التهاب القرنية والملتحمة الجاف

(جفاف العين؛ التهاب القرنية الجاف)

حسبMelvin I. Roat, MD, FACS, Sidney Kimmel Medical College at Thomas Jefferson University
تمت مراجعته محرّم 1444

يُشير مصطلح التهاب القرنية والملتحمة الجاف keratoconjunctivitis sicca إلى جفاف الملتحمة (الغشاء الذي يبطن الجفون ويغطي بياض العين) والقرنية (الطبقة الرائقة أمام القزحية والحدقة).

  • قد ينجم هذا الالتهاب عن قلة إنتاج الدموع، أو سرعة تبخرها.

  • وفي هذه الحالة تصبح العينان متهيجتان وحساستان للضوء وعادة ما يترافق ذلك بإحساس بالحكة والحرقة.

  • يمكن قياس إنتاج العين من الدموع عن طريق وضع شريط من الورق على حافة الجفن.

  • يمكن للدموع الاصطناعية وفي بعض الأحيان سدادات القناة الدمعية أن تساعد على تخفيف الأَعرَاض.

أسباب التهاب القرنية والملتحمة الجاف

قد ينجم جفاف العين عن عدم كفاية إنتاج الدموع (جفاف العينين بسبب عوز الدموع aqueous tear-deficient dry)في هذا النوع من جفاف العينين، لا تنتج الغُدَّة الدمعية ما يكفي من الدموع للحفاظ على رطوبة الملتحمة والقرنية بشكل جيد.(انظُر الشكل البنى التشريحية التي تحمي العين)يشيع هذا النوع من جفاف العينين بين النساء بعد سن اليأس.يُعد جفاف العيون من المشاكل الشائعة في مُتلازمة شوغرن.يمكن في حالات نادرة أن يكون جفاف العين الناجم عن قلة الدموع عرضًا لأمراض أخرى، مثل التهاب المَفاصِل الروماتويدي أو الذئبة الحمامية الجهازية.يمكن لأدوية معينة أن تسهم بحدوث جفاف العينين بسبب عوز الدموع.وهي تشتمل على مدرَّات البول، ومضادات الكولين، ومضادَّات الاكتئاب، وحاصرات بيتا، ومزيلات الاحتقان.

وقد ينجم جفاف العين أيضًا عن خلل في تركيب الدموع، وهو ما قد يؤدي إلى تبخرها سريعًا.فعلى الرغم من أن الغُدَّة الدمعية تنتج كمية كافية من الدموع، إلا أن معدل تبخرها يكون سريعًا بحيث لا يمكن الحفاظ على طبقة من الدموع على كامل سطح العين في أثناء ممارسة بعض النشاطات أو ضمن أجواء معينة.يُعدُّ إيزوتريتينوين ومضادَّات الأندروجينات (الأدوية التي تثبِّط الهرمونات الذكريَّة) من الأدوية التي يمكن أن تُسهمَ في هذا النوع من جفاف العين.

قد ينجم جفاف العين أيضًا عن انفتاح العين بشكل جزئي لفترات مطولة ليلاً (العين الأرنبية الليلية nocturnal lagophthalmos) أو عدم رّمش العين بشكل كافي (كما يمكن أن يحدث في داء باركنسون).يمكن لبعض مضادات الذهان، والناهضات الأندروجينية (بعض خافضات ضغط الدم)، وحقن توكسين البوتولينوم، أن تؤدي جميعها إلى تفاقم جفاف العين بسبب العين الأرنبية الليلية.

البنى التشريحية التي تحمي العين

أعراض التهاب القرنية والملتحمة الجاف

تشمل أعراض جفاف العين كلاً من التهيج، والإحساس بالحرقة، والحكة، والشعور بسحب كرة العين نحو الخلف، والضغط وراء العين، والشعور بوجود جسم غريب في العين.تزيد الأضرار التي تصيب سطح العين من الإزعاج والحساسية للضوء الساطع.يمكن أن تتفاقم الأعراض بسبب:

  • الأنشطة التي تٌُقلل من معدل رمش العينين، وخاصةً الأنشطة التي تنطوي على الاستخدام المطول للعينين، مثل القراءة، والعمل على الكمبيوتر، وقيادة المركبات، ومشاهدة التلفاز

  • التواجد في المناطق التي تهب فيها الرياح، أو التي توجد فيها مستويات عالية من الغبار، أو الدخان، أو المناطق الباردة، أو الجافة كما هي الحال في الطائرات، أو مراكز التسوق، أو الغرف التي تُستخدم فيها مكيفات الهواء (لاسيَّما في السيارة) أوالمراوح، أو المدافئ

  • استخدام بعض الأدوية، بما في ذلك أيسوتريتينوين isotretinoin وبعض المهدئات ومدرات البول، وخافضات ضغط الدم، وحبوب منع الحمل، ومضادَّات الهيستامين، وغيرها من الأدوية المضادة للفعل الكوليني

تتراجع الأعراض في أثناء الطقس البارد، أو الماطر، أو الضبابي، وفي الأماكن الرطبة أيضًا، كما هي الحال في الحمام.

يسبب رمش العين نشر المزيد من الدموع على سطح العين ، ممَّا يُقلِّل أو يمنع الجفاف والأعراض.غالبًا ما يقوم الشخص بالرمش المتكرر لتخفيف الجفاف.

من النادر أن يؤدي جفاف العين إلى العمى، حتى وإن كان في أشد حالاته.ولكن، يمكن أن يشعر الأشخاص في بعض الأحيان بتشوش كبير في الرؤية أو تهيج شديد في العين، وقد تتكرر تلك الأعراض أو تستمر لفترات مطولة.قد تزداد ثخانة القرنية عند بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات جفاف عين شديدة، وقد تتطور قرحات أو ندبات على سطح القرنية.ويمكن في بعض الأحيان أن تنشأ أوعية دموية عبر القرنية.يمكن لتندب القرنية وتشكل الأوعية الدموية عليها أن يؤدي إلى اعتلال الرؤية.

تشخيص التهاب القرنية والملتحمة الجاف

  • اختبار شيرمر Schirmer test واختبار تبخر الدموع tear breakup test

يمكن للطبيب تشخيص جفاف العين عن طريق أعراض الحالة ومظهر العينين وإجراء بعض الاختبارات.يُجرى كلا الاختبارين قبل تقطير قطرات من أي نوع.

يعمد الطبيب إلى فحص العين بواسطة المصباح الشِّقّي (أداة تمكن الأطباء من فحص العين تحت التكبير العالي) لتحديد ما إذا كانت العين قد تضررت.وفي أثناء الفحص، قد يُطبق الطبيب قطرة عينية تحتوي على صبغة صفراء مخضرة تُدعى الفلوريسئين.يصبغ الفلوريسئين المناطق المتضررة من القرنية بشكل مؤقت، مما يُتيح رؤية تلك المناطق المتضررة التي تكون في الحالة العادية غير مرئية.

يُستخدم اختبار شيرمر Schirmer لقياس كمية الدمع التي يجري إفرازها في غضون الخمس دقائق التالية، ويكون ذلك من خلال وضع شريط من ورق الترشيح على حافة الجفن.

وقد يقيس الطبيب أيضًا مقدار الوقت الذي تستغرقه العين لكي تجف عندما يستمر الشخص بالتحديق (tear breakup time).

علاج التهاب القرنية والملتحمة الجاف

  • الدموع الاصطناعية

  • قطرات العين الحاوية على السايكلوسبورين

  • سدادة القناة الدمعية

يُساعد تطبيق الدموع الاصطناعية كل بضع ساعات على السيطرة على المشكلة بشكل عام.الدموع الاصطناعية هي قطرات عينية جرى تحضيرها من مواد تحاكي الدموع الحقيقية وتساعد على ترطيب العينين.يمكن تطبيق مراهم الترطيب العينية قبل النوم للحصول على تأثير أطول من الدموع الاصطناعية والوقاية من جفاف العينين الصباحي.لا تستخدم هذه المراهم في النهار عادةً لأنها قد تؤدي إلى تشوش الرؤية.قد يوصي بعض الأطباء باستخدام مكملات الحمض الدهني أوميغا-3 لتعزيز الطبقة الدهنية المغطية للعين، ولكن معظم الأدلة تشير إلى أن ذلك لا يفيد.

يمكن للقطرات العينية التي تحتوي على السايكلوسبورين أن تقلل من الالتهاب المرتبط بجفاف العينين.ولكن هذه القطرات تسبب إحساسًا بالوخز وقد تستغرق أشهرًا قبل أن يظهر مفعولها.يمكن أن يتراجع الالتهاب بشكل واضح على الرغم من أن القطرات تعطي نتائج إيجابية لدى نسبة محدودة من الأشخاص فقط.كما إن تجنب البيئات الجافة والحاوية على الدخان، بالإضافة إلى استخدام أجهزة الترطيب قد يساعد أيضًا.

قد يلجأ طبيب العيون (الطبيب البشري الذي تخصص في تقييم وعلاج الاضطرابات العينية بشكل جراحي أو غير جراحي) إلى إجراء علاجي بسيط في العيادة من شأنه أن يساعد أشخاص جفاف العينين.خلال هذا الإجراء، يقوم طبيب العيون بإدخال سدادة في النفاط الدمعية puncta (الفتحات الصغيرة التي توجد في زاوية الحاجبين بالقرب من الأنف) لمنع تصريف الدموع من العين باتجاه الأنف عبر القناة الدمعية.بهذه الطريقة تبقى الدموع في العين لفترة أطول وتساعد على ترطيبها.وقد يلجأ الأطباء إلى خياطة الجفنين معًا في الحالات الشديدة من جفاف العينين، وذلك للحد من تبخر الدموع.

وفي حال عدم كفاية الطرق الأخرى لتخفيف أعراض جفاف العينين، فيمكن تجربة جهاز يحسِّن أعراض جفاف العينين عن طريق تحفيز إنتاج الدموع كهربائيًا من خلال مسبار ذو رأس ناعمة يُوضع في الأنف عدة مرات في اليوم.كما يمكن استخدام رذاذ أنفي خاص مرتين في اليوم لتحفيز إنتاج الدموع.

إذا كان الشخص يشكو من التهاب الجفن، فتُعالج الحالة بتدابير مثل الكمادات الدافئة، وأجهزة التدليك والتسخين، وفرك الجفن، والمضادات الحيوية التي تُعطى عن طريق الفم في بعض الأحيان.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID