النهام العصبي

حسبEvelyn Attia, MD, Columbia University Medical Center;
B. Timothy Walsh, MD, College of Physicians and Surgeons, Columbia University
تمت مراجعته ذو الحجة 1443 | المعدل جمادى الأولى 1444

الشره المرضي العصبي (النُّهام العُصابي) هو اضطراب أكل يتَّصف باستهلاك سريع ومتكرر لكميات كبيرة من الطعام (نوبات نهم وشراهة للطعام)، تليها محاولات للتعويض عن الطعام الزائد المستهلك (على سبيل المثال، عن طريق الإفراغ (التقيؤ أو تليين البطن بتناول المُسهلات)، أو عن طريق الصيام، أو ممارسة الرياضة).

  • يتناول المصابون بهذا النوع من الاضطراب كمياتٍ كبيرةً من الطعام ،ثم يتقيأون، أو يستخدمون المسهلات والأنظمة الغذائية، أو يلجأون إلى الصيام، أو ممارسة الرياضة بإفراط لتعويض.

  • يشتبه الأطباء بإصابة الشخص بهذا الاضطراب عندَ ملاحظة قلقه بشكل مبالغ حولَ وزنه وعدم ثباته.

  • ويمكن استخدامُ العلاج المعرفي السُّلُوكي أو مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة (أحد أنواع مضادَّات الاكتئاب) على حدٍّ سواء لعلاج هذا الاضطراب.

وكما هي الحال في اضطراب نَقص الشَّهية العصبي، فإنَّ اضطراب النهام العصبي يتأثر بعوامل وراثية واجتماعيَّة.وكما هي الحالُ في مرض نَقص الشَّهية العصبي أيضًا، فإن معظمَ الأشخاص المصابين بالشره المرضي العصبي يكونون من النساء الشابات، واللواتي يتملكهن شعورٌ عميق بالقلق إزاء شكل الجسم والوزن.

كما أنَّ اضطرابَ الشره المرضي العصبي يصيب بشكل رئيسي فئة المراهقين والشباب.وقد وجد في إحدى السنوات أن حَوالى 1 من بين 100 شابة كانت مصابة باضطراب الشره المرضي العصبي.ويُعدّ هذا الاضطراب أقلَّ شُيُوعًا بكثير بين الذكور،

أعراض النهام العصبي

يواجه الأشخاصُ، الذين يعانون من اضطراب الشره المرضي العصبي، نوباتٍ متكرِّرة من الشراهة والنهم للطعام؛حيث يقومون بتناول كمِّيات من الطعام تعدّ أكبر بكثير مما يتناوله أي شخص اخر في وقت وظروف مماثلة.تُعد الظروف المحيطة والثقافة عاملًا مهمًا لأن كميات الطعام المتناولة في أثناء الوجبات الاعتيادية قد تختلف بشكل ملحوظ عن كميات الطعام المتناولة في أثناء العطلات والإجازات.

وغالبًا ما يعدّ الضغط النفسي من العوامل المثيرة لنوبات الشراهة، والتي عادة ما يلجأ إليها الشخصُ في الخفاء للتخفيف من آثار الضغط النفسي.وتشتمل نوباتُ الشراهة، والتي يرافقها الشعور بفقدان السيطرة عادة، على تناول كمِّيات من الطعام رغم عدم الشعور بالجوع، وحتى الوصول لمرحلة الانزعاج الجسدي (التخمة).

ويميل الأشخاصُ المصابون بهذا الاضطراب إلى استهلاك الأطعمة الغنية بالسكر وبالدهون، مثل الآيس كريم (المثلَّجات) والكعك.كما أنَّ كميات الطعام المستهلكة تختلف من شخصٍ لأخر، وقد تصل في بعض الحالات إلى الآلاف من السُّعرات الحرارية.وقد تتكرَّر نوبات الشراهة في كثير من الأحيان إلى عدَّة مرات في اليوم الواحد.

هل تعلم؟

  • يميل الأشخاصُ، الذين يعانون من اضطراب الشره المرضي العصبي، إلى الشعور بالندم أو بالذنب تجاه سلوكهم.

  • وقد تظهر على عُقَد مفاصل الأصابع (البراجم knuckles) الذين يُعانون من اضطراب الشره المرضي العصبي ندبات بسبب استخدامها لإحداث القيء المتعمَّد بأنفسهم.

في محاولة لمواجهة آثار فائض الطعام ، يستخدم الناس وسائل مختلفة للتعويض:

  • الإفراغ - على سبيل المثال، عن طريق جعل أنفسهم يتقيؤون (التقيؤ الذاتي) أو بتناول المُليِّنات أو مدرات البول (الأدوية التي تُسبب طرح الكلى للكثير من الماء)

  • اتباع نظام غذائي صارم أو الصيام

  • الإفراط في ممارسة التمارين

  • أو يستخدم عدَّة وسائل مما سبق

يتناول بعض المصابين بهذا الاضطراب مدرّات البول أيضًا بغرض تخفيف انتفاخ أجسادهم المتخيَّل.

وخلافًا لما يحدث مع المصابين باضطراب نَقص الشَّهية العصبي، فإن وزن جسم المصاب باضطراب الشره المرضي العصبي يميل إلى التذبذب حولَ الوزن الطبيعي.تُؤثِّرُ زيادةُ الوزن أو السمنة في عددٍ قليلٍ جدًّا من المصابين بالقهام العصبي.

على العكس من اضطراب النهم للطعام، حيث يحاول المصابين بالنُّهام العصابيّ تعويض الإفراط في تناول الطعام عن طريق الإفراغ أو وسائل أخرى.

وقد يؤدي التقيُّؤ الذاتي المتعمَّد إلى إحداث تآكل لميناء الأسنان، وتضخم في الغدد اللعابية في الخدين (الغدَّتان النكفيتان) والتهاب المريء.كما يمكن للتقيؤ أن يخفض مستويات البوتاسيوم في الدم، والذي قد يؤدي بدوره إلى عدم انتظام ضربات القلب.وقد ينجم الموتُ المفاجئ عن عدم انتظام ضربات القلب في المصابين بهذا الاضطراب، والذين يتناولون شراب عرق الذهب (Ipecac) مرارًا وبكميات كبيرة لمساعدتهم على التقيؤ.وفي حالات نادرة، في أثناء نوبة الشراهة للطعام، قد يحدث تمزّق في المعدة أو المريء، مما قد يؤدِّي إلى مُضَاعَفاتٍ تهدِّد الحياة.

ينشغل الأشخاصُ الذين يعانون من الشره المرضي العصبي بالحكم على أنفسهم بناءً على وزنهم وشكل الجسم.بحيث يستند تقديرُه لذاته عليها إلى حدٍّ كبير.

وعندَ المقارنة بالأشخاص المصابين باضطراب نَقص الشَّهية العصبي، نجد أنَّ المصابين بالنهام العصبيّ يميلون إلى أن يكونوا أكثرَ وعيًا لسلوكهم، مما يؤدِّي إلى شعورهم الدائم بالندم أو بالذنب حيال ذلك.وهم أكثرُ عرضة للاعتراف بمخاوفهم للطبيب أو لغيره من المقرَّبين أيضًا.وبشكلٍ عام، نجد أنَّ المصابين بهذا الاضطراب يكونون أكثرَ جرأة ومشاركة في الأنشطة الاجتماعية عادة،وأكثر عرضة للسلوك المتهوِّر، كتعاطي المخدِّرات أو الكحول، والاكتئاب أيضًا.ودائمًا ما يكونون قلقين بشأن أوزانهم والمشاركة في النشاطات الاجتماعية.

تشخيص النهام العصبي

  • تقييم الطبيب

ويقوم الأطباءُ بتشخيص النهام العُصابي عندما يلجأ الأشخاص (لاسيَّما النساء الشابات) إلى القيام بما يلي:

  • يأكلون بشراهة مرة واحدة على الأقل في الأسبُوع ولثلاثة أشهُر

  • الشعور بفقدان السيطرة على النفس خلال نوبات الشراهة وبعدَها.

  • يُعوَّضون عن فرط الأكل عن طريق الإفراغ (على سبيل المثال، من خلال جعل أنفسهم يتقيَّؤون أو استخدام المُليِّنات)، أو عن طريق الصيام، أو عن طريق ممارسة الرياضة بشكلٍ مفرط

  • التعبير عن القلق الملحوظ حول زيادة الوزن، واستناد صورتهم الذاتية إلى حدٍّ كبيرٍ إلى الوزن وشكل الجسم

كما يقوم الأطباءُ أيضًا بالتحقق من وجود أيّ أدلَّة أخرى على الإصابة بهذا الاضطراب مثل:

  • تقلبات واسعة في الوزن، خُصوصًا إذا كانت هناك أدلة تشير إلى استخدام المُليِّنات المفرط (مثل الإسهال والمغص البطني)

  • تورّم الغدد اللعابية في الخدَّين

  • تقرّحات على مفاصل الأصابع نتيجة استخدامها في إحداث التقيُّؤ المتعمَّد

  • تآكل ميناء الأسنان بسبب حمض المعدة

  • انخفاض مستوى البوتاسيوم عندَ اختبار الدم

علاج النهام العصبي

  • المُعالجةُ النفسيَّة

  • أنواع معيَّنة من مضادَّات الاكتئاب

قد يشتمل علاجُ الشره أو النُّهام العصابي على العلاج المعرفي السُّلُوكي، والعلاج النفسي بين الأشخاص، بالإضافة إلى العلاج الدوائي.

يُستخدَم العلاج السُّلُوكي المعرفي عادة في تدبير حالات اضطراب الشره المرضي العصبي.وهو يهدف إلى:

  • تحفيز الأشخاص على التغيير

  • لإنشاء نمط غذائي منتظم ومَرِن والحفاظ عليه

  • التقليل من انشغال الشخص بوزنه وشكل جسده

يجتمع المرضى المصابون بهذا الاضطراب مع المعالج بشكل فردي أو ضمن مجموعة، من مرة واحدة إلى مرتين في الأسبوع، على مدى فترة تتراوح بين 4 إلى 5 أشهر، أي ما مجموعه نَحو 16 إلى 20 جلسة.ولقد وُجد أن العلاج المعرفي السلوكي كان ناجحًا في القضاء على نوبات الشراهة والإفراغ في حوالى 30 إلى 50٪ من الأشخاص الذين يعانون من النهام.كما تتحسَّن حالات الكثيرين أيضًا بعد الخضوع لهذا النوع من العلاج، ولكن ينسحب آخرون من العلاج أو لا يستجيبون.بالنسبة إلى الذين تتحسن حالاتهم، فهم يستمرون في هذا عادةً.

العلاج النفسي بين الأشخاص هو العلاج البديل عندَ عدم توفر العلاج المعرفي السُّلُوكي.ويساعد هذا النوعُ من العلاج المصابَ بالاضطراب على التعرُّف إلى المشاكل الشخصية التي يمكن أن تسهم في حدوث اضطراب الأكل لديه.ولكن، لا ينطوي هذا العلاجُ على توجيه الشخص إلى كيفية التغيير، ولا يعمل على تفسير سلوكه، كما أنَّه لا يتعامل مباشرة مع اضطرابات الطعام.

يمكن أن تعملَ مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وهي نوع من مضادَّات الاكتئاب، على التقليل من تكرار نوبات الشراهة لتناول الطعام والتقيؤ، ولكن لا تزال فعالية هذه الأدوية على المدى الطويل غيرَ واضحة.كما أنَّ هذه الأدوية فعالة أيضًا في مُعالَجَة القلق والاكتئاب الشائعين بين المصابين بالنهام العصبي.

للمزيد من المعلومات

في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. National Eating Disorders Association (NEDA): منظمة كبيرة غير ربحية توفر إمكانية الوصول إلى أدوات التحرِّي على الإنترنت، وخط هاتفي للمساعدة، ومنتديات، وعدد من مجموعات الدعم (بعضها افتراضي)

  2. الرابطة الوطنية للقهام العصبي والاضطرابات المرافقة (ANAD): تتيح الوصول إلى المناهج الدراسية والتدريبة للمهنيين الطبيين واختصاصيي الرعاية الصحية، بالإضافة إلى مجموعات الدعم المتبادل من الأقران، والمساعدة الذاتية، وغيرها من الخدمات

  3. National Institutes of Mental Health (NIMH), Eating Disorders: مساحة لتبادل المعلومات حول اضطرابات الأكل، بما في ذلك الإحصائيات حول الانتشار، والمطويات وصحائف الحقائق (تتوفر أيضًا باللغة الأسبانية)، والتثقيف وحملات التوعية، ومعلومات حول التجارب السريرية ذات الصلة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID