-
يمكن أن يكونَ التهابُ السحايا ناجمًا عن جراثيم أو فيروسات أو فطريات، أو من خلال اضطرابات غير حالات العدوى أو بسبب استعمال أدوية.
-
تشتمل أعراضُ التهاب السحايا على الحُمَّى والصُّدَاع وتيبُّس الرقبة، مما يجعل خفض الذقن إلى الصدر أمرًا صعبًا أو مُستحيلاً، على الرغم من أنَّ الرضع قد لا يعانون من تيبُّس الرقبة. وقد تختلف الأعراض عند كبار السن أو الأشخاص الذين يستعملون أدوية تُثبط جهاز المناعة.
-
يُجرى البزل الشوكي للحصول على عينِّةٍ من السَّائِل النخاعي للتحليل.
-
تختلف معالجة التهاب السحايا باختلاف السبب (مثل، استعمال المضادات الحيوية لتدبير التهاب السحايا الجرثومي)، وتشتمل على الأدوية لتخفيف شِدَّة الأعراض.
يُغطَّى الدماغ والنخاع الشوكي بثلاثِ طبقاتٍ من الأنسجة التي تُسمَّى السحايا. هذه الطبقات هي
بين الغشاء العنكبوتي والأم الحنون يوجد الحيز تحت العنكبوتية. ويحتوي هذا الحيز على السَّائِل النخاعي الذي يجري عبر السحايا، ويملأ الأحياز داخل الدماغ، ويساعد على توسيد الدماغ والنخاع الشوكي.
ينجم التهابُ السحايا في معظم الأحيان عن:
لكنّ بعض الأدوية والاضطرابات التي لا تُسبّب العدوى تُؤدِّي في بعض الأحيان إلى التهاب السحايا (يُسمى التهاب السحايا غير العدوائي). وتشتمل هذه الاضطرابات على ما يلي:
-
السرطانات التي تنتشر إلى السحايا، بما في ذلك ابيِضَاض الدَّم واللمفومة
-
التهاب السحايا كرد فعل لأدوية مُعيَّنة، مثل الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) والأدوية التي تثبط جهاز المناعة
يظهر التهابُ السحايا بشكلٍ مفاجئ غالبًا (يسمى التهاب السحايا الحاد). وفي بعض الأحيان، يتفاقم خلال عدّة أيام إلى بضعة أسابيع (يُسمى التهاب السَّحايا تحت الحاد). وإذا استمرّ لفترة 4 أسابيع أو أكثر، يُعَدُّ مزمنًا. ويمكن أن يعود بعد أن يبدو أنه اختفى (يُسمى التهاب السَّحايا النَّاكس).
يمكن تصنيفُ التهاب السحايا من خلال أسبابه (الجراثيم أو الفيروسات أو أي شيءٍ آخر)، أو من خلال سرعة تفاقمه (الحادّ أو تحت الحاد أو المزمن). ولكنَّه يُصنف عادةً على أنه واحدٌ ممَّا يلي:
-
التهاب السَّحايا الجرثومي الحاد (وهو النوع الأكثر خطورة على الفور)
التهاب السحايا الجرثومي الحاد خطير بشكل خاص ويتفاقم بسرعة. يتعافى معظم الأشخاص المصابين بالتهاب السحايا الفيروسي أو غير العدوائي في غضون أسابيع قليلة. عادةً ما يتقدم التهاب السحايا تحت الحاد والتهاب السحايا المزمن ببطء وبشكل تدريجي، ولكن قد يجد الأطباء صعوبة في تحديد سبب ذلك وبالتالي ماذا يجب أن يكون العلاج.
يشير التهابُ السحايا العقيم، الذي يُستخدَم للإشارة إلى التهاب السحايا الفيروسي عادةً، في الواقع إلى التهاب السحايا الناجم عن أي شيء آخر غير الجراثيم التي تُُسبِّبُ التهاب السحايا الجرثومي الحادّ عادةً. وبالتالي، يمكن أن يشمل التهاب السحايا العقيم التهاب السحايا الناتج عن ما يلي:
-
الفيروسات
-
الاضطرابات التي هي ليست عدوى (مثل الساركويد)
-
ردود الفعل للأدوية
الأعراض
يمكن أن يؤدي اختلافُ أنواع التهاب السحايا إلى ظهور أعراض مختلفة. كما تختلف الأعراضُ في شدتها وسرعة تفاقمها. ولكنَّ جميع الأنواع تتسبَّبُ في حدوث ما يلي:
ومع ذلك، غالبًا ما تكون هذه الأعراض غائبة أو لا يمكن التعرُّف عليها بسهولة عند الرضع. كما قد لا تظهر الحُمَّى وتيبُّس الرقبة عند كبار السن، أو عند المرضى الذين يستخدمون الأدوية التي تثبِّط جِهاز المَناعة (مُثبِّطات المناعة).
وقد يبدو المرضى خاملين أو غير مستجيبين.
التَّشخيص
يشتبهُ الأطباء بالتهاب السحايا بناءً على الأعراض غالبًا. ولكن، تُجرى الاختباراتُ لأنَّ التهاب السحايا يمكن أن يكون خطيرًا.
وإذا اشتبه الأطباءُ بالتهاب السحايا الجرثومي، فإنَّهم يقومون بسحب عينة من الدّم أولًا لاختبارها وزراعتها (لإنماء الأحياء الدقيقة). ولكن، لا يمكن تشخيصُ التهاب السحايا الجرثومي من خلال الاختبارات الدَّمويَّة.
بالنسبة لجميع أنواع التهاب السحايا، يقومُ الأطباءُ بإجراء البَزل النخاعي (البزل القطني) لتأكيد التَّشخيص وتحديد السبب. حيث يجري سحب عَيِّنَة من السَّائِل النخاعي وإرسالها إلى المختبر ليجري فحصها وتحليلها وزراعتها.
ولكن، إذا اشتبه الأطبَّاء أنَّ الضَّغط داخل الدِّماغ يزداد بشكلٍ كبير (نتيجة وجود خُراج أو ورم أو كتلة أخرى في الدِّماغ مثلاً)، فيمكن إجراء الأشعة المقطعية المحوسبة (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أولاً للتَّحرِّي عن هذه الكُتل. وقد يكون إجراء البزل النخاعي عند زيادة الضغط داخل الجمجمة خطيرًا. وقد تنزاح أجزاء من الدماغ إلى الأسفل. وإذا جَرَى الضغط على هذه الأجزاء من خلال فتحات صغيرة في الأنسجة التي تفصل الدماغ إلى حُجيرات، فإن ذلك يؤدي إلى اضطراب يهدد الحياة يُسمَّى انفتاق الدِّماغ.
إذا كان لا يمكن إجراء البزل النخاعي على الفور ويشتبه الأطباء في الإصابة بالتهاب السحايا الجرثومي، يبدأ الأطباء في العلاج بالمضادات الحيوية دون انتظار نتائج الاختبار. بعد خفض الضغط داخل الجمجمة أو إذا لم يتم الكشف عن وجود كتلة، يتم إجراء بزل نخاعي، ويقوم الأطباء بتعديل العلاج، إذا لزم الأمر، بعد حصولهم على النتائج.
العلاج
تختلف معالجةُ التهاب السحايا باختلاف السبب. إذا كان التهاب السحايا ناجمًا عن عدوى، يتمُّ استعمال الأدوية المناسبة المُضادَّة للميكروبات (مثل المضادَّات الحيويَّة أو الأدوية المُضادَّة للفيروسات أو الأدوية المُضادَّة للفطريات).
إذا اشتبه الأطباء في أنَّ التهاب السحايا ناجمٌ عن الجراثيم، أو إذا بدا أنَّ الأشخاص يُعانون من مرضٍ شديد، فإنَّهم يقومون بمعالجة الشخص بالمضادَّات الحيويَّة على الفور، بدون انتظار نتائج الاختبار، لأنَّ التهاب السحايا الجرثومي يتفاقم بسرعة ويُهدِّد الحياة. كما يمكن استعمال الستيرويدات القشريَّة لخفض التَّورُّم في الدماغ.
قد تساعد التدابير العامة على تخفيف شدَّة الأَعرَاض عندما يكون التهاب السحايا ناجمًا عن حالات مثل عدوى فيروسية أو رد فعل لدواء. عندما يكون التهاب السحايا خفيفًا، فيمكن أن يُساعد شرب الكثير من السوائل وأخذ قسط من الراحة واستخدام الأدوية التي تُعطى من دون وصفة طبية على تخفيف شِدَّة الحُمَّى والألم.
وإذا كان التهابُ السحايا شديدًا، يَجرِي إدخال المرضى إلى المستشفى لتلقي العلاج.