داء الكبد المرتبط بالكحول

(مرض الكبد الكحولي؛ داء الكبد المترافق مع استعمال الكحول)

حسبWhitney Jackson, MD, University of Colorado School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

داء الكبد المرتبط بالكحول هُوَ ضَرَر يُصيب الكبد وينجُم عن شرب الكثير من الكحول لفترة طويلة.

  • بشكل عام، تُحدِّدُ كمية الكحول المستهلكة (الكمية وكم مرة والمدة) خطرَ وشدَّة الضرر في الكبد.

  • وتتفاوتُ الأَعرَاض من لا شيء في البداية إلى الحُمَّى واليرقان والتعب وتضخم الكبد المسبب للإيلاَم و المَضَض، ومن ثمَّ إلى مشاكل أكثر خطورة، مثل نزف في السبيل الهضمي وتدهور وظائف المخ.

  • للمساعدة على تحديد ما إذا كان شُرب الكحول مشكلةً، قد يُعطي الأطباءُ الشخصَ استبيانا، ويجرون اختبارًا للواسمات الحيوية التي تكشف وارد الشخص من الكحول، ويسألون أفراد الأسرة حول كمية الكحول التي يشربها.

  • إذا ظهرت أعراض داء الكبد لدى الأشخاص الذين يكثرون من شرب الكحول، يقوم الأطباء بإجراء اختبارات الدَّم لتقييم الكبد وأحيَانًا يجرون خزعة الكبد.

  • أفضل مُعالَجَة هي التوقف عن شرب الكحول، لكن فعل ذلك صعب جدًّا ويتطلب مساعدة، وغالبا في برامج إعادة التأهيل.

تشير الإحصائيات إلى أن ما نسبته 11.3٪ تقريبًا من الأشخاص في عُمر 18 عامًا وأكثر يعانون من اضطراب استعمال الكحول في العام السابق (انظر المعهد الوطني لإساءة استعمال الكحول والكحولية: اضطراب استعمال الكحول (AUD) في الولايات المتحدة).

يجري استقلاب مُعظَم الكحُول في الكبدِ، من بعد أن يجري امتصاصه في السبيل الهضمي،وعندما يجري التعامل مع الكحول ، تُنتج المواد التي يمكن أن تتلف الكبد.كلما شرب الشخص كميةً أكبر من الكحول، ازداد الضرر الذي يُصيب كبده.عندما يسبب الكحول الضررَ للكبد، يمكن للكبد أن يستمر في أداء وظائفه لفترة من الوقت لأنه يستطيع أن يتعافى من الضررالخفيف أحياناً.أيضًا، يمكن للكبد أن يؤدي وظائفه بشكل طبيعي حتى عند يتضَرَر نَحو 80٪ منه،ولكن، إذا استمر الأشخاص في شرب الكحول، يستفحل الضرر في الكبد وقد يؤدي إلى الموت في نهاية المطاف.إذا توقف الأشخاصُ عن شرب الكحول، يُمكن الشفاء من بعض الضرر،ومن المرجح أن يعيش هؤلاء الأشخاص لفترة أطول.

قد يُسبب اضطراب استعمال الكحول ثلاثة أنواع من الضرر الكبدي، والتي غالبًا ما تحدث بالترتيب التالي (على الرغم من أن الشخص قد يكون لديه أكثر من نوع في الوقت ذاته):

  • تراكم الدهون (الكبد الدهنية أو التنكس الدهني المرتبط بالكحول): وهذا النوع هو الأقل خطورة ويمكن أحيانًا الشفاء منه.وهو يحدث عند أكثر من 90٪ من الأشخاص الذين يشربون الكحول كثيراً.

  • التهاب (التهاب الكبد الكحولي): تلتهب الكبد عندَ نَحو 10 إلى 35٪ من الأشخاص .

  • تشمع الكبد المرتبط بالكحول: يُصاب نَحو 10 إلى 20٪ من الأشخاص بتشمع الكبد.في تشمع الكبد، يجرى استبدال كمية كبيرة من نسيج الكبد الطبيعي بنَسيجٌ نَدبِيّ بشكلٍ دائمٍ (يسمى تَلَيُّف)، ولا يقوم هذا النسيج بأية وظيفة.ونتيجة لذلك، تتعطل البنية الداخلية للكبد، ولا يستطيع الكبد أن يؤدي وظائفة بشكل طبيعي.وفي نِهاية المطَاف، يتقلص الكبد عادةً.قد تظهر عند المرضى أعراض قليلة أو نفس الأَعرَاض التي تنجم عن التهاب الكبد الكحولي.عادةً ما يكون الشفاء من تشمع الكبد غير ممكن.

يمكن أن يسبب تشمع الكبد المُضَاعَفاتَ الخطيرة التالية:

  • الاستِسقَاء: قد يتراكم السائل في البطن، ممَّا يسبِّب التورم.

  • الاعتِلاَل الدِماغِي الكَبِدِي (بَابِيّ جهازي): قد تتدهور وظيفة الدماغ لأن الكبد المتضرر يكون أقل قدرة على إزالة الفضلات السامة من الدم.قد يحدث النعاس والتَّخليط الذهنِي عند المرضى.

  • فرطُ ضَغطِ الدَّمِ البابِيّ: قد يحدث تضيق أو انسداد في الوريد الذي ينقل الدَّم للكبد، ممَّا يزيد من ضغط الدَّم في هذا الوريد.يسبب فرطُ ضَغطِ الدَّمِ البابِيّ أو يُسهِمُ في حدوث الاستسقاء ونزف السبيل الهضمي وتضخم الطحال splenomegaly، وفي بعض الأحيان اعتلال دماغي بَابِي جهازيّ.

  • النزف في السبيل الهضمي: قد تتضخم الأوردة في المريء والمعدة وتبدأ بالنزف بسبب فرط ضغط الدَّم البابي.قد يتقيأ المرضى دماً أو يكون البراز لديهم مُدمَّى أو داكناً أو قطرانياً.

  • الفشل الكبدي: تتراجع قدرة الكبد على أداء وظائفه، ممَّا يؤدِّي إلى العديد من المضاعفات و تدهور الصحة عموماً .يمكن أن يؤدي الفشل الكبدي في نهاية المطاف إلى الفشل الكلوي.

  • اضطراب نزفي: يميل المرضى للنزف والإصابة بالكدمات بسهولة أكثر، لأن الكبد المتضرر لا يُنتِجُ ما يكفي من المواد التي تجعل الدم يتجلط (يتخثَّر).كما يمكن للكحول أيضًا أن تقلل من عدد أو نشاط الصُّفَيحات الدَّمويَّة، التي تساعد بدورها في تجلط الدم.يُؤدِّي فرط ضغط الدَّم البابي إلى تضخم الطحال، مما يقلل أيضًا من عدد الصُّفَيحات الدَّمويَّة.

  • الطحال المتضخم: يؤدي ارتفاع ضغط الدَّم البابي إلى حالةٍ تُسمَّى تضخُّم الطحَال splenomegaly.يحتجز و يخرِّب الطحالُ المتضخم العديدَ من كريات الدم البيضاء والصُّفَيحات الدَّمويَّة بشكل أكثر من المألوف،ونتيجة لذلك، يزداد خطر العدوى والنَزف.

عوامل خطر داء الكبد المرتبط بالكحول

يكون داء الكبد المرتبط بالكحول أكثر ميلاً للحدوث إذا كان الأشخاص:

  • يشربون كميات كبيرة من الكحول

  • يشربون الكحول لمدة زمنية طويلة

  • من النساء

  • لديهم تركيبة وراثية تجعلهم عرضة لداء الكبد المرتبط بالكحول

  • لديهم بدانة

استهلاك الكحول

يمكن أن يفهم الأشخاص مخاطر الإصابة بداء الكبد المرتبط بالكحول بدقةٍ أكثر إذا كانوا يعرفون كمية الكحول الذي يشربونها.ولتحديد هذه الكمية، فإنهم يحتاجون إلى معرفة نسبةَ الكحول في المشروبات الكحولية.تحتوي أنواع مختلفة من المشروبات على نسبٍ مختلفة من الكحول:

  • البيرة: 2 إلى 7٪ في معظم أنواعها

  • النبيذ: 10 إلى 15٪ في معظم أنواعه

  • المشروبات الكحولية القوية: 40 إلى 45٪ في معظم أنواعها

ولكن، فيما يخص المقادير التقليدية من هذه الأنواع المختلفة من المشروبات، فإن كمية الكحول تكون نفسها على الرغم من أن كمية السَّائِل مختلفة جدًا.

  • علبة من البيرة تحتوي على 12 أونصة: نحو 1/7 إلى 4/5 أونصة

  • كأس من النبيذ يحتوي على 5 أونصة: نحو ⅔ إلى 1 أونصة

  • كوب صغير يحتوي على 1½ أونصة (أو مزيج عادي من المشروبات) من المشروبات الكحولية القوية: نحو ½ أونصة

في المشروبات الكحولية القوية، يجري وصف تركيز الكحول على أنه قوة الكحول العيارية proof غالباً،وتكون قوة الكحول العيارية نَحو ضعف نسبة الكحول؛فعلى سبيل المثال، تحتوي زجاجة من الخمرة القوية بقوة كحول عيارية 80 على 40٪ كحول.

يُعرَّف الشرب المعتدل بأنه مشروب قياسي واحد يوميًا للنساء ومشروبين قياسيين يوميًا للرجال (انظر الإرشادات الغذائية للأمريكيين 2020-2025).ولكن، تذكر منظمة الصحة العالمية أنه عندما يتعلق الأمر بتناول الكحول، فلا توجد كمية آمنة لا تؤثر في الصحة (انظر منظمة الصحة العالمية: لا يوجد مستوى آمن صحيًا من استهلاك الكحول).

يُعرِّف المعهد الوطني لإساءة استعمال الكحول والكحولية (NIAAA) الشربَ الثقيل ("المُعرَّض للخطر") بأنَّه تناول أكثر من 14 مشروبًا قياسيًا في الأسبوع من قبل الذكور، أو تناول أكثر من 4 مشروبات في اليوم، أما بالنسبة للإناث فهو تناول أكثر من 7 مشروبات قياسية في الأسبوع، أو أكثر من 3 مشروبات في اليوم (انظر NIAAA: تحديد مستويات شرب الكحول).

وبشكلٍ عام، كلما ازدادت كمية الخمرة وفترة معاقرتها، ازداد خطر الإصابة بداء الكبد المرتبط بالكحول.ولكن، لا يحدث داء الكبد الكحولي عند جميع الأشخاص الذين يكثرون من شرب الكحول لمدة طويلة من الزمن،ولذلك، تمارس عوامل أخرى دوراً في الإصابة بهذا الداء.

كما يزيد الإفراط في شرب الكحول من خطر أمراض الكبد المرتبطة بالكحول.يُعرِّف المعهد الوطني لإساءة استعمال الكحول والكحولية (NIAAA) الشرب المفرط على أنَّه نمط من الشرب يرفع مستويات تركيز الكحول في الدَّم إلى 0.08 غرام/ديسيلتر في غضون ساعتين تقريبًا، والذي يحدث عادة بعد 4 مشروبات للنساء و 5 مشروبات للرجال (انظر NIAAA: تحديد مستويات شرب الكحول).يُعد كل مشروب 12 أونصة من البيرة بنسبة 5٪، أو 5 أونصات من النبيذ، أو 1.5 أونصة من المشروبات الكحولية القوية (80 درجة).

الجنس

تكون النساء أكثر عرضةً لتلف الكبد بسبب الكحول، حتى بعد إجراء تعديلات بالنسبة إلى الأجسام ذات الحجم الأصغر.تواجه النساء خطر تلف الكبد إذا شربنَ نحو نصف كمية الكحول التي يشربها الرجال،وهذا يعني أن شرب أكثر مما يتراوح بين ¾ إلى 1½ أونصة من الكحول يوميًا، يعرض النساء إلى الخطر.وقد يزداد الخطرعند النساءِ لأن الجهاز الهضمي لديهن قد يكون أقل قدرةً على معالجة الكحول، وبذلك تزداد كمية الكحول التي تصل إلى الكبد.

التركيبة الجينية

يعتقد أن التركيبة الجينية لها دورٌ، لأن داء الكبد المرتبط بالكحول غالبًا ما يسري في العائلات،وقد يتشارك أفراد العائلة في الجينات التي تجعلهم أقل قدرة على معالجة الكحول.

البَدانة

تجعل البَدانةَ الأشخاص أكثر عرضة لتلف الكبد بسبب الكحول.

عوامل أخرى

يؤدي تراكم الحديد في الكبد واِلتِهابُ الكَبِدِ C إلى زيادة خطر تلف الكبد بسبب الكحول أيضًاً.

قد يتراكم الحديد عند الإصابة بداء تَرسُّب الأصبغَة الدَّمَوية (اضطراب وراثي يؤدي إلى امتصاص كمية كبيرة جداً من الحديد) أو عند شرب النبيذ المُدعَّم الذي يحتوي على الحديد.ولكن، لا يرتبط بالضرورة تراكم الحديد بكمية الحديد المستهلكة.

يُعاني أكثر من 25٪ من الذين يفرطون في شرب الكحول من التهاب الكبد سي أيضًا، ويزيد الإفراط في شرب الكحول مع الإصابة بالتهاب الكبد سي من خطر تشمع الكبد بشكلٍ كبيرٍ.

إذا تراكم الحديد في الكبد أو إذا كانت هناك إصابة بالتهاب الكبد سي لأكثر من 6 أشهر، يزداد خطر سرطان الكبد ( سَرَطانَةُ الخَلايَا الكَبِدِيَّة).

أعراض داء الكبد المرتبط بالكحول

تظهر الأعراض عادةً في البداية عند الذين يفرطون في الكحول في أثناء العقد الثالث أو الرابع من العمر، ويميلون إلى مُواجهة مشاكل شديدة بعد نحو 10 أعوام من ظهور الأعراض أولاً.

لا تُسبب الكبد الدهنية أية أعراض غالباً.وعند ثلث الأشخاص، يكون الكبد متضخماً وأملساً ولكنه لا يُسبب الإيلام (المضض) عادةً.

كما يستفحل داء الكبد المرتبط بالكحول إلى التهاب الكبد الكحولي أيضًاً، وقد تتراوح الأعراض من خفيفة إلى مهددة للحياة.قد يعاني المرضى من حمى ويرقان وإيلام (مضض) وألم وتضخم في الكبد،وقد يشعرون بالتعب.

يُمكن أن يجعل الافراط في شرب الخمر من حزم النسيج الليفي في الراحتين مشدودةً، ممَّا يَتسبَّب في تجعُّد أصابع اليد (حالة تُسمى تقفع دوبويتران Dupuytren contracture)، وأن تبدو راحة اليد حمراءَ (حالة تسمى الحمامة الراحية palmar erythema).قد تظهر أوعية دموية صغيرة تشبه العنكبوت (الورم الوعائي العنكبي) في جلد الجزء العلوي من الجسم.قد تتضخم الغدد اللعابية في الخدينِ، وقد تضمر العضلات.قد تتضرر الأعصاب المحيطية (الأعصاب خارج الدماغ والحبل الشوكي)، ممَّا يَتسبَّب في ضعف الإحساس والقوة.تتأثر القدمان واليدان بشكل أكثر من الجزء العلوي من الساقين والذراعين.

قد تظهر سِمات أنثوية عند الرجال الذين يفرطون في الشرب، مثل نعومة الجلد وتضخم الثدي وتناقص شعر الجسم.وقد تتقلص الخصيتان.

قد تلتهب البنكرياس (تسمى الحالة التهاب البنكرياس)، ممَّا يَتسبَّب في ألم شديد في البطن وتقيُّؤ.

قد يعاني المرضى من سوء التغذية لأنَّ الإفراط في شرب الكحول التي تحتوي على سعرات حرارية ولكن القليل من القيمة الغذائية الكثير من الكحول، يقلل من الشهية.كما أنَّ الأضرار الناجمة عن الكحول يمكن أن تؤثر في امتصاص ومعالجة المواد الغذائية أيضًاً.قد يكون لدى المرضى نقص في الفُولات أو الثيامين أو فيتامينات أخرى أو نقص في المعادن.ويمكن أن يؤدي النقص في بعض المعادن إلى الضعف والاهتزاز.كما أنه من المحتمل أن يسبب نقص التغذية أو يسهم في ضَرَر الأعصاب المحيطية أيضًاً.

بالنسبة إلى من يفرطون في شرب الكحول، يُمكن أن يؤدي نقص الثيامين إلى اعتلال الدماغ بحسب فيرنيكه Wernicke encephalopathy، والذي يمكن أن يسبب التَّخليط الذهنِي وصعوبة المشي ومشاكل في العين.إذا لم يُعالج اعتلال الدماغ بحسب فيرنيكه على الفور، قد يؤدي إلى مُتلازمة كورساكوف Korsakoff syndrome أو الغيبوبة أو حتى الموت.تُسبب مُتلازمة كورساكوف ضعفاً في الذاكرة وتخليطاً ذهنياً.

قد يُصاب الأشخاص بفقر الدم بسبب حدوث نزف في السبيل الهضمي أو لأن الأشخاص يحدث لديهم نقص في مواد مغذية يحتاج إليها الجسم لصنع كريات الدم الحمراء (أنواع معينة من الفيتامينات أو الحديد).

كما قد تنجُم الأَعرَاض أيضًا عن مُضَاعَفات تَشمُّع الكبد (انظر المقدمة كما وردت في الأعلى).

بعد الإصابة بتشمُّع الكبد، يتقلص هذا العضو عادةً،

ويحدث سرطان الكبد عند ما يتراوح بين 10 إلى 15٪ من أشخاص تشمع الكبد بسبب معاقرة الخمرة.

تشخيص داء الكبد المرتبط بالكحول

  • تَقيِيم الطَّبيب للأعراض

  • تاريخ من الإفراط في شرب الكحول

  • الواسمات الحيوية للكحول

  • اختبارات الكبد وتعداد الدم الكامل (CBC)

  • خزعة الكبد في بعض الأحيان

يشتبه الأطباءُ بداء الكبد المرتبط بالكحول عند من لديهم أعراض لداء الكبد ويفرطون في شرب الكحول،

وقد يقوم الأطباء بإعطاء الشخص استبيانا للمساعدة على تحديد ما إذا كان شرب الكحول مشكلةً (انظر التحري عن إساءة استعمال الكحول).عند الاشتباه بإسراف شخص ما في استهلاك الكحول، فمن الممكن تأكيده من قبل أفراد العائلة أو اختبار الواسمات الحيوية للكحول.

لا يوجد اختبار قطعيّ لداء الكبد المرتبط بالكحول.ولكن، إذا اشتبه الأطباءُ في التَّشخيص، يقومون باختبارات الدَّم لتقييم الكبد (اختبارات الكبد).كما يقومون أيضًا بتعداد الدَّم الكامل للتحقق من التعداد المنخفض لصفيحات الدم وفقر الدم.

لا يستخدم الأطباء الفحوصات التصويرية للكبد بشكلٍ روتينيّ،وإذا استخدموا التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المُحوسَب لأسباب أخرى، قد يرون دليلا على الكبد الدهني أو ارتفاع ضغط الدَّم البابي أو تضخم الطحال أو تراكم السائل في البطن.

قد يستخدم الأطباء فحصاً تصويرياً يُسمى تخطيط الصدى بالاستناد إلى المرونة ultrasound elastrography لتحديد مدى تيبس الكبد،حيث يشير الكبد المتيبس إلى تليف؛وينطوي هذا الفحص التصويري على إجراء تخطيطٍ للصدى في أثناء تطبيق ضغط أو اهتزاز على الكبد.غالبا ما يجعل هذا الفحص التصويري الخزعةَ غير ضرورية.

وحتى إن كانت نتائج الفحص والاختبار تُشير إلى داء الكبد المرتبط بالكحول، يقوم الأطباء وبشكلٍ دوريّ بالتحري عن أشكال أخرى لداء الكبد التي يُمكن معالجتها، خُصوصاً التهاب الكبد الفيروسيّ.قد تكون أسباب أخرى لمشاكل الكبد موجودةً في نفس الوقت، وفي هذه الحال ينبغي معالجتها.

يستخدم الأطباء خزعة الكبد أحياناً عندما يكون التَّشخيص غيرَ مؤكد أو عندما يبدو أنَّ لداء الكبد أكثر من سبب واحد.يمكن أن تؤكد خزعة الكبد داءَ الكبد، وتقدّم دليلاً على أن الكحول هو السبب المحتمل، وتحدد نوع الضرر الذي لَحِق بالكبد.كما يمكنها أيضًا أن تساعد الأطباء على التعرف إلى ما إذا تراكم الحديدُ في الكبد،وقد يشير مثل هذا التراكم إلى داء تَرسُّب الأصبغَة الدَّمَوية hemochromatosis.

إذا كان الأشخاص مصابين بتشمع الكبد، فتجرى اختبارات لسرطان الكبد بشكل دوري.وتنطوي هذه الفحوصات على تخطيط الصدى واختبارات الدَّم لقياس مستويات البروتين الجنيني ألفا alpha-fetoprotein، والتي تكون مرتفعة عند نَحو نصف أشخاص سرطان الكبد.

علاج داء الكبد المرتبط بالكحول

  • التوقف عن الشرب (الامتناع abstinence) والمساعدة على القيام بذلك

  • مُعالَجة الأَعرَاض والمُضَاعَفات

  • مُعالجة الضرر الذي لَحِق بالكبد

التوقف عن شرب الكحول

يُعدُّ الامتناع عن شرب الكحول أفضل طريقة للمعالجة عادةً،وفضلاً عن زرع الكبد، يُعدُّ الامتناع عن شرب الكحول المعالجة الوحيدة التي يُمكن أن تؤدي إلى إبطاء داء الكبد المرتبط بالكحول أو الشفاء منه.وبالإضافة إلى ذلك، يستطيع جميع المرضى القيام بهذا الأمر وهو لا ينطوي على تأثيرات جانبية.

نظراً إلى صعوبة الامتناع عن شرب الكحول، يجري استخدام استراتيجيات عديدة لتحفيز الأشخاص ومساعدتهم على تغيير سلوكهم.وتنطوي الاستراتيجيات على العلاج السُّلُوكي والعلاج النفسي (العلاج بالكلام) - وغالباً كجزء من برنامج إعادة التأهيل الرسمي - بالإضافة إلى مجموعات المساعدة الذاتية والدعم (مثل مدمني الكحول المجهولين) وجلسات المشورة مع طبيب الرعاية الأولية.كما قد يجري أيضًاً استخدام علاجاتٍ تستعرض وتُساعد الأشخاص على توضيح لماذا يريدون الامتناع عن شرب الكحول (يُسمَّى العلاج التعزيزيّ التحفيزيّ motivational enhancement therapy).

الأدوية

تُستخدم الأدوية في بعض الأحيان ولكن فقط لتكمل العلاجات السُّلُوكية والنفسية (انظر إزالة السموم وإعادة التأهيل).تكون بعض الأدوية (مثل نالتريكسون، أو نالمفيني، أو باكلوفين، أو أكامبروسيت) مفيدةً عن طريق التقليل من أعراض السحب والتوق الشديد إلى الكحول.يعد دواء ديسلفيرام Disulfiram مفيداً لأنه يسبب أعراضاً مزعجةً (مثل التبيُّغ flushing) عندما يأخذه الأشخاص ومن ثم يشربون الكحول.ولكن، لم يُظهر هذا الدواء قدرةً على تعزيز الامتناع عن شرب الكحول، ولهذا السبب يُنصَح بأخذه لبعض الأشخاص فقط.

مُعالَجة الأَعرَاض والمُضَاعَفات

يقوم الأطباءُ بمُعالجة المشاكل الناجمة عن داء الكبد المرتبط بالكحول وأعراض السحب التي تحدث من بعد توقُّف الأشخاص عن الشرب.

من المهم اتباع نظام غذائي غنيّ بالمواد المغذية مع مكملات الفيتامينات (خصوصاً فيتامينات ب)، وذلك في أثناء الأيام القليلة الأولى من الامتناع عن الشرب.والقيام بهذا يُمكن أن يُساعد على تصحيح العوز إلى المواد المغذية والذي يُمكن أن يُسبب مُضاعفات مثل الضعف والاهتزاز وضعف الإحساس والقوَّة وفقر الدم واعتلال الدماغ بحسب فيرنكة.كما يُمكن أن تُحسِّن المكملات الصحةَ العامة أيضًاً.وغالباً إذا كان الالتهاب شديداً، يجري إدخال الأشخاص إلى المستشفى وقد يحتاجون إلى التغذية عبر الأنبوب لتلقِّي تغذية كافية.

يجري استخدام البنزوديازيبينات (مهدِّئات) لمُعالجة أعراض السحب (انظر المُعالَجة الطارئة).ولكن، إذا كان داء الكبد المرتبط بالكحول مستفحلاً، تُستخدَم المهدئات في جرعات صغيرة أو يجري تجنبها لأنها يمكن أن تُحرِّض التهاب الدماغ البابي الجهازيّ.

مُعالَجات الضرر في الكبد

تجري مُحاولة الامتناع عن الشرب أولاً،وقد تكون العديد من الأدوية، بما في ذلك بعض مضادَّات الأكسدة (مثل ميثيونين-ل أدينوسيل-س، وفسفاتيديل كولين وميتادوكسين)، وأدوية تقليل الالتهاب، مفيدةً ولكنها تحتاج إلى المزيد من الدراسة.جرت محاولة العديد من المكملات الغذائية التي هي مضادَّات الأكسدة، مثل نبات السلبين الحليبي أو الشوكي (milk thistle) وفيتامين A وE، ولكنها لم تكن فعَّالة.

يُمكن أن تُساعد الستيرويدات القشرية على تخفيف التهاب الكبد الشديد وهي آمنة للاستخدام إذا لم يكن الأشخاص يُعانون من عدوى أو نزف في السبيل الهضميّ أو فشل كلوي أو التهاب البنكرياس.

قد يستخدِمُ الأطباء زرع الكبد إذا كان الضرر شديداً،ويُساعد هذا الإجراء الأشخاص على العيش لفترةٍ أطوَل.ولكن، نظراً إلى أنَّ نَحو نصف الأشخاص يبدؤون بالشرب من جديد من بعد الزرع، تتطلب معظم برامج زرع الكبد أن يمتنع الأشخاص عن الشرب لفترة من الوقت حتى يصبحون متأهلين لهذا الإجراء.

مآل داء الكبد المرتبط بالكحول

يستند المآل إلى كمية التليف والالتهاب في الكبد،

وإذا توقف الأشخاص عن شرب الكحول ولم يكن التليف موجوداً، يُمكن الشفاء من الكبد الدهني والالتهابحيث قد يشفى المريض من الكبد الدهنية بشكلٍ كاملٍ خلال 6 أسابيع.لا يُمكن غالباً الشفاء من تليُّف الكبد وتشمع الكبد.

يمكن أن تُساعد أنواع معينة من الخزعة واختبارات الدم الأطباءَ على التنبؤ بالمآل عند الشخص بشكلٍ أفضل،ويمكن للأطباء أيضًا استخدام صيغ ونماذج (وهي تجمع بين نتائج اختبارات مختلفة) للمساعدة على التنبؤ بالمآل.

حالما يحدث تشمع الكبد ومُضَاعَفاته (مثل تراكم السائل في البطن والنزف في السبيل الهضمي)، يكون المآل أسوأ،ويتمكن فقط نَحو نصف الأشخاص الذين لديهم هذه المُضاعفات من البقاء على قيد الحياة من بعد 5 سنوات.يميلُ المرضى الذين يتوقفون عن الشرب إلى العيش لفترة أطول من الذين لا يفعلون هذا.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. Alcoholics Anonymous: زمالة دولية للأشخاص الذين يعانون من مشكلة في الشرب، ويعتمدون على برنامج من 12 خطوة لدعم بعضهم بعضًا في التغلب على الرغبة بالشرب.

  2. American Liver Foundation: تستضيف برامج التثقيف المجتمعي التي تعطي لمحة عامة عن جميع جوانب أمراض الكبد والتعافي.كما توفر أيضًا مجموعات الدعم، ومعلومات عن العثور على طبيب، وفرص المشاركة في التجارب السريرية.

  3. Hazelden Betty Ford Foundation: مزود لبرامج التعافي من تعاطي المواد والإدمان عليها للأشخاص في العيادات الخارجية والمناطق السكنية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID