النوع الفرعي التفارقي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة

حسبDavid Spiegel, MD, Stanford University School of Medicine
تمت مراجعته شوّال 1444

يعاني الشخص المصاب بالنوع الفرعي التفارقي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة من جميع أعراض اضطراب الكرب ما بعد الصدمة بالإضافة إلى تبدُّد الشخصية (الانفصال عن الذات) وتبدد المحيط (الانفصال عن البيئة).

  • يُعد تبدد الشخصية وتبدد المحيط اثنين من الأَعرَاض التفارقيَّة الأكثر وضوحًا المرتبطة بهذا النوع الفرعي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة.

  • يشخص الأطباء هذا الاضطراب عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة الذين يعانون من أعراض مستمرة أو متكررة إما لتبدد الشخصية أو لتبدد المُحيط.

  • ينطوي العلاج النفسي على التعرض التدريجي للعامل المسبب أو المحرض للشدة واستراتيجيات أخرى.

(انظر أيضًا لمحَة عن الاضطرابات التَّفارقيَّة واضطراب الكرب ما بعد الصدمة [PTSD].)

يُشير مصطلح التفارق إلى العملية الذهنية إلى العملية الذهنية التي تفشل فيها قدرة الدماغ على التكامل التلقائي والكامل بين جميع جوانب الهوية، والذاكرة، والوعي تحت ضغط الصدمة.نتيجة لذلك، قد يشعر الشخص الذي يعاني من التفارق بالانفصال عن الذات، وقد تبدو البيئة المحيطة غير حقيقية.يُعاني بعضُ المصابين باضطراب الكرب ما بعد الصدمة من أعراضٍ تَفارُقِيَّة (مثل فقدان الذاكرة، و/أو الاسترجاع الومضي للذكريات (فلاش باك)، و/أو الخدر، و/أو تبدُّد الشخصية/تبدُّد المُحيط)، والتي تحدث عادة بعد التعرض للصدمة.

يرتبط التفارق بتاريخ من الإساءة أو الإهمال من قبل الأبوين، والصدمات النفسية، واضطراب الكرب ما بعد الصدمة.تزيد الصدمة المعقدة، والتي تبدأ عادة في وقت مبكر من الحياة وتنطوي على علاقة وثيقة (مثل العلاقة مع مقدم الرعاية)، من احتمال ظهور أعراض تفارقية مع اضطراب الكرب ما بعد الصدمة.تنطوي العَوامِل الأخرى التي ترتبط في وقت لاحق من الحياة مع الأعراض التفارقيَّة على العنف الجسدي، والشعور بالعار والذنب.

هل تعلم...

  • في الصدمة المعقدة يتعرض الطفل إلى العديد من الأحداث المؤلمة، والتي غالبًا ما تكون بشكل إساءة معاملة الطفل أو إهماله.وهي تختلف عن اضطراب الكرب ما بعد الصدمة، الذي يمكن أن ينجم عن حدث صادم استثنائي.

  • ونظرًا إلى أن أحد مقدمي الرعاية الموثوقين غالبًا ما يكون ضالعًا في الصدمات المعقدة، فقد يضطرب نمو الطفل المعرفي، وشعوره بذاته، وقدرته على تكوين ارتباطات آمنة، وهو غالبًا ما يكون له عواقبه في مرحلة البلوغ.

يُعاني ما يقرب من 15٪ من المصابين باضطراب الكرب ما بعد الصدمة من تبدد الشخصية وتبدد المحيط.ونتيجة لذلك، فإن هؤلاء الأشخاص

  • يُعانون من أعراض أكثر تكرارًا لاضطراب الكرب ما بعد الصدمة

  • يبدأ لديهم اضطراب الكرب ما بعد الصدمة في مرحلة الطفولة

  • يتعرضون بشكل أعلى للصدمات والمزيد من الشدائد في مرحلة الطفولة (مثل، المرض النفسي للوالدين، والطلاق، والفقر)

  • يواجهون ضعفًا شديدًا في القيام بأدوارهم (على سبيل المثال، يواجهون صعوبات في القيام بمسؤوليات العمل وإتمام المهام المنزلية)

  • لديهم عدد أكبر من الأفكار الانتحارية، والمزيد من التلميح به، والتخطيط له، ومحاولات تنفيذه

تؤدي الإصابة الجسدية المفاجئة (الناجمة عن مرض خطير أو حادث، أو العنف الجسدي، أو الحرب، أو الكوارث الطبيعية)، أو حتى التهديد بمثل هذه الإصابة، إلى اضطراب العاطفة والتطور الطبيعي.وهذا بدوره يُؤثِّرُ في تجربة الشخص، ويغيِّر من توقعاته للمستقبل، ويؤثر في القدرة على التكيُّف.

يُظهر تصوير الدماغ للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة وجود تغيُّرات في البنى الدماغية التي تساعد على ضبط التفكير وتنظيم الانفعالات.في النوع الفرعي التفارقي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة، يجري كبح العواطف إلى درجة حدوث تبدُّد الشخصية (الانفصال عن الذات) وتبدد المحيط (الانفصال عن البيئة المحيطة).

أعراض النوع الفرعي التفارقي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة

تنطوي أعراض اضطراب الكرب ما بعد الصدمة على الأعراض الإقحامية (على سبيل المثال، الذكريات أو الأحلام اللاإرادية أو استرجاع الذكريات الومضية).يعاني العديد من الأشخاص الذين يحاولون تجنُّب تذكُّر الأحداث أو التعرض للأشياء التي تذكرهم بها من فقدان الذاكرة التفارُقي.وقد تظهر لديهم أنماط تفكير سلبية، ويشعرون بالانفصال أو الابتعاد عن الآخرين، ويلومون أنفسهم على أشياء لم يفعلوها، أو يصبحون غير قادرين على عيش المشاعر الإيجابية.كما يحدث أيضًا فرطٌ في اليقظة (حالة التقييم المستمر للتهديدات في البيئة)، وتهيج، وصعوبة تركيز، واضطراب في النوم.

الأعراض التفارقية التي سُمّي هذا النوع الفرعي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة اختلال الهوية والذاكرة والوعي:

  • تبدُّد الشخصية: الشعور بالانفصال عن العمليات الذهنية أو الجسم، بحيث يشعر المرء وكأنه مراقب خارجي لتجربته الذاتية

  • تبدد المحيط: الشعور المستمر أو المتكرر بأن الأشياء المحيطة بالشخص غير واقعيَّة، كما لو أنَّ العالم كان غير واقعيّ أو يشبه الحلم

تشخيص النوع الفرعي التفارقي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة

  • تقييم الطبيب، بناءً على معايير تشخيصية محددة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الإصدار الخامس، مراجعة النص (DSM-5-TR)

ولتلبية المعايير التشخيصية للإصابة باضطراب الكرب ما بعد الصدمة "مع أعراض تَفارُقِيَّة"، يجب أن يعاني الشخص المصاب باضطراب الكرب ما بعد الصدمة من أعراض مستمرة أو متكررة إما لتبدُّد الشخصية أو تبدُّد المحيط كاستجابةً للضغوط النفسية.

علاج النوع الفرعي التفارقي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة

  • مقاربة علاج نفسي معدلة وأكثر تدرجًا من تلك المستخدمة في علاج اضطراب الكرب ما بعد الصدمة

عادةً ما ينطوي العلاج النفسي لاضطراب الكرب ما بعد الصدمة على العلاج بالتعرض لفترة طويلة والعلاج المعرفي لتخفيف فرط الإثارة الناجم عن اضطراب الكرب ما بعد الصدمة.ونظرًا إلى أنَّ العلاج بالتعرُّض قد يُفاقم من أعراض التَّفارُق، يَجرِي تعديلُ العلاج النفسي للنوع الفرعي التفارُقي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة بحيث يشمل التعرض التدريجي للعامل المسبب للشدة (أو المُحرِّض على حدوثها) بالإضافة إلى

  • التعرُّف إلى الأَعرَاض التفارقيَّة (وخاصة تبدُّد الشخصية وتبدد المحيط)

  • تثبيت الأَعرَاض التفارقيَّة، وتوضيحها/ ومناقشتها

  • تحري عوامل الشدَّة التي قد تؤدي إلى حدوث نوبات تَفارُقِيَّة

  • السيطرة على أية مخاطر لإعادة اضطهاد الشخص من جديد

كما قد يكون التنويم المغناطيسي مفيدًا أيضًا في مساعدة الأشخاص على احتواء الذكريات الصادمة وإعادة التعامل معها.يمكن لهذه التقنية أن تساعدهم على

  • إعادة هيكلة تجارب تبدد الشخصية وتبدد المحيط

  • تعلم كيفية السيطرة على الحاجة للتفارق

مآل النوع الفرعي التفارقي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة

يبتعد الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع الفرعي من اضطراب الكرب ما بعد الصدمة عن مواجهة آثار الصدمة، وخاصةً إذا كانوا يعانون من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة و/أو يعانون من أعراض تفارقية.غالبًا ما يواجه هؤلاء الأشخاص صعوبة في الثقة بمعالجهم ويكون المآل أضعف لديهم.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أنّ دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. Lanius RA, Brand B, Vermetten E, et al: The dissociative subtype of posttraumatic stress disorder: Rationale, clinical and neurobiological evidence, and implications.Depress Anxiety2(8): 701-708.doi: 10.1002/da.21889

  2. Spiegel D, Lewis-Fernandez R, Lanius R,et al: Dissociative disorders in DSM-5.Ann Rev Clin Psychol 9:299-326, 2013.doi: 10.1146/annurev-clinpsy-050212-185531

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID