تأثيراتُ الشيخوخة في الجهازِ العصبي

حسبKenneth Maiese, MD, Rutgers University
تمت مراجعته رجب 1442

    (انظر أيضًا شيخوخة الدماغ والجهاز العصبي).

    تختلف وظيفةُ الدماغ عادة مع انتقال الناس من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ فالشيخوخة؛فخلال مرحلة الطفولة، تزداد القدرةُ على التفكير والتعليل باطراد، ممَّا يمكِّن الطفلَ من تعلُّم المَهارات التي تزداد تعقيدًا.

    وخلال معظم مرحلة ما بعدَ البلوغ، تصبح وظيفةُ الدماغ مستقرة نسبيًا.

    وبعد سنٍّ معيَّنة، والتي تختلف من شخصٍ لآخر، تنخفض وظيفةُ الدماغ.تتراجع أحجام بعض مناطق الدماغ بنسبة تصل إلى 1٪ سنويًا عند بعض الأشخاص، دون أن يترافق ذلك بأي فقدان للوظيفة.وهكذا، فإن التغيرات المرتبطة بالعمر في بنية الدماغ لا تؤدي دائمًا إلى فقدان وظيفة الدماغ.ولكن، قد ينجم تراجع وظائف الدماغ مع التقدُّم بالعمر عن العديد من العَوامِل التي تتضمن التغيرات في المواد الكيميائية في الدماغ (النواقل العصبية)، والتغيرات في الخلايا العصبية نفسها، والمواد السامة التي تتراكم في الدماغ مع مرور الوقت، والتغيرات الموروثة.قد تتأثر جوانب مختلفة من وظيفة الدماغ في أوقاتٍ مختلفة:

    • فالذاكرةُ على المَدى القَصير والقدرة على تعلُّم موادّ جَديدة تميلان إلى أن تتأثَّرا في وقتٍ مبكِّر نسبيًا.

    • وقد تبدأ القدراتُ اللفظية، بما في ذلك استخدامُ المفردات والكلمات، في الانخفاض أو التراجع لاحقًا.

    • لكنَّ الأداءَ الفكري - القدرة على معالجة المعلومات (بغضِّ النظر عن السرعة) - يُحافَظ عليه عادة عند غياب الاضطراباتٍ العصبية أو الوعائية الكامنة.

    وقد يكون زمنُ ردِّ الفعل وأداء المهام أبطأ، لأنَّ الدماغ يعالج النبضات العصبية ببطءٍ أكبر.

    ولكن، قد يكون من الصعب الفصل بين تأثيرات الشيخوخة في وظيفة الدماغ وبين تأثيرات الاضطرابات المختلفة التي تعدُّ شائعةً بين كبار السنّ.وتشتمل هذه الاضطراباتُ على الاكتئاب والسَّكتة الدماغية وقصور الغدَّة الدرقية واضطرابات الدماغ التنكُّسية، مثل داء ألزهايمر.

    ومع تقدُّم العمر، قد يتراجع عددُ الخلايا العصبية في الدماغ، على الرغم من أنَّ العددَ المفقود منها يختلف اختلافًا كبيرًا من شخصٍ لآخر، اعتمادًا على صحة الشخص.بالإضافة إلى ذلك، تكون بعض أنواع الذاكرة أكثر عرضة للفقدان، مثل الذاكرة التي تحتفظ بالمعلومات بشكل مؤقت.ولكنَّ الدماغَ لديه بعض الخصائص التي تساعد على التعويض عن هذه الخَسَارات.

    • الوَفرة: في الدماغ خَلايا أكثر ممَّا يحتاجه، وذلك للعمل بشكلٍ طبيعي.وقد تساعد هذه الوَفرةُ على تعويض فقدان الخلايا العصبية الذي يحدث مع الشيخوخة والمرض.

    • تشكيل اتصالاتٍ جديدة: يعوِّض الدماغُ بنشاط عن الانخفاض المرتبط بالعمر في الخَلايا العصبية، عن طريق خلق اتِّصالات جديدة بين الخلايا العصبية المتبقِّية.

    • إنتاج خلايا عصبية جديدة: قد تنتج بعضُ مناطق الدماغ خَلايا عصبية جديدة، وخاصَّة بعدَ إصابات الدماغ أو السكتة الدماغية.وتشتمل هذه المناطقُ على الحُصَين (الذي يشارك في تشكيل واسترجاع الذكريَّات)، والعقد القاعدية (التي تنسِّق الحركات وتعمل على سَلاستها).

    وهكذا، يمكن للأشخاص الذين لديهم إصاباتٌ في الدماغ أو سكتة دماغية تعلُّم مهارات جديدة في بعض الأحيان، كما يحدث في أثناء العلاج المهني.

    يمكن للناس أن يؤثِّروا في مدى سرعة تراجع الوظيفة الدماغيَّة؛فعلى سَبيل المثال، يبدو أنَّ التمارين الرياضية تؤدي إلى إبطاء فقدان الخلايا العصبية في مناطق الدماغ المساهمة في الذاكرة.كما تساعد هذه التمارينُ أيضًا على الحفاظ على وظيفة الخلايا العصبية المتبقِّية.ومن ناحيةٍ أخرى، فإنَّ تناولَ اثنين أو أكثر من المشروبات الكحولية يوميًا يمكن أن يسرِّعَ من الانخفاض في وظيفة الدماغ.

    ومع تقدُّم العمر، قد ينخفض تدفق الدَّم إلى الدماغ بنسبة 20٪.ويكون الانخفاضُ في تدفق الدَّم أكبرَ في الأشخاص الذين لديهم تصلُّب في الشرايين المتَّجهة إلى الدماغ (الداء الدماغي الوعائي cerebrovascular disease).وهذا المرضُ هو أكثر احتمالاً لأن يحدث في الأشخاص الذين دخَّنوا لفترة طويلة، أو الذين لديهم ارتفاعُ ضغط الدَّم أو ارتفاع الكوليسترول في الدم، أو ارتفاع نسبة السكَّر في الدَّم (داء السكَّري) الذي لم يُسَيطر عليه بتغيير نمط الحياة أو بالأدوية.قد يفقد هؤلاء الأشخاص خَلايا الدِّمَاغ قبلَ الأوان، ممَّا يمكن أن يضعفَ الوظيفة الذهنية.ونتيجةً لذلك، يزداد خطرُ الضرر في الأوعية الدموية الذي يُفضي إلى الخرف الوعائي في سنٍّ مبكِّرة نسبيًا.

    هل تعلم...

    • قد تبطئ ممارسةُ الرياضة البدنية الانخفاضَ المرتبط بالعمر في وظيفة الدماغ.

    • يمكن أن يسرِّع ارتفاع ضغط الدَّم غير المنضبط، والسكّري، أو ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدَّم، الانخفاضَ المرتبط بالعمر في الوظيفة الدماغيَّة.

    مع تقدُّم الناس في السن، تصبح الأقراصُ بين عظام الظهر (الفقرات) قاسية وهشَّة، وقد تُفرطُ أجزاء من الفقرات في النموِّ.ونتيجةً لذلك، فإنَّ الأقراصَ تفقد بعضًا من قدرتها على التوسيد (تأمين المرونة)، لذلك يَزداد الضغطُ على الحبل الشوكي وعلى فروع الأعصاب التي تخرج منه (جذور الأعصاب النخاعيَّة).وقد يؤدِّي الضغطُ المتزايد إلى إصابة الألياف العصبية عندَ الموضع الذي تغادر فيه الحبل الشوكي.وهذه الإصابات يمكن أن تؤدِّي إلى انخفاض الإحساس، وانخفاض القوَّة والتوازن أحيَانًا.

    الدماغ: الأعصاب والشرايين

    مع تقدُّم الناس في العمر، يمكن أن يصبحَ مرورُ النبضات عبرَ الأعصاب المحيطية أكثرَ بطئًا ويعتري الخلل تحرير النواقل العصبية، ممَّا يؤدِّي إلى انخفاض الإحساس، وبطء ردود الفعل (المنعكَسات)، مع بعض الخَرَق في كثيرٍ من الحالات.ويمكن أن يتباطأ التوصيلُ العصبي، لأنَّ أغمادَ الميالين حول الأعصاب تتنكَّس.وغمدُ الميالين هو طبقاتٌ من النسج التي تعزل الأعصابَ، وتسرِّع توصيلَ النبضات (انظر الشكل البنية النموذجية للخليَّة العصبيَّة).

    كما يحدث التنكُّسُ أيضًا لأنَّ الأشخاصَ، عندما يتقدَّمون في السنّ، ينخفض تدفُّقُ الدَّم لديهم، وتنمو العظام المجاورة بشكلٍ زائد وتؤدِّي إلى الضغط على الأعصاب، أو بسبب كليهما.ويمكن أن تصبحَ التغيُّراتُ المرتبطة بالعمر في الوظيفة أكثرَ وضوحًا عندما تُصَاب الأعصابُ بضرر نتيجة أشياء أخرى (على سبيل المثال، بسبب مرض السكَّري).

    وتقلُّ استجابةُ الجهاز العصبي المحيطي للإصابة؛فعندما يتعرَّض أحدُ المحاوير العصبيَّة المحيطية للضرر في الشَّباب، فإنَّ العصب يكون قادرًا على إصلاح نفسه ما دام جسمُ خليَّته، الموجود في الحبل الشوكي أو بالقرب منه، سليمًا.ولكن، تحدث عمليةُ الإصلاح الذاتي هذه بطء أكبر وبشكل غير كامل عندَ كبار السنِّ، ممَّا يجعلهم أكثرَ تعرُّضًا للإصابة والأمراض.

    quizzes_lightbulb_red
    Test your KnowledgeTake a Quiz!
    iOS ANDROID
    iOS ANDROID
    iOS ANDROID