التِهاب التأمُور الحادّ

حسبBrian D. Hoit, MD, Case Western Reserve University School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1443 | المعدل صفر 1444

التِهابُ التأمور الحادّ acute pericarditis هُو التِهابٌ في التَّأمُور (كيس مرنٍ من طبقتينِ يُغلِّفُ القلبَ) يبدأ فجأةً، ويكون مؤلمًا عادةً، ويُؤدِّي إلى دُخول السوائِل ومُكوِّنات الدَّم مثل الفبرين fibrin وكريات الدَّم الحمراء وكريات الدَّم البيضاء إلى الحيِّز التأمُوريّ pericardial space.

  • ينجم التهاب التأمور عن حالات معينة من العدوى وحالات أخرى تُؤدِّي إلى التِهاب غلاف القلب (التأمور).

  • تنطوي الأعراضُ الشائعة لالتِهاب التأمور الحادّ على الـحُمَّى مع ألمٍ في الصَّدر، ويكون هذا الألم حادًا، ويتفاوت وفقاً للوضعيَّة والحركة، وقد يبدو في بعض الأحيان مثلَ النوبة القلبيَّة.

  • يستنِدُ الأطبَّاء عند تشخيص الحالة إلى الأعراض، وأحيانًا إلى الاستماع إلى صوت مُميَّز لالتهاب التأمور (احتكاك تأموري) tell-tale عند الإصغاء إلى نبضات القلب باستخدام السمَّاعة.

  • يحتاج المرضى إلى دخول المستشفى عادةً، حيث تُعطى لهم أدوية للتقليلِ من الألم والالتهاب.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن الدَّاء التأموريّ والتهاب التأمور المُزمن).

يُمكن أن يُؤدِّي الالتِهاب في بعض الأحيان إلى دخُول سائل فائضٍ إلى الحيِّز التَّأمُوريّ (الانصِباب التَّأمُورِيّ pericardial effusion)،وفي أحيانٍ أخرى، يكون الدَّم هو هذا السائل عندما ينجُم التهابُ التأمور عن إصابةٍ أو سرطان أو جراحة القلب.

أسباب التهاب التأمور الحاد

تنطوي أسبابُ التِهاب التَّأمور الحادّ على:

قد يُؤدِّي عدد من حالات العدوى عند المصابين بالإيدز، مثل السلّ أو داء الرشاشيَّات، إلى الإصابة بالتِهاب التأمور.تصل نسبة الإصابة بالتِهاب التأمور بسبب السلّ أو التدرُّن، أو ما يُسمَّى التهاب التأمور الدَّرنيّ tuberculous pericarditis، إلى أقل من 5% من حالات التهاب التأمور الحادّ في الولايات المتَّحِدة، ولكنَّه يُسبِّبُ مُعظم الحالات في بعض مناطق الهند والقارة السمراء.يمكن لعدوى سارس-كوف-2 أن تُسبب التهاب التأمور في حالات قليلة.

وبعدَ التعرُّض إلى نوبةٍ قلبيَّة، يحدُث التهاب التأمور الحاد في أثناء أوَّل يوم أو يومين عند نسبة تتراوح بين 10 إلى 15% من الأشخاص، وبعد فترة تتراوح بين حوالى 10 أيام إلى شهرين عند نسبة تتراوح بين 1 إلى 3% من الأشخاص (التِهاب التَّأمور تحت الحادّ subacute).يحدُث التِهاب التأمور تحت الحاد بسبب نفس الاضطرابات التي تُسبِّب التِهاب التأمور الحادّ.

أعراض التهاب التأمور الحاد

يُسبِّبُ التِهاب التأمور الحادّ ألمًا حادًّا في الصَّدر، ويمتدّ هذه الألم غالباً إلى الكتِف الأيسر، وينزل إلى الذراع اليسرى في بعض الأحيان.وقد يُشبه الألم ما يحدُث عند التعرُّض إلى نوبات القلب، باستثناء أنَّه يميلُ إلى التفاقُم عندَ الاستلقاء وبلع الطعام والسُّعال أو حتى التنفُّس بشكلٍ عميقٍ.ويُؤدِّي السائل أو الدَّم الـمُتراكِمانِ في الحيِّز التَّأموري إلى تشكيل ضغطٍ على القلب، ممَّا يُعيق قدرتَه على ضخّ الدَّم،وإذا كان الضغط مرتفعًا جدًّا، قد تحدُث حالة تُسمَّى الاندِحاس القلبيّ cardiac tamponade، وهي حالةٌ يُمكن أن تُشكِّل خطرًا على حياة المريض.ولكن، لا يُسبِّبُ التهاب التأمور الحاد أيَّة أعراض في بعض الأحيان.

يبدأ التِهاب التأمور النَّاجم عن التدرُّن بشكلٍ مُخاتِلٍ، وفي بعض الأحيان من دون أيَّة أعراض واضحة للعدوى،وقد يُسبِّبُ الحمَّى وأعراض فشلِ القلب، مثل الضعف والتَّعب وصُعوبة التنفُّس،وقد يحدُث الاندِحاس القلبيّ.

يُسبِّبُ التِهاب التأمور الحادّ الناجم عن عدوى فيروسيَّة الألمَ عادةً، ولكنَّه لا يستمر لفترةٍ طويلةٍ، ولا يترك تأثيراتٍ مُزمنة.

عندما يحدُث التهاب التأمور الحادّ خلال أوَّل أو ثاني يوم من التعرُّض إلى نوبة قلبية، نادرًا ما يُلاحِظ الأطباء أعراضه، وذلك لأنَّ أعراض نوبة القلب تكون محور اهتمامهم.

يترافق التهاب التامور الذي يحدث بعد حوالى 10 أيام إلى شهرين من نوبة قلبية مع المتلازمة التالية لاحتشاء العضلة القلبية postmyocardial infarction syndrome (متلازمة دريسلر) عادةً، وهي تنطوي على الحمى والانصباب التأموري (سائل إضافي في الحيز التامور)، وألم الجنب (ألم بسبب التهاب الجنبة pleura، وهي الأغشية التي تغطي الرئتين)، والانصباب الجنبي، (السائل بين طبقتي الجنبة)، وألم المفاصل.

تزول أعراض التهاب التأمور الحاد من تلقاء نفسها غالبًا ولكنها تعود مجددًا عند حوالى 30٪ من الأشخاص.

عند نسبةٍ تتراوح بين 15 إلى 25% من المصابين بالتهاب التأمور مجهول السبب، تعُود الأعراض وتختفي لأشهر أو سنوات (وتُسمَّى الحالة بالتِهاب التأمور الـمُعاوِد أو الناكس recurrent).

تشخيص التهاب التأمور الحاد

  • تخطيط كهربيَّة القلب electrocardiography

  • صُورة شعاعيَّة للصدر

  • تخطيط صدى القلب echocardiography

  • فُحوصات للتعرُّف إلى سبب الحالة

يستطيع الأطباء تشخيصَ الإصابة بالتِهاب التأمور الحادّ عادةً من خلال استماعهم إلى وصف الشخص للألم والأصوات التي يمكن سماعها عند وضع السمَّاعة على صدره،حيث يُمكن أن يُسبِّب التهاب التأمور صوتاً يُشبه الطحن crunching (مثل صرير الحذاء الجلديّ أو خربشة أوراق الشجر اليابسة)، وتُسمَّى الحالة هنا بالاحتِكاك التأموريّ pericardial rub.وغالبًا ما يستطيع الأطباءُ تشخيص الحالة من بعد ساعاتٍ أو أيامٍ قليلة من التعرُّض إلى نوبةٍ قلبيَّةٍ، وذلك استنادًا إلى سماع هذه الأصوات.

كما يستخدمون عادةً تخطيط كهربيَّة القلب (ECG) الذي غالبًا ما يُبيِّنُ المشاكل التي يُسبِّبها التِهاب التأمور أيضًا.ثُمَّ يقومون بالتحرِّي عن علامات الانصباب التأموريّ من خلال تصوير الصدر بالأشعَّة وتخطيط صدى القلب (وهو إجراء يجري فيه استخدام الموجات فوق الصوتية للحُصول على صورةٍ للقلب).

الاختبارات المُستخدَمة لمعرفة أسباب التهاب التأمور

يكون سببُ التهاب التأمور واضحًا في بعض الأحيان، مثل التعرُّض إلى نوبةٍ قلبيَّةٍ مُؤخَّرًا،ولكنَّه قد لا يكون واضحًا في أحيان أخرى.

وقد يُشير تخطيطُ صدى القلب إلى السبب، فمثلاً قد تُبيِّن الصورة على مُخطَّط صدى القلب أو صورة الأشعة السينية للصدر أنَّ السببَ قد يكون هُو السرطان.

كما يُمكن أن تُساعد اختبارات الدَّم على كشف حالاتٍ أخرى تُسبِّبُ التهاب التأمور- مثل ابيضاض الدم، وحالات العدوى، وحمَّى الروماتيزم، وارتفاع مستويات اليُوريا في الدَّم بسبب الفشل الكلويّ.

ولكن، إذا بقي السبب في التهاب التأمور مجهولاً، قد يأخذ الأطبَّاء عيِّنةً من السائل التأموري أو النسيج التأموري باستخدام إبرةٍ يجري إدخالها عبر جدار الصدر (بَزل التأمور pericardiocentesis)،ثُم يُرسِلون عيِّنتي السائل والنسيج إلى المختبر لتفحُّصهما.

مآل التهاب التأمور الحاد

يستنِدُ المآلُ عند المصابين بالتِهاب التأمور إلى سبب الحالة؛وعندما يكون السبب فيروسًا أو إذا كان السبب غير واضِح، يحتاج الشفاء إلى فترةٍ تتراوح بين 1 إلى 3 أسابيع عادةً،ويُمكن أن تُؤدِّي المضاعفات أو عودة الحالة إلى إبطاء الشفاء؛فمثلاً من النادر أن يعيش المرضى الذين لديهم سرطان انتشر إلى التأمور أكثر من 12 إلى 18 شهرًا.

علاج التهاب التأمور الحاد

  • الأدوية الـمُضادَّة للالتِهاب، مثل مُضادَّات الالتِهاب غير الستيرويديَّة nonsteroidal anti-inflammatory drugs أو الكولشيسين colchicine

  • مُعالجة الاضطراب الكامِن، مثل السرطان

  • الجراحة في حالاتٍ نادرةٍ، مثل بَضع التأمور pericardiotomy

بغضّ النَّظر عن السبب، يطلب الأطبَّاء من المصابين بالتهاب التأمور البقاء في المستشفى أحيانًا، خُصوصًا من لديهم علامات تُشيرُ إلى زيادةٍ في الخطر، مثل الحمَّى والبداية شبه الحادَّة واستخدام الأدوية المُثبِّطة للجهاز المناعيّ والرضّ الحديث والمُعالجة الفمويَّة المُضادَّة للتخثُّر oral anticoagulant therapy وعدم التحسُّن باستخدام الأسبرين أو مُضادَّات الالتِهاب غير الستيرويديَّة، والتهاب عضل القلب والتأمور myopericarditis (التهاب التأمور الذي يُصيب عضلة القلب بالإضافة إلى التأمور ذاته)، والانصباب التأموري المتوسِّط أو الكبير.وتجري مُراقبة المُضاعفات عند الشخص، خصوصًا الاندِحاس القلبيّ.

الأدوية المضادَّة للالتِهاب

يستجيب التهابُ التأمور الحادّ إلى دواء كولشيسين أو مُضادَّات الالتِهاب غير الستيرويديَّة عادةً، مثل الأسبرين وإبوبروفين ibuprofen، والتي تُؤخذ عن طريق الفم،وعندما يخفّ الألم وأعراض الالتِهاب، يجري التقليل من الجرعة الدوائية تدريجيًا.يُقلِّلُ دواء كولشيسين من فُرص عودة التهاب التأمور لاحقًا،ولكن قد يحتاج الألم الشديد إلى مُسكِّنٍ أفيونيّ مثل المورفين morphine.لا يُقلِّلُ دواء بريدنيزون prednisone، وهو ستيرويد قشريّ، من الألمَ مُباشرةً، ولكنه يُخفِّفُ منه عن طريق التقليلِ من الالتِهاب؛ولكن، لا يجري استخدام هذا الدواء مع جميع الأشخاص، لأنَّه يُمكن أن يجعل العدوى الفيروسيَّة (والتي قد يُعاني منها الأشخاص أيضًا) أكثرَ شدَّةً.كما يُقلِّلُ دواء بريدنيزون من فُرص عودة التهاب التأمور لاحقًا.

عِلاج الاضطراب الكامِن

تختلِفُ طرائق المُعالجة الإضافيَّة لالتِهاب التأمور الحادّ استنادًا إلى السبب؛فبالنسبة إلى المصابين بالفشل الكلويّ، تُؤدِّي الزيادة في عدد مرَّات غسل الكلية إلى التحسُّن عادة.

يجري التوقُّفُ عن استخدام الأدوية التي قد تُسبِّب التِهاب التأمور كلَّما أمكن ذلك.

وقد يستجِيبُ المصابين بالسرطان إلى المُعالجة الكيميائيَّة أو المُعالجة الإشعاعيَّة.

إذا عاد التهابُ التأمور الناجم عن فيروس، أو إصابة، أو اضطراب غير مُحدَّد، قد يُساعد الأسبرين أو إيبوبروفين، مع دواء كولشيسين أحيانًا، على التخفيف من الحالة.ولكن إذا لم تكن مثل هذه الأدوية مفيدةً، قد ينصح الأطباء باستخدام الستيرويدات القشريَّة (إذا لم يكن السبب عدوى).وفي بعض الأحيان، يجري حقن الستيرويدات القشرية في داخل الحيِّز التأموريّ،ولكن، إذا لم تكن المُعالجة الدوائيّة فعَّالةً، قد يقوم الأطباء باستئصال التأمور جراحيًا.

وإذا كانت العدوى البكتيريَّة هي السبب، ستنطوي المعالجة على تناول مُضادَّات حيويَّة وتصريف القيح من التأمور جراحيًا.

المعالجة الجراحيَّة

قد يجري تصريفُ السائل من التأمور عن طريق إدخال قثطار رفيع في الحيِّز التأموريّ (بزل التأمور pericardiocentesis)،

وفي بعض الأحيان، يجري إدخال قثطار يحتوي على بالون في نِهايته عن طريق الجلد،ثم يَجرِي نفخ البالون لإحداث فتحة (نافذة) في التأمور،ويُسمَّى هذا الإجراء بَضع التأمور بالبالون عن طريق الجلد percutaneous balloon pericardiotomy، ويُستخدم كبديلٍ عن الجراحة عادةً عندما يكون السببُ في الانصِباب هُو السرطان أو عودة أو نُكس الحالة.

كما يُمكن أيضًا إحداث شقوق صغيرة تحت عظم الصَّدر (القصّ)، ويجري من خلالها إزالة قطعة من التأمور،ثم يَجرِي إدخال أنبوب في الحيِّز التأموريّ.ويُسمَّى هذا الإجراء بضع التأمور تحت القصّ subxiphoid pericardiotomy، ويُستخدم عادةً عندما يكون سبب الانصِباب عدوى بكتيريَّة.ويحتاج كِلا هذين الإجراءين إلى تخديرٍ موضعيّ، ويُمكن القيامُ بهما من دون استخدام غرفة العمليات، ويُساعدان على تصريف السائل بشكلٍ مُتواصِلٍ وهُما فعَّالان.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID