الموجودة يمارس دورًا في حدوث الحساسيَّة وطبيعتها.

تشمل المواد المسببة للأنواع الأشهر من الحساسية كلاً من:

  • غبار المنزل، وفضلات العث

  • وبر الحيوانات

  • غبار الطلع (سواءً من الأشجار، أو الأعشاب، أو الأعشاب الضارة)

  • العفن

  • الطعام

  • سموم الحشرات

  • الأدوية

  • اللاتكس

  • المواد الكيميائية المنزلية، مثل مستحضرات التنظيف والعطور

عث الغبار المنزلي، الذي يعيش في الغبار المتراكم على السجاد والمراتب، والمفروشات الناعمة، والدمى الطرية (المصنوعة من الفرو).

أعراض ردات الفعل التحسسية

غالبًا ما تكون ردات الفعل التحسُّسية خفيفة، وتشمل سيلان الدموع، وحكة العينين، وسيلان الأنف، وحكة الجلد، وبعض العطاس.يُعد الطفح (بما في ذلك الشرى) حالة شائعًة، وغالبًا ما يكون حاكًا.

الشرى hives، وتسمى أيضًا urticaria، هو بقع متورمة صغيرة، حمراء، مرتفعة قليلاً، غالبًا ما تكون ذات مركز شاحب.قد يحدث التورم في مناطق أوسع تحت الجلد (ويسمى ذلك الوذمة الوعائية angioedema).يتسبب التورم في تسرب السوائل من الأوعية الدموية.يمكن للوذمة الوعائية أن تكون خطيرة، وذلك بحسب المناطق التي تتأثر بها من الجسم، وخاصة عندما تحدث في الحلق أو المجاري الهوائية.

قد تُهيج الحساسية نوبات الربو.

ويمكن لبعض أشكال ردات الفعل التحسسية أن تكون مهددة للحياة، وهو ما يُطلق عليه اسم التفاعلات التأقية anaphylactic reactions.قد تتضيق الممرات الهوائية مما يسبِّب الأزيز التنفسي، وتورم بطانة الحلق والممرات الهوائية، ويؤثر بالتالي على التنفُّس.قد تتوسع الأوعية الدموية مما يسبب انخفاضًا خطيرًا في ضغط الدم.

تشخيص ردات الفعل التحسسية

  • تقييم الطبيب

  • الاختبارات الدموية في بعض الأحيان

  • الاختبارات الجلدية والاختبارات المصلية لتحري الغلوبولين المناعي المتخصص في الحساسية IgE

يحدد الطبيب أولًا ما إذا كانت ردة الفعل تحسسية أم لا.وقد يسأل المريض عن

  • ما إذا كان لديه أقارب يعانون من الحساسية، حيث يزداد احتمال أن تكون ردة الفعل تحسسية في مثل هذه الحالات

  • عدد مرَّات حدوث ردات الفعل ومدة استمرارها

  • كم كان عمر الشخص عندما بدأت ردات الفعل التحسسية بالحدوث

  • ما إذا كان أي شيء (مثل التمارين الرياضية، أو التعرض لغبار الطلع، أو الحيوانات، أو الغبار) يُحرِّض ردة الفعل التحسسية

  • ما إذا جرى تجريب أيّة معالجات، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف كانت استجابة الشخص لها

وللمساعدة على تحديد ما إذا كانت ردة الفعل تحسسية أم لا، يُجري الأطباء في بعض الأحيان اختبارات دموية لتحري أحد أنواع الكريَّات البيض المُسمّاة بالحمضات (eosinophils).على الرغم من أن الحمضات توجد لدى جميع الناس، إلا أن أعدادها تزداد بشكل كبير عند حدوث ردة فعل تحسسية.ومع ذلك، فإن فائدة هذا الاختبار محدودة لأن الاضطرابات اليوزينية يمكن أن تسبب زيادة عدد الحمضات، وإن وجود عدد طبيعي لا ينفي احتمال وجود الحساسية.

إذا كان من المحتمل أن تكون أعراض الشخص ناجمة عن الحساسية، فإن الهدف الرئيسي هو تحديد المادة المسببة للحساسية.يستيطع الشخص أو الطبيب في كثير من الأحيان تحديد المادة المُثيرة للحساسية، أو على الأقل نوعها، وذلك بناءً على معلومات الحالة، مثل توقيت ظهور الحساسية، وتوقيت حدوث رد الفعل ومدى تكراره (على سبيل المثال، خلال مواسم معينة أو بعد تناول بعض الأطعمة).

كما يمكن للاختبارات الجلدية واختبار المستويات المصلية للغلوبولين المناعي IgE أن تساعد الطبيب في الكشف عن مسببات الحساسية بالتحديد.ولكن، من الضروري التنبيه إلى أن هذه الاختبارات قد لا تكشف عن جميع أشكال الحساسية، كما إنها قد تعطي نتائج كاذبة أحيانًا، فتشير إلى أن الشخص يعاني من حساسية من مادة ما في حين أنه ليس كذلك.

اختبار الجلد

تُعد اختبارات الجلد الطريقة الأكثر فائدة لتحديد المواد المسببة للحساسية.ينبغي أن يؤدي استعمال المادة المُسبِّبة للتحسُّس أو حقنها في الجلد إلى حدوث ردَّة فعلٍ جلديَّة عند الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاهها.هناك نوعان من الاختبارات الجلدية:

  • اختبار وخز الجلد

  • الاختبار داخل الأدمة

وللمساعدة على ضمان موثوقية نتائج اختبارات الجلد هذه، يُعطي الأطباء اثنين من المحاليل الشاهدة (لضبط التجربة) بالإضافة إلى محلول الاختبار (الذي يحتوي على المادة المثيرة للحساسية).المواد الشاهدة هي

  • قطرة من محلول الهيستامين، والذي من شأنه أن يحفز ردة فعل تحسسية لدى أي شخص.إذا لم تحدث ردة فعل جلدية، فقد يعود ذلك إلى أن الجهاز المناعي لا يعمل بشكل طبيعي أو بسبب وجود أدوية حساسية في الجسم.قد لا يستجيب الأشخاص الذين لا تظهر لديهم ردة فعل للهستامين لمحلول الاختبار الذي يحتوي على المادة المُسببة للحساسية.وهكذا، قد يبدو أنَّ الأشخاص لا يعانون من حساسية تجاه العامل المُسبِّب للتحسُّس في حين أنهم كذلك (نتيجة سلبية كاذبة).

  • يجري إعطاء قطرة من محلول مخفف لا يحتوي على مسببات الحساسية وبالتالي ينبغي أن لا يؤدي إلى ردة فعل تحسسية.إذا حدثت ردة فعل لدى الأشخاص تجاه المحلول المخفف، فمن المحتمل أن يكون لديهم حساسية جلدية، وربما تظهر لديهم استجابة أيضًا لمحلول الاختبار الذي يحتوي على المواد المسببة للحساسية، حتى لو لم تكن لديهم حساسية تجاهه (نتيجة إيجابية كاذبة).

يعطي الأطباء عادةً العديد من محاليل الاختبار.وتكون هذه محاليل مخففة، يحتوي كل منها على مستضد محدد.تتضمن المستضدات المستخدمة بشكل شائع غبار الطلع (من الأشجار، أو الأعشاب، أو الأعشاب الضارة)، والعفن، أو عث الغبار، أو وبر الحيوانات، أو سُم الحشرات، أو والأطعمة، أو بعض المضادات الحيوية.يختار الأطباء المستضدات لهذا الاختبار اعتمادًا على المواد التي يشتبهون بأنها السبب.

يجري اختبار وخز الجلد أولًا عادة.يجري وضع قطرة من كل من المحاليل الشاهدة ومحلول الاختبار على جلد الشخص، ثم يتم وخزه بإبرة من خلال القطرة.يمكن لاختبار وخز الجلد أن يحدد يكشف عن معظم المواد المسببة للحساسية.

إذا لم يَجرِ التعرُّف إلى مُسببات الحساسية، فقد يُجرى اختبار داخل الأدمة.في هذا الاختبار، تُحقن كمية صغيرة من كل من المحاليل الشاهدة ومحلول الاختبار في جلد الشخص من خلال إبرة.يكون هذا النوع من اختبار الجلد أكثر حساسية وقدرة على الكشف عن ردات الفعل التحسسية.

إذا كانت لدى الشخص حساسية تجاه واحد أو أكثر من المواد المسببة للحساسية في محلول الاختبار، فسوف تظهر لديه بثرة ويحمر لون الجلد، وذلك وفق المعايير التالية:

  • يظهر تورم شاحب، ومرتفع بشكل طفيف في موضع الوخز في غضون 15 إلى 20 دقيقة.

  • يبلغ حجم البثرة بحدود 0.3-0.5 سم، وتكون أكبر في الحجم من البثرة الناجمة عن المحلول المخفف.

  • يحيط بالبثرة منطقة حمراء ذات حدود واضحة.

قبل إجراء اختبارات الجلد، يطلب من الأشخاص التوقف عن تناول الأدوية التي قد تثبط ردة فعل الشخص الذي لديه حساسية تجاه المواد المسببة للحساسية في محلول الاختبار.وتشتمل هذه الأدوية على

  • مضادَّات الهيستامين

  • مضادَّات اكتئاب مُعيَّنة تُسمى مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (مثل أميتريبتيلين)

  • أوماليزوماب (جسم مضاد أحادي النسيلة يجري تصنيعه لتثبيط الغلوبولين المناعي IgE)

  • مثبطات أوكسيداز أحاديّ الأمين (مثل سيليغيلين)

كما قد يمتنع بعض الأطباء عن إجراء اختبارات التحسس الجلدية للأشخاص الذين يتناولون حاصرات بيتا، لأنه في حال حدوث رد فعل تحسُّسي لدى هؤلاء الأشخاص كاستجابة للاختبار، فإن عواقبه قد تكون أكثر خطورة.بالإضافة إلى ذلك، يمكن لحاصرات بيتا أن تتداخل مع الأدوية المستخدمة في علاج ردات الفعل التحسُّسية الخطيرة.

الاختبار المصلي للغلوبولين المناعي IgE النوعي للمادة المهيجة للحساسية

يُجرى الاختبار المصلي للغلوبولين المناعي IgE النوعي للمادة المهيجة للحساسية allergen-specific serum IgE tests، وهو اختبار دموي، عندما لا يمكن استخدام الاختبار الجلدي- بسبب انتشار الطفح الجلدي على سبيل المثال.يُحدد هذا الاختبار ما إذا كان الغلوبولين المناعي IgE في دم الشخص يرتبط بشكل نوعي بالمادة المهيجة للحساسية المُستخدمة في الاختبار.في حال حدوث الارتباط، فيعني ذلك بأن الشخص لديه حساسية لتلك الماد.

اختبارات التحريض

في اختبارات التحريض، يجري تعريض الأشخاص مباشرةً لمقدار ضئيل من مسبب الحساسية المشتبه به.يُجرى هذا الاختبار عادةً عندما يجب على الأشخاص توثيق ردة الفعل التحسُّسية لديهم - على سبيل المثال، للمطالبة بتعويضات إعاقة.كما يستخدم أحيانًا لتشخيص الحساسية الغذائية.إذا اشتبه الطبيب بالحساسية الناجمة عن ممارسة الرياضة، فقد يطلب من الشخص ممارسة الرياضة.إذا اشتبه الأطباء بالحساسية الناجمة عن البرد، فقد يضعون مكعبًا من الثلج على جلد الشخص لمعرفة ما إذا كان سيحدث طفح جلدي.

الوقاية من ردات الفعل التحسسية

التدابير البيئية

يُعد تجنب أو إزالة مُهيج الحساسية، إن أمكن ذلك، الطريقة المثلى للوقاية.قد يشتمل تجنب مسببات الحساسية على ما یلي:

  • التوقف عن تناول الدواء المُسبب للحساسية

  • عدم السماح للحيوانات الأليفة بالدخول إلى المنزل، أو منعها من الدخول إلى غرف معينة

  • استخدام مراشح وأجهزة شفط عالية الكفاءة للتخلص من جسيمات الهواء

  • الامتناع عن تناول الأطعمة المُسببة للحساسية

  • بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية الشديدة، فيمكن الانتقال إلى منطقة خالية من حبوب الطلع

  • التخلص من الأشياء التي تجمع الغبار، مثل دواوين الجلوس، والسجاد، والتحف والصمديات

  • تغطية المراتب والوسائد بقطع قماشية منسوجة بخيوط دقيقة، فلا يمكن اختراقها بواسطة عث الغبار والجسيمات المسببة للحساسية

  • استخدام الوسائد ذات الألياف الاصطناعية

  • غسل ملاءات الأسرّة، ووالوسائد، والبطانيات بالماء الساخن بشكل متكرر

  • تنظيف المنزل بشكل متكرر، بما في ذلك إزالة الغبار، وشفطه، والمسح الرطب

  • استخدام مكيفات الهواء ومزيلات الرطوبة في القبو والغرف الرطبة الأخرى

  • تطبيق البخار في أرجاء المنزل

  • إبادة الصراصير

يجب على المرضى الذين يعانون من الحساسية تجنب أو التقليل من التعرض لبعض المهيجات الأخرى التي يمكن أن تُفاقم أعراض الحساسية أو تسبب مشاكل في التنفس.وتشتمل هذه المُهيجات على ما يلي:

  • دخان السجائر

  • الروائح القوية

  • الأبخرة المهيِّجة

  • تلوث الهواء

  • درجات الحَرارة الباردة

  • الرطوبة العالية

العلاج المناعي بالمُستأرجات (إزالة الحساسية)

يمكن إعطاء العلاج المناعي لمسببات الحساسية ، عادةً حقن للحساسية (الحقن) ، لإزالة حساسية الأشخاص لمسببات الحساسية عندما لا يمكن تجنب بعض المواد المسببة للحساسية ، وخاصة المواد المسببة للحساسية المحمولة في الهواء ، وتكون الأدوية المستخدمة لعلاج الحساسية غير فعالة.

يمكن باستخدام العلاج المناعي بالمُستأرجات منع حدوث ردات الفعل التحسسية أو الحدّ من تكرار حدوثها أو تقليل شدة النوبة التحسسية.ولكن العلاج المناعي بالمُستأرجات لا يكون فعالًا بصورة دائمة.يميل بعض الأشخاص للاستجابة للعلاج بشكل أفضل من أشخاص آخرين.

يُستخدم العلاج المناعي للحساسية في معظم الأحيان لعلاج الحساسية تجاه

  • غبار الطلع

  • عثُّ الغبار المنزلي

  • العفن

  • سم الحشرات اللاسعة

عندما يعاني الشخص من حساسية تجاه مهيج لا يمكن تجنبه، مثل سم الحشرات، فمن الممكن أن يساعد العلاج المناعي على منع التفاعلات التأقية.يُستخدم العلاج المناعي في بعض الأحيان لتدبير الحساسية تجاه وبر الحيوانات، ولكن من غير المرجح أن يكون مفيدًا في هذا الصدد.يتوفر علاج مناعي للحساسية تجاه الفول السوداني، وتجري دراسة العلاج المناعي لأنواع الحساسية الغذائية الأخرى.

لا يُستخدم العلاج المناعي في حال أمكن تجنب مسببات الحساسية، مثل الحساسية للبنسلين أو غيره من الأدوية.ولكن، إذا كان الشخص بحاجة ماسة إلى تناول الدواء الذي يتحسس منه، فقد يلجأ الطبيب إلى العلاج المناعي لإزالة الحساسية شريطة مراقبة الشخص عن كثب.

في العلاج المناعي، يجري حقن كميات صغيرة من المادة المسببة للحساسية إما تحت الجلد أو عن طريق الفم، وذلك اعتمادًا على نوع المادة المسببة للحساسية.تكون الجرعة الأولى صغيرة جدًا بحيث لا تسبب ردة فعل حتى عند الشخص المُصاب بالحساسية.إلا أن الجرعة الصغيرة تبدأ بجعل الجهاز المناعي للشخص مُعتادًا على المواد المسببة للحساسية.ثم تجري زيادة الجرعة تدريجيًا.وتكون كل زيادة صغيرة جدًّا بحيث لا يستجيب الجهاز المناعي لها.تجري زيادة الجرعة إلى أن لا يستجيب الشخص لنفس الكمية من المواد المسببة للحساسية التي سببت الأعراض في السابق.تكون هذه الجرعة هي جرعة المداومة.من الضروري التدرج في زيادة كمية المادة المهيجة للحساسية، وذلك لأن التعرض لكميات كبيرة منها في وقت قصير جدًّا قد يُسبب ردة فعل تحسسية.عادة ما تعطى الحقن مرة أو مرتين في الأسبوع حتى الوصول إلى جرعة المداومة.ثم يَجرِي إعطاء الحقن كل 2-4 أسابيع عادةً.يكون هذا الإجراء الأكثر فعالية عند الحاجة لاستمرار جرعة المداومة على مدار السنة، حتى بالنسبة للحساسية الموسمية.

وبما أن الحقن المناعية تسبب في بعض الأحيان تفاعلات تأقية خطيرة، فينبغي على الشخص البقاء في عيادَة الطَّبيب لمدة لا تقل عن 30 دقيقة بعد إعطاء الحقنة.إذا ظهرت لدى المريض ردة فعل خفيفة تجاه العلاج المناعي (مثل العطاس أو السعال، أو احمرار الوجه، أو الإحساس بالوخز، أو الحكة، أو ضيق الصدر، أو الأزيز التنفسي، أو الشرى)، فقد يُفيد استخدام أحد مضادات اليهستامين للتخلص من تلك الأعراض (مثل ديفينهيدرامين أو لوراتادين).وفي حال حدوث ردة فعل أكثر شدة، يَجرِي حقن الإبينفرين (الأدرينالين).

بدلا من ذلك، قد يَجرِي وضع جرعات من المادة المهيجة للحساسية تحت اللسان، وإبقاءها هناك لبضع دقائق، ثم ابتلاعها.تجري زيادة الجرعة تدريجيًا، كما هيَ الحال بالنسبة للحقن.تُعد تقنية العلاج المناعي تحت اللسان جديدة نسبيا، ولم يتفق العلماء على مدى تكرار إعطاء الجرعة.ولكنه يتراوح بين كل يوم إلى 3 مرات في الأسبوع.يمكن استخدام مُستخلصات غبار الطلع العشبي، أو الرجيد، أو عث الغبار المنزلي، وذلك بوضعها تحت اللسان، للمساعدة على الوقاية من التهاب الأنف التحسُّسي.

كما يُمكن إعطاء العلاج المناعي للحساسية تجاه الفول السوداني عن طريق الفم أيضًا.يتلقى الشخص الجرعات الأولى من المادة المسببة للحساسية على مدى يوم واحد في أثناء وجوده في عيادة الطبيب أو العيادة.ثم يأخذ الشخص المادة المسببة للحساسية في المنزل.في كل مرة يجري فيها زيادة الجرعة، تُعطى الجرعة الأولى من الجرعة الأعلى تحت إشراف الطبيب.

قد يستغرق العلاج المناعي بالمُستأرجات 3 سنوات كي يكتمل.قد يحتاج الأشخاص الذين يُصابون بالحساسية مرة أخرى إلى شوط أطول من العلاج المناعي (يمتد أحيانًا إلى 5 سنوات أو أكثر).

علاج ردات الفعل التحسسية

  • تجنب المواد المُثيرة للحساسية

  • مضادَّات الهيستامين

  • مثبتات الخلايا البدينة mast cell stabilizers

  • الكورتيكوستيرويدات

  • العلاج المناعي بالمُستأرجات

  • المعالجة الإسعافية بالنسبة لردات الفعل التحسُّسية الشديدة، بما في ذلك حقن الإيبنفرين

يُعد تجنب المواد المهيجة للحساسية أفضل وسيلة للعلاج والوقاية.

في حال حدوث أعراض خفيفة، فكثيرًا ما تكون مضادَّات الهيستامين كفيلة بحل المشكلة.أما إذا لم تكن مضادات الهيستامين فعالة، فقد يكون من المفيد استخدام الأدوية الأخرى، مثل مثبتات الخلايا البدينة والستيرويدات القشرية.لا يفيد استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs، ما عدا القطرات العينية المُستخدمة في علاج التهاب المُلتحمة التحسسي.

تتطب الأَعرَاض الشديدة، مثل تلك التي تؤثر في المَسالِك التنفُّسية (بما في ذلك التفاعلات التأقية) علاجًا في أقسام الطوارئ.

مضادَّات الهيستامين

تُعد مضادات الهيستامين الأدوية الأكثر شُيُوعًا للتخفيف من أعراض الحساسية.تساعد مضادَّات الهيستامين على منع آثار الهستامين (المسؤول عن ظهور أَعرَاض الحساسية).ولكنّها لا توقف إنتاج الهيستامين في الجسم.

يساعد استخدام مضادَّات الهيستامين على التخفيف جزئيًا من السَّيَلان الأنفي، وإدماع العينين، والحكة، ويقلل من التورم الناجم عن الشرى أو الوذمة الوعائية الخفيفة.ولكن الهيستامين لا يُحسن الحالة في حال حدوث ضيق التنفس.تعمل بعض مضادَّات الهيستامين (مثل أزيلاستين) كمثبتات للخلايا البدينة أيضًا.

وتتوفَّر مضادات الهيستامين على شكل

  • أقراص، أو كبسولات، أو محاليل سائلة تؤخذ عن طريق الفم

  • بخاخات أنفية

  • قطرات عينية

  • مستحضرات أو غُسولات

يجري اختيار الشكل الدوائي بحسب نوع الحساسية.تتوفر بعض مضادات الهيستامين بدون وصفة طبية (بدون وصفة طبية ، أو OTC) ، وبعضها يتطلب وصفة طبية.وقد سُمح مؤخرًا بصرف بعض الأصناف بدون وصفة طبية، وكانت في السابق تتطلب وصفة طبية.

تُتاح الأدوية الحاوية على مضادَّات الهيستامين ومُزيلات الاحتقان (مثل السودوإيفيدرين pseudoephedrine) للصرف بدون وصفة طبية أيضًا.ويمكن أن تؤخذ من قبل البالغين والأطفال الذين يبلغون من العمر 12 عامًا فما فوق.ينبغي عدم استعمال منتجات مضادات الاحتقان المضادة للهيستامين ومضادَّات الهيستامين للأطفال دون سن 12 عامًا.تكون هذه المنتجات مفيدة بشكل خاص عند الحاجة إلى مُزيلات الهيستامين ومضادات الاحتقان.ولكن، قد لا يستطيع بعض الأشخاص، مثل أولئك الذين يتناولون مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (نوع من مضادَّات الاكتئاب)، استخدام هذه الأدوية.ولكن، ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدَّم عدم استخدام مُزيلات الاحتقان إلا إذا أوصى الطبيب بذلك، وتحت مراقبته.

تتوفر مضادات الهيستامين ديفنهيدرامين ودوكسيبين بأشكال عديدة مثل الغسول، والكريم، والهلام، والرذاذ، حيث يمكن تطبيقها على الجلد لتخفيف الحكة.ينبغي عدم استعمال مضادَّات الهيستامين عن طريق الفم وتطبيقها على الجلد في نفس الوقت عند الأطفال، لأن هذه الأدوية يمكن أن تسبب النعاس الشديد.

تتضمن الآثار الجانبية لمضادَّات الهيستامين كلاً من التأثيرات المضادَّة للكولين، مثل النعاس، وجفاف الفم، وتشوش الرؤية، والإمساك، وصعوبة التبول، والتَّخليط الذهنِي، وخفة الرأس (وخاصة بعد الوقوف)، وكذلك النعاس.في كثير من الأحيان، تكون مضادَّات الهيستامين التي لا يمكن صرفها إلا بموجب وصفة طبية ذات آثار جانبية أقل .

تُسبب بعض مضادَّات الهيستامين النعاس أكثر من غيرها.تتوفر مضادَّات الهيستامين التي تسبب النعاس على نطاق واسع في الصيدليات ودون الحاجة لوصفة طبية.يجب على المريض عدم استخدام مضادَّات الهيستامين هذه إذا كان ينوي قيادة السيارة، أو تشغيل معدات ثقيلة، أو القيام بأنشطة أخرى تتطلب التيقظ والحذر.ينبغي عدم إعطاء مضادَّات الهيستامين التي تسبب النعاس للأطفال دون سنتين من العمر، لأنها قد تترك آثارًا جانبية خطيرة أو مهددة للحياة.تُسبب مضادَّات الهيستامين هذه مشاكل أيضًا لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من الزرق، أو تضخم البروستات الحميد، أو الإمساك، أو الخرف، وذلك بسبب آثارها المضادَّة للكولين.بشكل عام، يستخدم الأطباء مضادَّات الهيستامين بحذر عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.

لا يستجيب جميع الأشخاص بنفس الطريقة لمضادَّات الهيستامين.على سبيل المثال، يبدو أن الأشخاص من أصول آسيوية أقل عرضة للتأثيرات المهدئة للديفينهيدرامين، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص من أصل أوروبي غربي.كما قد تُسبب مضادَّات الهيستامين ردة فعل عكسية عند بعض الأشخاص، فيشعرون بالتوتر، والتململ، والتهيج.

الجدول

مثبتات الخلايا البدينة mast cell stabilizers

تمنع مثبتات الخلايا البدينة الخلايا البدينة من إفراز الهيستامين والمواد الأخرى التي تسبب التورم والالتهاب.

تُستخدم مثبتات الخلايا البدينة عندما لا تنجح مضادَّات الهيستامين والأدوية الأخرى، أو عندما تترك آثارًا جانبية مزعجة.قد تساعد هذه الأدوية في السيطرة على أعراض الحساسية.

وتشمل هذه الأدوية كلاً من أزيلاستين azelastine، كرومولين cromolyn، لودوكساميد lodoxamide، و كيتوتيفين ketotifen، و نيدوكروميل nedocromil، و أولوباتادين olopatadine، و بيميرولاست pemirolast.من الجدير ذكره بأن كلاً من أزيلاستين، و كيتوتيفين، و أولوباتادين، و بيميرولاست هي مضادَّات هيستامين أيضًا.

لا يمكن صرف دواء كرومولين إلا بموجب وصفة طبية، ويتوفر بالأشكال الدوائية التالية:

  • بشكل إرذاذ للاستخدام مع جهاز الاستنشاق أو البخاخات

  • بشكل قطرات عينية

  • كسائل يؤخذ عن طريق الفم

يتوفر دواء كرومولين بشكل رذاذ أنفي لعلاج التهاب الأنف التحسسي دون الحاجة لوصفة طبية.يؤثر دواء كرومولين عادة فقط في المناطق التي يَجرِي تطبيقه عليها، مثل الجزء الخلفي من الحلق، أو الرئتين، أو العينين، أو الأنف.عندما يؤخذ عن طريق الفم، يمكن لدواء كرومولين أن يُخفف من الأعراض الهضميية لكثرة الخلايا البدينة (mastocytosis)، ولكن لا يَجرِي امتصاصه فورًا في مجرى الدم، وبالتالي فهو لا يترك سوى تأثير بسيط على أعراض الحساسية في أنحاء الجسم.

الجدول

الستيرويدات القشرية

عندما تعجز مضادَّات الهيستامين ومثبتات الخلايا البدينة عن السيطرة على أعراض الحساسية، فقد يفيد استخدام الستيرويدات القشرية.

يمكن استخدام الستيرويدات القشرية بشكل رذاذ أنفي لعلاج الأعراض الأنفية، أو بشكل نشوقات (inhalers)، والتي تُستخدم عادة في علاج الربو.

يصف الأطباء الستيرويدات القشرية (مثل بريدنيزون) التي تؤخذ عن طريق الفم فقط عندما تكون الأَعرَاض شديدة جدًّا أو منتشرة، ولم تفلح المُعالجَات الأخرى في الحدّ من الأعراض.يمكن للستيرويدات القشرية أن تترك آثارًا جانبية بالغة إذا أخذت عن طريق الفم بجرعات عالية ولوقت طويل (على سبيل المثال، لأكثر من 3 إلى 4 أسابيع).لذلك، يَجرِي استخدام الستيروئيدات القشرية عن طريق الفم لأقصر فترة ممكنة.

يمكن للكريمات والمراهم التي تحتوي على الستيرويدات القشرية أن تساعد في تخفيف الحكة المرتبطة بالطفح الجلدي التحسُّسي.يتوفر أحد أنواع الستيرويدات القشرية (وهو الهيدروكورتيزون) للصرف بدون وصفة طبية.

أدوية أخرى

مثبطات الليوكوترين leukotriene modifiers، مثل مونتيلوكاست montelukast، وهي أدوية مُضادَّة للالتهاب، وتُستخدم في علاج ما يلي:

تُثبط هذه الأدوية الليوكوترينس leukotrienes، الذي يجري تحريره من قبل بعض الكريَّات البيض والخلايا البدينة عندما تتعرض لمُهيجات الحساسية.يساهم الليوكوترين في الآلية الالتهابية، ويسبب انقباض المَسالِك الهَوائيَّة أو التنفُّسية.لا يؤخذ مونتيلوكاست إلا عندما تكون العلاجات الأخرى غير فعالة.

أوماليزوماب omalizumab هو جسم مضاد أحادي النسيلة monoclonal antibody (وهو جسم مضاد اصطناعي جرى تصميمه لكي يتفاعل مع مادة معينة).يتربط الأوماليزوماب إلى الغلوبولين المناعي IgE، وهو الجسم المضاد الذي يَجرِي إنتاجه بكميات كبيرة خلال ردات الفعل التحسُّسية، ويمنع هذا الارتباط الغلوبولين المناعي IgE من الارتباط بالخلايا البدينة والقعدات، وإثارة رد الفعل التحسُّسي.يمكن استخدام أوماليزوماب في علاج الربو المستمر أو الشديد عندما تكون المُعالجَات الأخرى غير فعالة.إذا تتكرر حدوث الشرى، ولم تُجدِ المُعالجَات الأخرى نفعًا، فقد يفيد استخدام أوماليزوماب.عندما استخدام أوماليزوماب، يمكن تخفيض جرعة الستيرويدات القشرية.ويُعطى عن طريق الحقن تحت الجلد subcutaneously.

المعالجة الإسعافية

تتطلب ردود الفعل التحسُّسية الشديدة، مثل التفاعل التأقي، مُعالَجَة إسعافية في قسم الطوارئ.

ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة أو يواجهون خطرًا مرتفعًا للإصابة بها حمل حقنة إبينفرين ذاتية الحقن بشكل دائم معهم، وينبغي استخدامها بأقصى سرعة ممكنة في حال حدوث ردة فعل تحسسية شديدة.قد يكون من المفيد أيضًا استخدام أقراص مضادَّات الهيستامين، ولكن ينبغي حقن الإبينيفرين قبل تناول أقراص مضادَّات الهيستامين.عادةً ما يُوقف الإبينفرين ردة الفعل التحسسية، بشكل مؤقت على الأقل.ومع ذلك، ينبغي نقل الأشخاص الذين عانوا من رد فعل تحسسي شديد إلى مرفق للرعاية الطارئة.وهناك، يمكن مراقبتهم عن كثب، ويمكن تكرار العلاج أو تعديله حسب الحاجة.

في حالة حدوث تفاعل تأقي، قد تتورم المسالك الهوائية وتضيق، مما يجعل التنفس صعبًا.قد تستلزم الحالة من الطبيب إدخال أنبوب عبر الأنف أو الفم في القصبة الهوائية للمساعدة في التنفس.وفي بعض الأحيان، تصبح الرُّغامى مُتورِّمة جدًّا ومُتضيِّقة بحيث لا يمرّ الأنبوب عبرها إلى الرغامى.في مثل هذه الحالات، قد يضطر الطبيب إلى إدخال أنبوب في القصبة الهوائية مباشرةً من خلال شق في مقدمة الرقبة (فغر الرغامى) لجعل التنفس ممكنًا.

علاج الحساسية في أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية

ينبغي على النساء الحوامل المُصابات بحالة حساسية تجنب المواد المسببة للحساسية قدر الإمكان.إذا كانت الأَعرَاض شديدة، فيجب على الأم الحامل استخدام مضاد هيستامين بشكل رذاذ أنفي.ولا ينبغي تناول مضادَّات الهيستامين عن طريق الفم إلا إذا لم ينجح رذاذ مضادَّات الهيستامين الأنفي بتدبير الأعراض بشكل كافٍ.

ينبغي على الأمهات المُرضعات محاولة تجنب مضادات الهيستامين أيضًا.ولكن إذا كانت مضادات الهيستامين ضرورية، فإن الأطباء يفضلون استخدام أنواعها الأقل تسبباً بالنعاس، ويفضلون مضادات الهيستامين التي تكون على شكل بخاخات أنفية على الأنواع التي تؤخذ عن طريق الفم.إذا كانت مضادَّات الهيستامين التي تؤخذ عن طريق الفم ضرورية جدًا للسيطرة على الأَعرَاض، فينبغي تناولها بعد إرضاع الطفل على الفور.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID