الكُلى

حسبGlenn M. Preminger, MD, Duke Comprehensive Kidney Stone Center
تمت مراجعته شعبان 1443

الكليتان هُما عُضوان على شكل حبَّة الفاصُولياء ومن أهم أجزاء السبيل البولي.ويترَاوح طُول كل واحدةٍ منهما بين 4 إلى 5 إنشات تقريبًا (12 ستنتمترًا)، وتزِن كل واحدة حوالى ثُلث باوند (150 غرامًا).تتموضَع الكليتان على جانبي العمود الفقريّ ومُباشرةً خلف تجويف البطن الذي يحتوي على الأعضاء الهضميَّة.

تتلقَّى كل كلية الدَّمَ عبر فرع من الشَّريان الأبهَر aorta، يُسمَّى الشَّريان الكلويّ renal artery.يتدفَّق الدَّم من الشريان الكلويّ إلى شرايين تصغُر تدريجياً، ويُسمَّى أصغرها شُرَينات arterioles.يتدفَّق الدَّم من الشُّرَينات إلى الكُبيبَات، وهي لِمَّاتٌ tufts من أوعيةٍ دمويةٍ مجهريَّة تُسمَّى الشُّعَيرات capillaries.يخرج الدَّم من كل كُبيبة عبر شُرينٍ يتَّصِلُ بوريدٍ صغيرٍ.تتَّحدُ الأوردة الصغيرة مع بعضها بعضًا لتُشكِّل وريدًا كلويًا كبيرًا ينقل الدَّم من كل كليةٍ.

عَرض للسبيل البوليّ

النفرونات nephrons أو الكليونات هي وحدات مجهريَّة تعمل على ترشيح الدَّم وتُنتِجُ البول،وتحتوي كل كلية على نَحو مليون نفرون،ويحتَوي كل نفرون على كُبيبَة مُحاطة ببنية ذات جدار رقيق على شكل وعاء (كبسُولة أو محفظة بومان).كما يُوجَد أيضًا في النفرون أنبوب دقيق (نُبَيب tubule) يعمل على تصريف السائل (الذي سرعان ما يُصبِح بولاً) من الحيِّز في كبسولة أو محفظة بومان (حيِّز بومان Bowman space).يحتوي كل نُبَيب على 3 أجزاء مُترابِطة هي النُّبَيب المُلفَّف الدَّاني proximal convoluted tubule وعروة هنلي loop of Henle والنُّبَيب المُلفَّف القاصي distal convoluted tubule.يكُون جزء ثالث من النفرون هُوَ قناة تجميع تعمل على تصريف السَّائل من النَّبَيب،وبعد أن يخرج السائل من قناة التجميع، يُصبِح بولاً.

تتكوَّن الكلية من جزء خارجيّ (قشرة cortex) وجزء داخليّ (لبّ medulla)،وتتوضَّع جميعُ الكبيبات في القشرة، بينما تتوضَع النُّبَيبات في القشرة واللب معًا.يجري تصريف البول من قنوات التجميع في العديد من آلاف النفرونات إلى داخل بنية تُشبه الكُوب (الكأس calix).وتحتوي كل كلية على الكثيرِ من الكؤوس calices، ويجري تصريفها كلها إلى حُجيرة مركزية واحدة (حُويضة الكلية renal pelvis).يجري تصريف البول من حُويضة الكلية لكل كلية إلى الحالب.

وَظائف الكلى

تستطيع كلية واحدة سليمة أن تقوم وبشكلٍ مُناسِبٍ بجميع الوظائف التي تقوم بهما الكليتان بشكلٍ طبيعيٍّ،ويُولد بعضُ الأشخاص ولديهم كلية واحدة فقط، بينما يختار آخرون التبرُّع بكليةٍ لزرعها في شخصٍ يُعاني من الفشل الكلويّ.وفي حالاتٍ أخرى، قد تتعرَّض كلية واحدة إلى ضررٍ شديدٍ بسبب مرضٍ أو إصابة.

تنطوي الوظيفة الأساسيَّة للكلى على:

  • الحفاظ على التوازن المناسب للماء والمعادن (بما في ذلك الكهارل) في الجسم؛

وتنطوي الوظائف الإضافيَّة للكلى على:

  • تَرشيح وطرح الفضلات الناجمة عن مُعالجة (استقلاب) الطعام والأدوية والمواد الضَّارة (الذيفانات)

  • تنظيم ضغط الدم

  • إفراز هرمُونات مُعيَّنة

توازُن الماء والشَّوارِد

يستهلِكُ الأشخاصُ الماءَ بشكلٍ مُنتظَمٍ للحفاظ على الحياة،ويجري إنتاجُ المزيد من الماء عن طريق عملية استقلاب الطعام metabolism.إذا لم تتوافق كمية الماء التي تدخل إلى الجسم مع كمية الماء التي تخرج منه، يتراكم الماءُ بسرعة ويُصبح الشخص شخصًا، وقد يصل الأمر إلى وفاته.يعمل الماء الزائد على التخفيف من كثافة الكهارل، بينما تُؤدِّي قلَّة الماء إلى زيادة تركيز الكهارل،ولذلك، ينبغي الحفاظُ على كهارل الجسم بتراكيز دقيقة جدًا.تُساعِدُ الكلى على تنظيم والحفاظ على توازنٍ مناسب للماء والكهارل في الجسم.

يدخل الدم إلى الكبيبة عندَ ضغطٍ مرتفعٍ،ويجري ترشيح مُعظم الجزء السائل من الدَّم عبر مسامّ pores صغيرة في الكُبَيبة، ولكن تبقى كريات الدَّم ومُعظم الجزيئات الكبيرة، مثل البروتينات، من دون ترشيح.يدخل السائل الرائق الذي جرى ترشيحه إلى حيِّز بومان، ويمر عبر النُّبَيب الخارج من كبسولة أو محفظة بومان.بالنسبة إلى الشخص البالغ السليم، يجري ترشيح حوالى 47 غالونًا (180 ليترًا) من السائل إلى نُبيبَات الكلية كل يوم،وتجري عودةُ امتصاص كل هذا السائل تقريبًا (والكهارل التي يحتوي عليها) من قِبل الكلى،وتتراوَح نسبة السائل الذي يجري طرحه على شكل بول بين حوالى 1.5 إلى 2% فقط؛وحتَّى تحدُث إعادة الامتصاص هذه، تعمل أجزاء مُختلفة من النفرون بنشاط (أي بشكل فاعل) على إفراز وإعادة امتصاص كهارل مُختلفة، ممَّا يُؤدِّي إلى سحب الماء، وتُغيِّرُ اجزاء اخرى من النفرون قدرتها على النفاذية للماء، ممَّا يسمح بعودة كمية أكثر أو أقلّ من الماء إلى الدوران.وتفاصيلُ هذه العمليات مُعقَّدة بعض الشيء؛

ففي الجزء الأول من النُّبَيب (النَّبيب المُلفَّف الدَّاني)، تجري إعادة امتصاص مُعظم الصوديوم والماء والغلوكوز ومواد أخرى جرى ترشيحها، ومن ثمَّ تعود إلى الدَّم في نهاية المطاف،وفي الجزء التالي من النّبَيب (عروة هنلي)، يجري ضخّ الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد إلى الخارج (يُعاد امتصاصُها).وهكذا، يُصبِح السائل المُتبقِّي أخفّ كثافة بشكلٍ متزايدٍ،يمرّ السائلُ الذي جرى تخفيف كثافته عبر الجزء التالي من النّبَيب (النّبّيب الملفَّف القاصي)، حيث يجري ضخّ معظم الصوديوم المتبقِّي للخارج في مُقابل البوتاسيوم والحمض اللذين يجري ضخُّهما إلى الداخل.

يدخل السائل من نُبيبَات العديد من النفرونات إلى قناة تجميع (قناة جامعة)،وفي قنوات التجميع (القنوات الجامعة)، قد يبقى السائل بكثافة خفيفة، أو يُمكن امتصاص الماء من السائل ويعود إلى الدَّم، ممَّا يجعل البول مُركَّزًا أكثر.يجري تنظيم عودة امتِصاص الماء عن طريق الهرمون المُضادّ لإدرَار البول antidiuretic hormone (يُنتَج هذا الهرمون في الغدَّة النخاميَّة) وهرمونات أخرى.تُساعِدُ هذه الهرمونات على تنظيم وظائف الكلى وضبط تركيبة أو بنية البول للحفاظ على توازن الماء وتوازُن الكهارل في الجسم.

نظرة على الجهاز البولي

الترشيح والطرح أو الإفراغ

عندما يقوم الجسمُ باستقلاب الطعام، تظهر فضلات مُعيَّنة، وتحتاج هذه الفضلات إلى طرحها من الجسم،وتُعدُّ اليوريا أو البَّولة urea، التي تأتي من استقلاب البروتين، واحدةً من هذه الفضلات الرئيسيَّة.تمرُّ اليوريا عبر الكُبيبة نحوَ السائل في النُّبَيب؛ ونظرًا إلى أنَّه لا تجري إعادة امتصاصها، تنتقل إلى البول.

وبالنسبة إلى المواد الأخرى غير المرغوب فيها مثل الفضلات النَّاجمة عن الاستقلاب، أي الأحماض والعديد من الذيفانات والأدوية، يجري طرحها بشكل فاعل إلى البول عن طريق خلايا في النُّبَيب الكلويّ (وهي تُعطي البول رائحته المُميَّزَة).

تنظيمُ ضَغط الدم

تقوم الكلى بوظيفة أخرى، وهي المُساعَدة على تنظيم ضغط الدَّم في الجسم عن طريق طرح الصوديوم الزائد؛فإذا جرى طرح كمية قليلةٍ جدًا من الصوديوم، يميل ضغط الدَّم إلى الارتفاع.كما تُساعد الكلى أيضًا على تنظيم ضغط الدَّم عن طريق إنتاج إنزيم يُسمَّى رينين؛فعندما ينخفض ضغط الدَّم دُون المستويات الطبيعيَّة، تُفرِزُ الكلى الرينين إلى مجرى الدَّم، وهي بذلك تُفعِّلُ جُملَة الرينين والأنجيوتنسين والألدوستيرون renin-angiotensin-aldosterone system، ويُؤدِّي هذا بدوره إلى زيادة ضغط الدَّم.كما تُنتِجُ الكلى اليوروتنسين urotensin أيضًاً، وهو يُؤدِّي إلى انقباض الأوعية الدمويَّة، ويُساعد على زيادة ضغط الدَّم.يكون المصاب بالفشل الكلويّ أقلّ قدرة على تنظيم ضغط الدَّم، ويميلُ إلى أن يُعاني من ارتفاع ضغط الدَّم.

إفرازُ الهرمُونات

تُساعد الكلى عن طريق إفراز الهرمونات على تنظيم وظائف أخرى مهمَّة، مثل إنتاج كريات الدَّم الحمرَاء ونموّ العظام والحفاظ عليها.

تُنتِجُ الكلى هرموناً يُسمَّى إريثروبويتين، وهو يُحرِّض على إنتاج كريَّات الدَّم الحمراء في نقيّ العظام،ثم يقوم نقِي العِظام بإرسال هذه الكريَّات إلى مجرى الدَّم.

يُعدُّ نمو العظام السليمة والحفاظ عليها من العمليات المُعقَّدة التي تعتمدُ على العديد من أجهزة وأعضاء الجسم، ومن بينها الكلى،حيثُ تساعد الكلى على تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور والمعادن التي تعدُّ بالغة الأهمية لصحة العظام،وتقُوم الكلى بهذا عن طريق تحويل شكل خامل من فيتامين د، والذي يَجرِي إنتاجه في الجلد ويُوجَد أيضًا في العديد من الأطعمة، إلى شكل نشط من فيتامين د (الكالسيتريول calcitriol) وهو يعمل كهرمُون لتحريض امتصاص الكالسيوم والفوسفور من المعى الدَّقيق.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID