لمحَة عن السكتة الدماغية

حسبJi Y. Chong, MD, Weill Cornell Medical College
تمت مراجعته ذو القعدة 1444

تحدث السكتة الدماغية عندما ينسد أو يتمزق أحد الشرايين في الدماغ، مما يؤدي إلى تموت مساحة من أنسجة الدِّمَاغ بسبب فقدان ترويتها الدموية (احتشاء الدماغ).أَعراض تحدث فجأة.

  • تكون معظم السكتات الدماغية من نوع السكتات الإقفارية ischemic strokes (تنجم عن نقص تروية بسبب انسداد شرياني)، ولكن بعضها يكون من نوع السكتات النزفية hemorrhagic strokes (بسبب تمزق شرياني).

  • تشبه النوبات الإقفارية العابرة السكتات الدماغية الإقفارية غير أنها لا تُسبب ضررًا دائمًا في الدماغ، وغالبًا ما تتعافى أعراضها في غضون ساعة واحدة.

  • تحدث الأَعرَاض بشكل مفاجئ، وقد تشمل ضعف العضلات، والشلل، والإحساس غير الطبيعي أو فقدان الإحساس على جانب واحد من الجسم، وصعوبة الكلام، والتَّخليط الذهنِي، ومشاكل الرؤية، والدوخة، وفقدان التوازن والتنسيق، وفي بعض السكتات النزفية، الصُّدَاع الشديد المفاجئ.

  • يُوضع التَّشخيص بناءً على تحري الأَعرَاض بشكل رئيسي، وقد تُجرى أيضًا اختبارات تصوير واختبارات دمويَّة.

  • قد يشمل علاج السكتة الإقفارية على استخدام أدوية تجعل الدَّم أقل قابلية للتخثر، أو أدوية لتفتيت الجلطات وفي بعض الأحيان إجراءات متنوعة لعلاج الشرايين المسدودة أو المتضيقة (مثل رأب الوعاء) أو الجراحة لاستئصال الجلطة (مثل استئصال الجلطة).

  • قد تنطوي مُعالجة السكتة الدماغية النزفية على استعمال الأدوية واتباع إجراءات للسيطرة على ضغط الدم وتخفيف الضغط حول الدماغ والجراحة لتصحيح مصدر النزف.

  • يعتمد التعافي بعد السكتة الدماغية على عوامل كثيرة، مثل موقع ومقدار الضرر الدماغي، وعمر الشخص، والإصابة باضطرابات أخرى.

  • تساعد السيطرة على كل من ضغط الدم، ومستويات الكولستيرول، ومستويات السكر في الدَّم، بالإضافة إلى عدم التدخين على الوقاية من السكتات.

يطلق على السكتة الدماغية أيضًا اسم الاضطراب الدماغي الوعائي cerebrovascular disorder ، لأنه يُؤثِّر في الدماغ (cerepro-) والأوعية الدموية (vascular) التي تزود الدماغ بالدم.

تزويد الدماغ بالدم

يجري تزويد الدَّم بالدماغ من خلال شفعين (زوجين) من الشرايين الكبيرة:

  • الشرايين السباتية الباطنة internal carotid arteries، التي تحمل الدَّم من القلب على طول الجزء الأمامي من الرقبة

  • الشرايين الفقرية vertebral arteries، التي تحمل الدَّم من القلب على طول الجزء الخلفي من الرقبة

تلتقي الشرايين الفقرية في الجمجمة لتشكل الشريان القاعدي basilar artery (في الجزء الخلفي من الرأس).ينقسم الشريان السباتي الباطن والشريان القاعدي إلى عدة فروع، بما في ذلك الشرايين الدماغية.تلتقي بعض الفروع لتشكل دائرة من الشرايين (دائرة ويلّيس) تربط الشرايين السباتي الباطنية والشرايين الفقرية ببعضها البعض.وتأخذ الشرايين الأخرى المتفرعة عن دائرة ويليس شكل الطرق المتفرعة عن المستديرة المرورية.تحمل هذه الفروع الدَّم إلى جميع أجزاء من الدماغ.

في حال انسداد الشرايين الكبيرة التي تغذي الدماغ، فقد لا يشتكي بعض الأشخاص من أية أعراض، في حين يشتكي بعض الأشخاص من من سكتة دماغية صغيرة.ولكن قد يعاني بعض المرضى الذين لديهم نفس النوع من الانسداد سمن سكتة دماغية إقفارية كبيرة.لماذا؟تفسر الشرايين الرادفة جزءًا من ذلك.تسير الشرايين الرادفة بين الشرايين الأخرى، وتوفر توصيلًا إضافيًا.وتشمل هذه الشرايين دائرة ويلّيس circle of Willis والاتصالات بين الشرايين التي تتفرع عن الدائرة.يُولد بعض الأشخاص بشرايين رادفة كبيرة، يمكن أن تقيهم من السكتات الدماغية.ففي حال انسداد شريان واحد، يستمر تدفق الدَّم من خلال الشرايين الرادفة، مما يؤدي أحيانًا إلى منع حدوث السكتة دماغية.يولد أشخاص آخرون بشرايين رادفة صغيرة.قد تكون الشرايين الرادفة الصغيرة غير قادرة على إيصال ما يكفي من الدَّم إلى المنطقة المصابة، وفي هذه الحالة تحدث السكتة الدماغية.

يمكن للجسم أيضًا وقاية نفسه من السكتات الدماغية عن طريق تكوين شرايين جديدة.عندما يحدث الانسداد تدريجيًا وببطء (كما يحدث في تصلب الشرايين)، فقد تنمو شرايين جديدة في الوقت المناسب للحفاظ على التروية الدموية للمنطقة المصابة من الدماغ، وبالتالي منع حدوث السكتة الدماغية.في حال أن السكتة الدماغية حدثت بالفعل، فيمكن لنمو شرايين جديدة أن يساعد في الوقاية من سكتة دماغية ثانية (ولكن لا يمكنها عكس الضرر الذي حدث جراء السكتة الدماغية الأولى).

تأتي السكتة الدماغية في المرتبة الثانية لأكثر أسباب الوفاة شُيوعًا في مُختلف أنحاء العالم.في الولايات المتحدة الأمريكية ، تأتي السكتات الدماغية في المرتبة الخامسة في قائمة الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا للوفاة، وفي المرتبة الأولى في قائمة الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا لضرر الجهاز العصبي المفضي للإعاقة عند البالغين.أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فيعاني حوالى 795 ألف شخص من السكتة الدماغية، ويموت حَوالى 130 ألف شخص سنويًا جراء السكتات الدماغية.

تكون السكتات الدماغية أكثر شُيُوعًا بين كبار السن بالمقارنة مع البالغين الأصغر سنًا، وذلك بسبب زيادة خطر الاضطرابات التي تؤدي إلى السكتات الدماغية مع التقدم في السن.تشير الإحصائيات إلى أن ما يزيد عن ثلثي السكتات الدماغية تحدث عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.تكون السكتة الدماغية أكثر شيوعًا عند النساء بالمقارنة مع الرجال، كما إن حوالى 60٪ من وفيات السكتة الدماغية تحدث عند النساء، وقد يعود ذلك لأن النساء يُصبن بالسكتة الدماغية في عمر أعلى قليلًا (بشكل وسطي) من الرجال.

يكون الأشخاص من ذوي البشرة السوداء، واللاتينيون، والهنود الأمريكيون، وأهل ألاسكا الأصليين أكثر عرضةً للإصابة بالسكتة الدماغية من الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء من غير الهسبانيين أو من الآسيويين.ويزداد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الأولى عند أصحاب البشرة السوداء بنسبة الضعف تقريبًا مقارنةً مع ذوي البشرة البيضاء.كما يكون الأشخاص من ذوي البشرة السوداء أكثر عرضة للوفاة بسبب السكتة الدماغية بالمقارنة مع الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء.

أنواع السكتات الدماغية

هناك نوعان من السكتات الدماغية:

تكون حَوالى 80٪ من السكتات الدماغية من النوع الإقفاري- والتي تنجم عن انسداد شرياني (بسبب جلطة دموية غالبًا).في هذه الحالة تُحرم خلايا الدماغ من التروية الدموية، وبالتالي لا تتلقى ما يكفي من الأكسجين والغلُوكُوز (السكر) اللذين ينقلهما الدم.يعتمد الضرر الحاصل على طول فترة حرمان خلايا الدماغ من الدم.إذا حُرمت خلايا الدماغ من الدم لفترة قصيرة فقط، فيمكن أن تتأذى بشكل بسيط، لكنها قد تتعافى.أما إذا حرمت الخلايا في الدماغ لفترة أطول، فقد تتموت، وقد يفقد المريض بعض وظائف الجسم، وأحيَانًا بشكل دائم.يتباين الزمن الذي يؤدي إلى تموت خلايا الدماغ بعد حرمانها من الدم من منطقة لأخرى في الدماغ.ففي حين أن بعض مناطق الدماغ تتموت خلاياها بعد حرمانها لبضع دقائق فقط من الدم، فإن مناطق أخرى من الدماغ قد تبقى حية حتى بعد حرمانها لثلاثين دقيقة أو أكثر من الدم.في بعض الحالات، وبعد أن تتموت خلايا الدماغ في منطقة معينة، قد تتمكن الخلايا الدماغية في منطقة أخرى من القيام بالمهام التي كانت موكلة إلى المنطقة المتموتة.

تُعد النوبات الإقفارية العابرة (TIAs)، والتي تُسمى أحيانًا بالسكتات الصغرى، عامل إنذار مبكر للإصابة بالسكتة الدماغية.وتنجم النوبات الإقفارية العابرة عن انقطاع قصير لوصول الدَّم إلى جزء من الدماغ.وبما أن التروية الدَّموية تعود بسرعة، فإن أنسجة الدِّمَاغ لا تتموت، كما هيَ الحال في السكتة الدماغية، ويستعيد الدماغ وظيفته بسرعة.

في حين تكون 20٪ من السكتات الدماغية من النوع النزفي، بمعنى أنها تنجم عن نزف في الدماغ أو ما حول الدماغ.في هذا النوع من السكتة الدماغية، تتمزق الأوعية الدموية، فتؤثر في تدفق الدَّم الطبيعي، كما يتسرب الدَّم إلى أنسجة الدِّمَاغ أو ما حولها.يؤدي التماس المباشر بين الدم وأنسجة الدماغ إلى تخريش نسج الدماغ، ومع الوقت قد يؤدي ذلك إلى حدوث ندبة في الدماغ قد تتسبب بنوبات عصبية لاحقًا.

عوامل خطر السكتة الدماغية

يمكن ضبط بعض عوامل خطر السكتة الدماغية أو تعديلها إلى حدٍّ ما - على سبيل المثال، عن طريق علاج الاضطراب الذي يزيد من خطر السكتة الدماغية.

إن عوامل الخطر الرئيسية القابلة للتعديل لكلا النوعين من السكتات الدماغية هي:

تكون العديد من هذه العَوامِل عوامل خطر أيضًا لتصلب الشرايين (وهو سبب شائع للسكتة الدماغية الإقفارية).في تصلب الشرايين (تتضيق الشرايين أو تنسد برواسب من المواد الدهنية تتشكل على جدران الشرايين)

تُعد اضطرابات التخثُّر التي تؤدي إلى تخثر مفرط من عوامل خطر السكتات الدماغية الإقفارية.تزيد الاضطرابات التي تزيد من النزف من خطر السكتة النزفية.

حيث يُعدُّ ارتفاع ضغط الدَّم بشكل خاص أحد عوامل الخطر الهامة لحدوث السكتة الدماغية الإقفارية والنزفية.

بالنسبة للسكتة الدماغية الإقفارية،، تنطوي عوامل الخطر الرئيسية القابلة للتعديل على

بالنسبة للسكتة الدماغية النزفية،، تنطوي عوامل الخطر الرئيسية القابلة للتعديل على:

وقد انخفض معدل حدوث السكتات الدماغية في العقود الأخيرة، بسبب زيادة وعي الناس بأهمية السيطرة على كل من ارتفاع ضغط الدَّم وارتفاع مستويات الكولستيرول، بالإضافة إلى ازدياد معدلات الإقلاع عن التدخين.تقلل السيطرة على هذه العَوامِل من خطر تصلب الشرايين.

وتنطوي عواملُ الخطر التي لا يمكن تعديلها على:

  • إصابة سابقة بالسكتة الدماغية

  • كبار السن

  • وجود أقارب أصيبوا سابقًا بسكتة دماغية (عوامل جينية)

أعراض السكتة الدماغية

تحدث أعراض السكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة بشكل مفاجئ.تختلف الأعراض بحسب الموقع الدقيق للانسداد أو النزف في الدماغ.يجري تزويد كل منطقة من الدماغ بالدم عن طريق شرايين محددة.فعلى سبيل المثال، إذا انسد أحد الشرايين المسؤولة عن تزويد منطقة الدماغ التي تتحكم بحركة العضلات في الساق اليسرى، فإن الساق تصبح ضعيفة أو مشلولة.وفي حالة تضرر إحدى مناطق الدماغ المسؤولة عن استشعار اللمس في الذراع الأيمن، فسوف يفقد المريض إحساسه بالذراع الأيمن.

عواقب تضرر مناطق معينة من الدماغ

تتحكَّم مناطق مختلفة من الدِّماغ في وظائف مُعيَّنة.وبذلك، يُحدد مكانُ تضرُّر الدماغ الوظيفةَ المفقودة.

عادةً ما تؤثر السكتات الدماغية في جانب واحد فقط من الدماغ.وذلك لأن معظم الأعصاب في الدماغ تعبر إلى الجانب الآخر من الجسم، وتظهر الأَعرَاض على جانب الجسم المعاكس للجانب المتضرر من الدماغ.ولكن، إذا ألحقت السكتة الدماغية الضرر بالسرطان بجذع الدماغ وأثرت على بعض الأعصاب القحفية، فيمكن لبعض الأعراض أن تظهر أيضًا على نفس الجانب مثل الجانب المتضرر من جذع الدماغ.كما يمكن للسكتات الدماغية التي تُلحق الضرر بجذع الدماغ أن تؤثر في جانبي الجسم أيضًا.(يتصل جذع الدماغ بالمخ، وهو الجزء الأكبر من الدماغ، والحبل الشوكي. تربط الأعصاب القحفية الدماغ وجذع الدماغ بشكل مباشر بالعينين، والأذنين، والأنف، والحلق، وبأجزاء مختلفة من الرأس والرقبة والجذع.)

لماذا تؤثر السكتات الدماغية عادةً في جانب واحد فقط من الجسم

عادةً ما تؤثر السكتات الدماغية في جانب واحد فقط من الدماغ.وذلك لأن معظم الأعصاب في الدماغ تعبر إلى الجانب الآخر من الجسم، وتظهر الأَعرَاض على جانب الجسم المعاكس للجانب المتضرر من الدماغ.

الأعراض التحذيرية للسكتة الدماغية

بما أن العلاج المبكر للسكتة الدماغية قد يساعد على تقليل آثارها والحدّ من فقدان وظائف الجسد والحواس، فينبغي أن يعرف الجميع ما هي الأَعراض المبكرة للسكتة الدماغية.

يجب على الأشخاص الذين تظهر لديهم أي من الأَعرَاض التالية مراجعة الطبيب فورًا، حتى وإن زالت الأَعراض بسرعة:

  • الضعف المفاجئ أو الشلل على جانب واحد من الجسم (مثل نصف الوجه أو ذراع أو ساق واحدة، أو جانب واحد بأكمله)

  • فقدان مفاجئ للإحساس، أو الشعور بأحاسيس غير طبيعية على جانب واحد من الجسم

  • صعوبة مفاجئة في التحدث، بما في ذلك صعوبة نطق الكلمات وأحيانا تلعثم الكلام

  • تشوش ذهني مفاجئ، مع صعوبة في فهم الكلام

  • تغيم رؤية مفاجئ، أو تشوش وفقدان الرؤية، وخاصة في عين واحدة، والرؤية المضاعفة

  • الدوخة المفاجئة أو فقدان التوازن والتنسيق، ممَّا يؤدِّي إلى السقوط

عادةً ما توجد واحدة أو أكثر من تلك الأعراض في كلا النوعين من السكتات الدماغية الإقفارية والنزفية.لا تختلف أعراض النوبة الإقفارية العابرة عن الأعراض السابقة، لكنها عادة ما تختفي في بضعة دقائق، ونادرًا ما تستمر لأكثر من ساعة واحدة.

يمكن للسكتة الدماغية النزفية أن تؤدي إلى أعراض إضافية، مثل:

  • الصُّدَاع الشديد المفاجئ

  • الغثيان والتقيّؤ

  • فقدان مؤقَّت أو مستمر للوعي

  • ارتفاع ضغط كبير في الدم

الأَعرَاض الأخرى

تشمل الأَعرَاض الأخرى التي قد تحدث في وقت مبكر مشاكل الذاكرة والتفكير والانتباه والتعلم.قد لا يكون المريض قادرًا على الإحساس بأجزاء من جسمه، وقد لا ينتبه لآثار السكتة.قد ينحسر مدى الرؤية المحيطية، وقد يفقد المريض سمعه جزئيًا.صعوبة في البلع، وقد يشعر المريض بالدوخة أو الدوار.

قد يجد المريض صعوبة في السيطرة على أمعائه و/أو مثانته لبضعة أيام أو أكثر بعد حدوث السكتة الدماغية.وقد يصبح فقدان السيطرة على الأمعاء والمثانة دائمًا.

ويمكن أن تشمل الأَعرَاض اللاحقة تشنج وتقلص العضلات غير الطوعي وعدم القدرة على السيطرة على المشاعر.يُصاب الكثير من الأشخاص بالاكتئاب نتيجة السكتة الدماغية.

تأثيرات السكتة الدماغية

في معظم الأشخاص الذين يعانون من سكتة دماغية إقفارية، فإن فقدان وظيفة العضو عادة ما يكون أعظميًا بعد حدوث السكتة الدماغية فورًا.ولكن، عند حَوالى 15 إلى 20٪ من المرضى، فإن السكتة الدماغية تكون مترقية، ممَّا يَتسبَّب في خسارة وظيفة العضو بشكل أكبر بعد يوم أو يومين.يسمى هذا النوع من السكتات الدماغية بالسكتات الدماغية المترقية evolving stroke.عادةً ما تفقد وظيفة العضو بشكل تدريجي على مدى دقائق إلى ساعات عند الأشخاص الذين يعانون من سكتة دماغية نزفية.

وعادةً ما يستعيد المريض وظيفة العضو جزئيًا على مدى أيام إلى أشهر، لأنه على الرغم من تموت بعض خلايا الدماغ، إلا أن بعضها الآخر يتأذى بشكل بسيط ويتعافى ويعاود العمل من جديد.كما يمكن لبعض مناطق الدماغ أن تتحول أحيانًا إلى القيام بوظائف كانت موكلة سابقًا إلى الجزء التالف، وهي ميزة يُطلق عليها تسمى التكيفية plasticity.ولكن، يمكن للآثار المبكرة للسكتة الدماغية، بما في ذلك الشلل، أن تصبح دائمة.تصبح العضلات التي لا تستخدم بشكل اعتيادي متشنجة بشكل دائم ومتصلبة، وقد يشعر المريض بتشنجات مؤلمة في العضلات.وقد يبقى من الصعب على المريض المشي، أو البلع، أو نطق الكلمات بوضوح، أو القيام بنشاطاته اليومية.وقد تستمر مشاكل المريض المختلفة مع الذاكرة والتفكير والانتباه والتعلم والسيطرة على العواطف.وقد يصبح الاكتئاب، وضعف السمع أو الرؤية، والدوار مشاكل مستمرة.

مضاعفات السكتة الدماغية

عندما تكون السكتة الدماغية شديدة، يتضخم الدماغ، ويزداد الضغط داخل الجمجمة.تنطوي السكتات الدماغية النزفية على نزفٍ دموي في الدماغ أو في الأنسجة التي تغطيه.يمكن لهذا الدم أن يزيد الضغط داخل الجمجمة.يمكن لزيادة الضغط داخل الجمجمة أن تلحق ضررًا مباشرًا بالدماغ، أو ضررًا غير مباشر عن طريق دفع الدماغ إلى جوانب وأسفل الجمجمة.قد يندفع الدماغ من خلال البنى التشريحية الصلبة التي تقسم الدماغ إلى أحياز، مما يؤدي إلى مشكلة خطيرة تسمى الانفتاق.يؤثر الضغط في المناطق التي تسيطر على التحكم بالوعي والتنفُّس في جذع الدماغ (المنطقة التي تصل بين المخيخ و الحبل الشوكي).يمكن أن يؤدي الانفتاق إلى فقدان الوعي، والغيبوبة، وعدم انتظام التنفُّس، والوفاة.

يمكن للأَعرَاض الناجمة عن السكتة الدماغية أن تؤدي إلى مشاكل أخرى.

إذا واجه الشخص صعوبةً في البلع، فقد يستنشق الطعام أو السوائل أو اللعاب من الفم إلى داخل الرئتين.يمكن لهذا الاستنشاق (يُسمى الشفط aspiration) أن يسبب التهابًا رئويًا شفطيًا، وهو ما قد يكون خطيرًا.كما يمكن لصعوبة البلع أن تتداخل مع الأكل، وتؤدِّي إلى سوء التغذية والتجفاف.

قد يواجه المرضى صعوبةً في التنفُّس.

ومع مرور الوقت وعدم تمكن المريض من الحركة، فيمكن أن يُصاب بقرحات الضغط، وضمور العضلات، والقصر الدائم للعضلات (تقفعات contractures)، وتشكل الخثرات الدَّموية في الأوردة العميقة في الساقين والحوض (الخثار الوريدي العميق ).يمكن للجلطات الدموية أن تنحل، وتغادر موقعها وتنتقل ضمن المجرى الدموي، لتصل في النهاية إلى الرئة (صمة رئوية).

إذا عانى المريض من فقدان السيطرة على المثانة، فقد يزداد خطر إصابته بالتهابات المسالك البولية.

تشخيص السكتة الدماغية

  • تقييم الطبيب

  • التصوير المقطعي المُحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي

  • الفحوص المخبرية بما فيها تلك التي تقيس مستوى السكر في الدم

يمكن للأَعرَاض ونتائج الفحص السريري أن تساعد على تشخيص السكتة الدماغية، ولكن لابد من إجراء بعض الاختبارات لمساعدة الطبيب على تحديد ما يلي:

  • ما إذا كانت السكتة الدماغية قد حدثت أم لا

  • هل الحالة إقفارية أو نزفية

  • مدى شدتها وما إذا كانت المعالجة الفورية مطلوبةً

  • ما هي أفضل طريقة لمنع حدوث السكتة الدماغية في المستقبل

  • هل هناك حاجة إلى العلاج الفيزيائي، وإذا كان الأمر كذلك، فما الذي ينبغي أن يشمله

يجري قياس مستوى سكر الدَّم على الفور، وذلك لأن انخفاض مستوى السكر في الدم (hypoglycemia) قد يُسبب أحيانًا أعراضًا مشابهة لتلك التي تُسببها السكتة الدماغية، مثل الشلل أحادي الجانب.

يُستخدم التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ بهدف:

  • تحديد ما إذا كانت السكتة الدماغية قد حدثت أم لا وتقدير منذ متى حدثت

  • تحديد ما إذا كانت السكتة الدماغية إقفارية أو نزفية

  • اكتشاف أي انسداد في أحد الشرايين الكبيرة بخثرة يمكن استئصالها ميكانيكيًا - تُسمى استئصال الخثرة (الميكانيكي) داخل الوعائي

  • ينبغي التحري عن علامات زيادة الضغط داخل الجمجمة (الضغط داخل القحف)

تساعد هذه الاختبارات الشعاعية على الكشف عن معظم السكتات الدماغية النزفية، باستثناء بعض حالات النَّزف تحت العنكبوتية subarachnoid hemorrhages.عندما لا يكتشف التصوير المقطعي المحوسب عن وجود سكتة دماغية، فيمكن إجراء بزل قطني للتحري عن وجود دم بسبب النزف تحت العنكبوتية.كما يساعد التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي أيضًا على الكشف عن العديد من السكتات الدماغية الإقفارية، ولكن أحيانًا ليس قبل بضع ساعات بعد ظهور الأَعرَاض.

تشتمل اختبارات التصوير الأخرى على: تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي، وتصوير الأوعية المقطعي المحوسب، وتصوير الأوعية الدماغية.يُجرى تصوير الأوعية الدماغية باستخدام أنبوب رفيع ومرن (قَثطَرة) يجري إدخاله في أحد الشرايين في أعلى الفخذ، ويُمرر عبر الشريان الأبهر وصولاً إلى الشريان السباتي في الرقبة ومن ثم إلى الدماغ.تُحقن صبغة التباين في شرايين الدماغ لجعلها مرئية على الأشعة السينية.ولكن، حل تصوير الأوعية المقطعي المحوسب إلى حدٍّ كبير محلَّ تصوير الأوعيَة الدماغية لأنّه أقل بضعًا.ينطوي تصويرُ الأوعية المقطعي المحوسَب على حقن عامل تباين في أحد أوردة الذراع، وهو خيار أكثر أمانًا بعض الشيء من إدخال قثطار في الشريان، كما يحدث في تصوير الأوعية الدماغية.

وعند اللزوم، قد يُجرى نوع متخصص من التصوير بالرنين المغناطيسي، يُدعى التصوير بالرنين المغناطيسي الموزّن بعامل الانتشار diffusion-weighted MRI، والذي يُساعد على إظهار نسج الدماغ التي تضررت بشدة وبشكل دائم عادة وتعطلت وظيفتها.يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي الموزّن بعامل الانتشار أن يساعد الأطباء غالبًا على تمييز النوبة الإقفارية العابرة عن السكتة الدماغية الإقفارية.ولكن هذه الأدوية قد لا تكون متاحة دائمًا.

لتحديد سبب السكتة الدماغية، يحاول الأطباء تحديد مكان المشكلة:

  • القلب: يُجرى تخطيط كهربية القلب (ECG)، وتخطيط صدى القلب، واختبارات الدم للتحري عن ضَرَر القلب الذي قد يتسبب في تشكيل جلطات ومن ثم انتقالها إلى الدماغ.

  • الأوعية الدموية: يُجرى التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بتخطيط الصدى لفحص الأوعية الدموية بين القلب إلى الدماغ.

  • الدم: تُجرى الاختبارات الدموية لتحري الاضطرابات التي تُسبب تخثر الدم.

يُجري الأطباء اختبارات لتحري المشاكل التي قد تساهم في حدوث السكتة مجددًا أو تسببها، مثل العدوى القلبية، أو تدني مستوى الأُكسِجين في الدم، أو التجفاف.يتحرى الأطباء وجود الكوكايين في البول.

تُجرى اختبارات إضافية بحسب الحاجة.تُقيم القدرة على البلع مباشرةً بعد الاشتباه بالسكتة، ويُجرى ذلك أحيانًا باستخدام صور شعاعية بعد ابتلاع مادة يمكن رؤيتها على صور الأشعَّة السِّينية (عامل تباين ظليل للأشعة)، مثل الباريوم.إذا كان الأشخاص يجدون صعوبة في البلع، فلا يُعطون أي شيء عن طريق الفم، باستثناء الأدوية في بعض الأحيان، إلى أن يتحسن البلع.

تُجرى المزيد من الاختبارات، وذلك بحسب نوع السكتة الدماغية التي يشتبه بها الطبيب، بهدف معرفة سببها.

غالبًا ما يستخدم الأطباء مجموعة موحدة من الأسئلة والأوامر لتحديد شدة السكتة الدماغية وكيف يتعافى الأشخاص.تشمل تلك المعايير تقييم مستوى الوعي، والقدرة على الإجابة على الأسئلة، والقدرة على إطاعة الأوامر البسيطة، والرؤية، ووظائف الذراع والساق، والقدرة على الكلام.

علاج السكتة الدماغية

  • عند الحاجة، اتخاذ تدابير لدعم الوظائف الحيوية مثل التنفس

  • أدوية متنوعة لحل الخثرات أو جعل الدَّم أقلَّ عُرضةً للتخثر

  • إجراءات مختلفة لعلاج الشرايين المسدودة أو المتضيقة، أو الجراحة لاستئصال خثرة، أو إدخال وشيعة لسد أم الدم

  • إعادة التأهيل لأاستعادة أكبر قدر ممكن من وظائف الجسم الطبيعية.

  • علاج المشاكل بعد السكتة

يجب على أي مريض يعاني من أعراض السكتة الدماغية طلب الرعاية الطبية على الفور.كلما كان العلاج مبكرًا ، كانت فرص الشفاء أفضل.ولذلك، فإن الخدمات الطبية الطارئة والمستشفيات تعمل باستمرار على تطوير طرق جديدة وأفضل لعلاج الأشخاص الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية في أقرب وقت ممكن بعد بدء الأعراض.

يعمل الأطباء على تحري الوظائف الحيوية للشخص، مثل معدل ضربات القلب، ومعدل التنفس، ودرجة الحراة، وضغط الدم، والتأكد من أنها ضمن المستويات الطبيعية.وإذا لم تكن كذلك، فيجري اتخاذ تدابير لتصحيحها على الفور.على سبيل المثال، إذا كان الشخص في غيبوبة أو لا يستجيب بشكل واعٍ (كما قد يحدث عند الإصابة بفتق الدماغ)، فقد يكون من الضروري استخدام التهوية الميكانيكية (باستخدام أنبوب تنفُّس فموي أو أنفي) لمساعدة الشخص على التنفس.وإذا كانت الأَعرَاض تشير إلى أن ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، فيمكن وصف الأدوية التي تقلل من التورم في الدماغ، كما يمكن وضع جهاز في الدماغ لمراقبة ضغطه بشكل دوري.

تعتمد المُعالجَات الأخرى التي تُستخدم خلال الساعات الأولى والأيام الأولى من الإصابة على نوع السكتة الدماغية.

يمكن أن ينطوي علاج السكتات الدماغية الإقفارية على ما يلي:

  • الأدوية (مثل مضادات الصفيحات، ومضادَّات التخثُّر، والأدوية الحالة للخثرات، وأدوية السيطرة على ارتفاع ضغط الدم)

  • إدخال أنبوب رفيع ومرن (قَثطَرة) في أحد الشرايين، وعادة ما يكون في أعلى الفخذ، إلى أن يصل إلى الشريان الأبهري ومنه إلى شريان محدد في الرقبة، ويتبع ذلك حقن دواء عبر القثطرة لحل الخثرة (حل الخثرة داخل الشرياني)

  • استخدام أدوات يجري تمريرها عبر القثطار (تُسمَّى الإجراءات داخل الأوعية الدَّمويَّة) لإزالة الخثرة (استئصال الخثرة الميكانيكي)، و/أو لتوسيع الشريان المتضيق (رأب الوعاء)، و/أو لوضع دعامة لتوسيع شريان متضيق

  • الجراحة (استئصال باطنة الشريان endarterectomy) لإزالة الترسبات الدهنية التي تمنع جريان الدَّم في أحد شرايين الرقبة

يمكن أن ينطوي علاج السكتات الدماغية النزفية على ما يلي:

  • عند الحاجة، المُعالجَات التي تساعد على تخثر الدم (مثل فيتامين K ونقل البلازما الطازجة المجمدة أو الصُّفَيحات الدَّمويَّة)

  • إذا كان ضغط الدَّم مرتفعًا جدًّا، فينبغي استعمال الأدوية للسيطرة عليه

  • في بعض الأحيان، الجراحة للتخلص من مساحات كبيرة من الدم المتجمع أو لتركيب تحويلة للتخفيف من الضغط المتزايد داخل الجمجمة

  • إدخال لفائف صغيرة أو دعامات من خلال قثطار إلى المنطقة المصابة لعلاج أم دم متمزقة في الدماغ (السبب الأكثر شيوعًا للنزف تحت العنكبوتية - أحد أنواع السكتة الدماغية النزفية)

تُركِّز المُعالجَات اللاحقة والمستمرة على

  • الوقاية من السكتات الدماغية اللاحقة

  • العلاج والوقاية من المشاكل التي يمكن أن تنجم عن السكتات الدماغية

  • مساعدة الشخص على استعادة أكبر قدر ممكن من الوظائف (إعادة التأهيل)

الجدول

إعادة التأهيل

من شأن إعادة التأهيل المكثفة بعد السكتة الدماغية أن تساعد العديد من الأشخاص على التغلب على الإعاقة.تشجع تمارين وتدريبات إعادة التأهيل المناطق غير المتضررة من الدماغ على تعلم القيام بالوظائف التي كانت موكلة إلى المناطق المتضررة.كما يجري أيضًا تدريب الأشخاص على طرق جديدة لاستخدام العضلات التي لم تتأثر بالسكتة الدماغية للتعويض عن الفقدان الحاصل في وظائف العضلات المتضررة.

وتتمثل أهداف إعادة التأهيل فيما يلي:

  • استعادة الوظائف الجسدية للقيام بالنشاطات اليومية قدر الإمكان

  • الحفاظ على الحالة الجسدية وتعزيز القدرة على المشي

  • مساعدة الأشخاص على إعادة تعلم المهارات القديمة وتعلم مهارات جديدة بحسب الحاجة

يعتمد نجاح الشخص في ذلك على منطقة الدماغ المتضررة، والحالة البدنية العامة له، وقدراته الوظيفية والمعرفية قبل السكتة الدماغية، ووضعه الاجتماعي، وقدرته على التعلم، وموقفه النفسي من كل ذلك.إذ يُعد الصبر والمثابرة من العَوامِل الحاسمة في هذا الشأن.يمكن لمشاركة الشخص ضمن أحد برامج إعادة التأهيل أن تساعده أيضًا على تجنب الاكتئاب أو الحدّ منه.

يبدأ برنامج إعادة التأهيل في المستشفى حالما تسمح قدرة الشخص الجسدية بذلك، أي في حدود يوم أو يومين من دخول المستشفى.يُعد تحريك الأطراف المصابة جزءًا مهمًا من إعادة التأهيل.يساعد تحريك الأطراف بانتظام على الوقاية من قصر طول العضلات وتشنجها.كما أنه يساعد في الحفاظ على قوة وتوتر العضلات.وبالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يستطيعون تحريك عضلاتهم بأنفسهم، يقوم اختصاصي العلاج الطبيعي بتحريك أطرافهم.يُشجَّع المرضى على ممارسة نشاطات آخرى، مثل التحرك والتقلب في السرير، وتغيير الوضعية، والجلوس.

تتطلب بعض المشكلات الناجمة عن السكتة الدماغية علاجات محددة - على سبيل المثال ، للمساعدة في المشي (تدريب المشي أو التمشي) ، أو لتحسين التنسيق والتوازن ، أو لتقليل التشنج (شد العضلات اللاإرادي) ، أو للتعويض عن مشاكل الرؤية أو الكلام.

بعد الخروج من المستشفى، يمكن أن تستمر إعادة التأهيل في العيادات الخارجية، أو في دار التمريض، أو في مركز إعادة التأهيل، أو في المنزل.يمكن للمعالجين المهنيين والجسديين أن يقترحوا طرقًا لجعل الحياة أكثر سهولة، والمنزل أكثر أمانًا بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة.

يمكن لأفراد العائلة والأصدقاء المساهمة في إعادة تأهيل الشخص من خلال فهم مدى تأثير السكتة الدماغية على الشخص، وبالتالي فهم حاجات الشخص بصورة أفضل.يمكن لمجموعات الدعم أن توفر الدعم العاطفي والمشورة العملية لأشخاص السكتة الدماغية ومزودي الرعاية الخاصين بهم.

مآل السكتة الدماغية

كلما كانت معالجة السكتة الدماغية أسرع، كلما تراجع احتمال حدوث ضرر شديد في الدماغ، وكانت فرص التعافي أفضل.

يمكن لبعض العَوامِل أن تقلل من فرص التعافي بعد السكتة الدماغية.يمكن للسكتات الدماغية التي تُضعف الوعي، أو تلك التي تؤثِّر في جزء كبير من الجانب الأيسر من الدماغ (المسؤول عن اللغة) قد تكون خطيرة بشكل خاص.

كلما تحسن الأشخاص بسرعة أكبر في الأيام التي تلي السكتة الدماغية، كلما تحسنت فرص التعافي في النهاية.يستمر التحسن عادة حتى ستة أشهر بعد السكتة الدماغية.إذا استمرت مضاعفات السكتة الدماغية الإقفارية حتى 12 شهرًا بعد الإصابة بها لدى البالغين، فغالبًا ما ستكون دائمة، أما عند الأطفال فإن التحسن يستمر لأشهر عديدة.يتضرر كبار السن جراء السكتة الدماغية بشكل أكبر من الأشخاص الأصغر سنًا.بالنسبة لأشخاص السكتة الذين كانوا يعانون سابقًا من اضطرابات خطيرة أخرى (مثل الخرف)، فإن فرص التعافي تكون محدودة أكثر وأكثر.

إذا لم تكن السكتة الدماغية النزفية شديدة، ولم يكن الضغط داخل الدماغ مرتفعًا جدًّا، فإن فرص التعافي منها تكون أفضل من السكتة الدماغية الإقفارية ذات الأعراض المشابهة.حيث إن الدم المتسرب (في السكتة الدماغية النزفية) لا يُلحق الضرر بأنسجة الدِّمَاغ أكثر ما من نقص التروية الدموية (في السكتة الدماغية الإقفارية).

غالبًا ما يحدث الاكتئاب بعد السكتة الدماغية، وقد يؤثر في الشفاء.ولكن، من الممكن معالجة الاكتئاب.ولذلك، إذا كان الشخصُ المصاب بسكتة دماغية يشعر بحزن غير مألوف أو إذا فقد الاهتمام أو المتعة في القيام بأنشطة كانت ممتعة في السابق، فينبغي عليه إخبار الطبيب.كما قد يسأل الطبيب أفراد العائلة عما إذا كانوا قد لاحظوا أية علامات للاكتئاب عند الشخص.بعد ذلك يمكن للطبيب أن يقرر ما إذا كان المريض يعاني من الاكتئاب، وبالتالي يعالجه.

مسائل نهاية الحياة

بالنسبة لبعض المصابين بالسكتة الدماغية، من المتوقع أن تكون قدرتهم على القيام بمهامهم محدودة جدًا على الرغم من العلاج.بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، قد يُنظر إلى نوعية حياتهم على أنها سيئة.قد تركز الرعاية المقدمة لهم على السيطرة على الألم، وتوفير وسائل الراحة، وتقديم السوائل والتغذية.

ينبغي على المرضى الذين سبق لهم الإصابة بالسكتة الدماغية أن يدونوا تعليماتهم المقدمة أو المسبقة في أقرب وقت ممكن، لأن تكرار وتفاقم السكتات الدماغية لا يمكن التنبؤ به.يمكن لتلك التوجيهات أن تساعد الأطباء لاحقًا على تحديد نوع الرعاية الطبية الذي يريده الأشخاص في حال أصبحوا غير قادرين على اتخاذ هذه القرارات.

الوقاية من السكتة الدماغية

مما لا شك به بأن الوقاية من السكتات الدماغية خير من علاجها.والاستراتيجية الأمثل للوقاية من السكتة الدماغية الأولى هي ضبط عوامل الخطر الرئيسية.أما إذا كان الشخص قد تعرض سابقًا للسكتة الدماغية، فلا بد من اتخاذ إجراءات إضافية للوقاية من حدوث سكتة دماغية أخرى.

ضبط عوامل الخطر

ينبغي السيطرة على كل من ارتفاع ضغط الدم والسكري.ينبغي قياس مستويات الكوليسترول في الدم، وإذا كانت عالية، فينبغي استخدام أدوية لخفضها (الأدوية الخافضة للشحوم)، وذلك للحد من خطر تصلب الشرايين.ينبغي علاج الحالات الأخرى التي تزيد من خطر السكتة الدماغية، بما في ذلك الرجفان الأذيني وتضيق الشريان السباتي، وذلك في حال وجودها.

ينبغي الإقلاع عن التدخين والتوقف عن استخدام الأمفيتامينات أو الكوكايين، والحدّ من تناول المشروبات الكحولية بما لا يزيد عن مشروبين يوميًا.ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وإذا كان الشخص يعاني من زيادة وزن، فإن تخفيف الوَزن يساعد على السيطرة على ارتفاع كل من ضغط الدم ومستويات السكّري والكولستيرول.

يساعد القيام بفحوصات منتظمة على تحديد عوامل الخطر للسكتة الدماغية، بحيث يمكن علاجها حالا.

الأدوية المُضادَّة للصُّفَيحات

إذا سبق للشخص أن عانى من سكتة دماغية إقفارية، فيمكن لتناول دواء مضادات للصفيحات أن يقلل من احتمال إصابته بسكتة دماغية إقفارية ثانية.تساعد مضادات الصفيحات على جعل الصفيحات الدموية أقل قابلية للتجمع وتشكيل الخثرة، وهو السبب الشائع للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية.(والصُّفَيحات الدَّمويَّة هي جسيمات صغيرة تشبه الخلايا، وهي تسبح في الدَّم وتساعد في الحالة الطبيعية على تخثره كاستجابة لوجود ضرر في أحد الأوعية الدموية).

يُعد الأسبرين أحد الأدوية المُضادَّة للصفيحات الأكثر فعالية، وعادة ما يَجرِي وصفه.تبلغ جرعة الأسبرين اليومية قرص واحد من الأقراص المخصصة للبالغين أو قرص واحد من الأقراص المخصصة للأطفال (يحتوي على ربع الجرعة الموجودة في قرص الأسبرين المخصص للبالغين).ويبدو أن كلا الجرعتين مفيد في الوقاية من السكتات الدماغية بشكل جيد.إذا كان الأشخاص يُعانون من نوبة إقفارية عابرة أو سكتة دماغية بسيطة، فإن استعمال مشاركة دوائية مكونة من جرعة منخفضة من الأسبرين وكلوبيدوغريل (دواء مضاد للصفيحات) لفترة قصيرة (حوالي 3 أسابيع) يكون أكثر فعالية بعض الشيء في الحد من خطر السكتات الدماغية مستقبلاً بالمقارنة مع استعمال الأسبرين وحده.ولكن هذا الخطر يتراجع فقط خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد السكتة الدماغية.وبعد ذلك، لا يكون للمشاركة أيَّة فائدة إضافية على الأسبرين وحده.بالإضافة إلى ذلك، تزيد المشاركة الدوائية بين كلوبيدوغريل والإسبرين لأكثر من 3 أشهر من خطر النَّزف بمقدار ضئيل.

قد يُوصف دواء كلوبيدوغرل وحده للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل الأسبرين.

يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه مضادات الصفيحات أو الأدوية المماثلة، وبالتالي لا يمكنهم تناولها.كما ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من نزف في الجهاز الهضمي عدم تناول الأدوية المُضادَّة للصفيحات.

مضادَّات التخثُّر

إذا كانت السكتة الدماغية الإقفارية أو النوبة الإقفارية العابرة ناجمة عن جلطات دم قلبية، فقد يُعطى الوارفارين (يُسمى أيضًا كومادين)، وهو مضاد تخثر، لمنع حدوث تخثر الدم.وبما أن استخدام الوارفارين مع دواء مضاد للصفيحات يزيد من خطر النَّزف، فلا تستخدم هذه الأدوية معًا إلا في حالات قليلة للوقاية من السكتة الدماغية.

وقد ظهرت أجيال جديدة من مضادات التخثر مثل دابيغاتران، و أبيكسابان، و ريفاروكسيبان، وتستخدم في كثير من الأحيان كبديل عن الوارفارين.

أضواء على الشيخوخة: السكتات الدماغية

بعد السكتة الدماغية، من المرجح أن يعاني كبار السن من بعض المشاكل، مثل قروح الضغط، والالتهاب الرئوي، والقصر الدائم في طول العضلات مما يحد من حركتها، والاكتئاب.كما يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بحالات أخرى تحد من القدرة على علاج السكتة الدماغية.على سبيل المثال، من الممكن أن يُصاب كبار السن بارتفاع شديد في ضغط الدَّم، أو نزف في الجهاز الهضمي، وهو ما يُعد مضاد استطباب لمضادَّات التخثُّر التي تحد من خطر الخثرات الدموية.كما إن بعض الإجراءات العلاجية، مثل استئصال باطنة الشريان endarterectomy (استئصال جراحي للترسبات الدهنية في الشرايين)، تكون مضاعفاتها أكثر احتمالاً عند كبار السن.ولكن، ينبغي أن تستند القرارات العلاجية على صحة الشخص، وليس على العمر بحد ذاته.

يمكن لبعض الاضطرابات الشائعة عند كبار السن أن تؤثر في معدلات الشفاء بعد السكتة الدماغية، مثل:

  • قد لا يدرك المصابين بالخرف ما هو مطلوب منهم لنجاح إعادة التأهيل.

  • قد يواجه مرضى قصور القلب أو اضطرابات القلب الأخرى خطر الترعض لنوبة قلبية أو سكتة دماغية جديدة، وذلك نتيجة الجهد المبذول في أثناء تمارين إعادة التأهيل.

يكون التعافي الجيد أكثر احتمالاً في الحالات التالية:

  • إذا قدم المساعدة للمُسن أحد أفراد عائلته أو مقدم الرعاية للمساعدة

  • إذا توفرت حالة معيشية تساعد المُسن على الاستقلال (مثل السكن في الدور الأرضي ووجود أسواق بالقرب من المنزل)

  • إذا توفرت الموارد المالية لدفع نفقات إعادة التأهيل

وبما أن التعافي بعد السكتة الدماغية يعتمد على العديد من العَوامِل الطبية والاجتماعية والمالية، فينبغي تصميم برنامج إعادة تأهيل ورعاية كبار السن بشكل فردي وحسب احتياجات كل شخص على حدة، وأن يُدار ذلك البرنامج من قبل فريق متكامل من اختصاصيي الرعاية الصحية (بما في ذلك الممرضات وعلماء النفس والاختصاصيين الاجتماعيين، بالإضافة طبعًا للمعالجين الفيزيائيين والأطباء).ويمكن لأعضاء الفريق تقديم معلومات عن الموارد التثقيفية والطبية والاستراتيجيات المتوفرة لمساعدة المصابين بالسكتة الدماغية والقائمين على رعايتهم في حياتهم اليومية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID