(انظُر لمحة عامة عن اضطرابات الحبل الشوكي أيضًا).
-
يمكن للحبل الشوكي أن ينضغط بالعظام، أو بالدم (أورام دموية hematomas)، أو بالقيح (الخراجات)، أو بالأورام (سواءً كانت سرطانية أو حميدة)، أو بتمزق أو فتق القرص.
-
يمكن للأَعرَاض، مثل ألَم الظَّهر، والأحاسيس غير الطبيعية، وضعف العضلات، وضعف السيطرة على المثانة والأمعاء، أن تكون خفيفة أو شديدة.
-
يضع الأطباء التَّشخيص بناءً على الأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري، والتصوير بالرنين المغناطيسي، أو غيره من اختبارات التصوير.
-
غالبا ما تعطى الستيروئيدات القشرية للحد من تورم الحبل الشوكي أو تورم ما حوله، وبذلك تساعد على تقليل الضغط على الحبل الشوكي.
-
قد تُستخدم الجراحة و/أو المُعالجَة الشعاعيَّة لتخفيف الضغط عن الحبل الشوكي.
يكون الحبل الشوكي عادةً محميًا بالعمود الفقري، ولكن يمكن لبعض الإصابات والاضطرابات أن تضغط على الحبل الشوكي، وتعطل وظيفته الطبيعية. يمكن لهذه الإصابات والاضطرابات أن تضغط أيضًا على جذور الأعصاب في العمود الفقري، والتي تمر عبر المسافات بين فقرات الظهر، أو حزمة من الأعصاب التي تمتد نزولا من الحبل الشوكي (ذيل الفرس).
قد ينضغط الحبل الشوكي:
الأسباب
قد ينضغط الحبل الشوكي بأي مما يلي:
-
العظام: في حال حدوث كسر في الفقرات، أو خلع، أو نموها بشكل غير طبيعي (كما يحدث في داء الفقار الرقبية cervical spondylosis)، مما يؤدي إلى انضغاط الحبل الشوكي. يمكن للفقرات التي تضعف بسبب السرطان أو الفصال العظمي أن تنكسر إصابة بسيطة أو حتى بشكل عفوي بدون أي إصابة.
-
النسيج الضام: غالبًا ما يتضخم ويتصلب النسيج الضام الذي يبطن القناة الشوكية مع التقدم في العمر. يؤدي هذا التغيير إلى تضيق القناة الشوكية وانضغاط الحبل الشوكي. (القناة الشوكية هي الممر الذي يمر عبر وسط العمود الفقري ويحتوي على الحبل الشوكي).
-
تجمّع الدَّم (ورم دموي): قد يتجمع الدَّم في الحبل الشوكي أو ما حوله. تُعد الإصابة السبب الأكثر شُيُوعًا للأورام الدموية في العمود الفقري، ولكن يمكن للعديد من الحالات الأخرى أن تُسبب الأورام الدموية أيضًا. وتشمل التوصيلات غير الطبيعية بين الأوعية الدموية (التشوهات الشريانية الوريدية)، والأورام، والاضطرابات النَّزفية، واستخدام مضادَّات التخثُّر (التي تتداخل مع تخثر الدم) أو الأدوية المميعة للدم (التي تحل الخثرات الدموية).
-
الأورام: يُعد السرطان المنتشر (نقائل ورمية) إلى العمود الفقري أو المسافة حول الحبل الشوكي من الأَسبَاب الشائعة لانضغاط الحبل الشوكي. إلا أنه من النادر أن ينجم انضغاط الحبل الشوكي عن ورم داخله. يمكن للورم أن يكون سرطانيًا أو حميدًا.
-
جيب قيحي (الخراج): قد يتراكم القيح خارج الحبل الشوكي، أو بشكل أقل شيوعًا، في الحبل الشوكي، مما يُسبب انضغاطه.
-
تمزق أو فتق القرص: يمكن لتمزق أو فتق القرص المَفصِلي أن يتسبب في انضغاط جذور العصب الشوكي (جزء من الأعصاب الشوكية المجاور للحبل الشوكي) وأحيَانًا الحبل الشوكي نفسه.
غالبًا ما ينجم الانضغاط المفاجئ عن:
ولكن، يمكن للعظام التي ضعفت تدريجيًا (بسبب السرطان أو الفصال العظمي مثلًا) أن تنكسر فجأة، مما قد يُسبب الانضغاط أو يفاقمه(انظر الكُسورُ الانضغاطية للعمود الفقريّ).
قد يحدث الانضغاط التدريجي على مدى أيام إلى سنوات. تختلف الأَسبَاب عادةً بناءً على المدة التي يستغرقها حدوث الانضغاط:
ما هي مُتلازمة ذيل الفرس Cauda Equina Syndrome؟
الأعراض
يمكن للانضغاط الخفيفأن يسبب أعراضًا خفيفة إذا كان يؤثر فقط في بعض الإشارات العصبية الصاعدة أو النازلة في الحبل الشوكي. قد تشمل هذه الأَعرَاض كلًا مما يلي:
قد يتشعع الألم إلى أسفل الساق، وأحيَانًا إلى القدم. إذا كان السبب سرطانًا، أو خراجًا، أو ورمًا دمويًا، فقد يُصبح الظهر مؤلمًا بالجس في المنطقة المصابة. في بعض الأحيان قد يفقد المريض الإحساس. وقد يفقد المنعكسات الطبيعية، بما في ذلك الرغبة في التبول. إذا ازداد الضغط، فقد تزداد الأَعرَاض سوءًا.
يمكن للانضغاط الكبير أن يمنع وصول معظم الإشارات العصبية، مما يؤدي إلى:
إذا مُنعت جميع الإشارات العصبية من المرور، فقد يؤدي ذلك إلى ما يلي:
قد يشعر المريض بانزعاج وألم ضمن شريط يُِشبه الحزام على نفس مستوى انضغاط الحبل الشوكي. وبمجرد أن يبدأ الضغط في إحداث الأَعرَاض، فإن الضرر يتفاقم عادة من الحدّ الأدنى إلى درجة كبيرة لا يمكن التنبؤ بها، ولكن بسرعة خلال بضع ساعات إلى بضعة أيام.
التشخيص
يحتاج المرضى الذين يعانون من أعراض تشير إلى انضغاط الحبل الشوكي إلى عناية طبية فورية، لأن التَّشخيص والعلاج الفوري قد يعكس أو يقلل من فقدان وظيفة الحبل الشوكي.
وبما أن الحبل الشوكي منظم بطريقة محددة، فيمكن للأطباء تحديد الجزء المصاب من الحبل الشوكي بناءً على أعراض الحالة ونتائج الفَحص السَّريري. على سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من ضعف وخدر في الساقين (وليس الذراعين) مع تضرر في وظائف الأمعاء والمثانة، فقد يكون العمود الفقري متضررًا على المستوى المتوسط (الصدري). كما يُساعد موقع الألم أو الألم بالجس على طول العمود الفقري الأطباء أيضًا على تحديد موقع الضرر.
يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) على الفور. وفي حال عدم توفر التصوير بالرنين المغناطيسي، يُجرى تصوير النخاع المقطعي المحوسب (CT). وعادة ما تظهر هذه الاختبارات موضع انضغاط الحبل الشوكي، وقد تشير إلى السبب. يمكن لهذه الاختبارات أن تكشف عن كسر أو انزياح في إحدى الفقرات، أو فتق في أحد الأقراص، أو نمو عظمي غير طبيعي، أو وجود منطقة نازفة، أو خراج، أو ورم. يُجرى تصوير النخاع المقطعي المحوسب بعد إجراء البَزل النخاعي (البزل القطني) بهدف حقن كمية صغيرة من عامل تباين ظليل للأشعَّة (صبغة) في المسافة حول الحبل الشوكي. وهكذا، يمكن للأطباء تحديد ما إذا كان الانضغاط يمنع تمامًا التدفق الطبيعي من السَّائِل النخاعي عبر هذه المسافة.
إذا كان يعتقد بأن السبب هو كسر أو انزياح بسبب الاصابة، فقد تُجرى أيضًا صور بالأشعَّة السِّينية. يُساعد ذلك على تقديم المعلومات بسرعة، مما يمكن الأطباء من تقييم الحالة بسرعة.
ويمكن تأكيد سبب الانضغاط في أثناء الجراحة لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي.
إذا كشف التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير النخاعي المقطعي المحوسب عن وجود كتلة غير طبيعية يتعذر تحديدها بدقة وتُسبب الانضغاط، فينبغي على الأطباء تقرير ما إذا كان من الضروري إزالتها أو لا. وفي حال عدم استئصالها، فسوف يُجري الأطباء خزعة عادةً. ويكون ذلك بأخذ عَيِّنَة من الأنسجة لإجراء الفحوض عليها، وذلك عن طريق إدخال إبرة ضمن الكتلة (يسترشد الأطباء لذلك عادةً بالتصوير المقطعي المحوسب CT)، وقد تؤخذ الخزعة في بعض الأحيان عن طريق إجراء جراحي.
المُعالَجة
إذا كان فقدان الوظيفة جزئيًا أو حديثًا جدًّا (كما هيَ الحال عادةً عند حدوث الانضغاط بشكل مفاجئ)، فيجب أن يُخفف الضغط فورًا. عند اكتشاف حالة انضغاط ومعالجتها بسرعة قبل أن تتخرب المسارات العصبية، فيمكن لهذا العلاج أن يقي من ضرر دائم في الحبل الشوكي، وغالبًا ما يستعيد المريض وظيفة الحبل الشوكي بشكل كامل. عادة ما تتطلب الحالة إجراء عملية جراحية لتخفيف الضغط. كما قد تُستطب الجراحة لإدخال قضبان فولاذية، أو براغي، أو دبابيس لتثبيت العمود الفقري.
تتباين العلاجات الأخرى تبعًا للعامل المسبب.
بالنسبة لبعض الاضطرابات (مثل الأورام والجروح بأدوات حادة)، يَجرِي إعطاء جرعات عالية من الستيرويدات القشرية، مثل ديكساميثازون أو ميثيلبرديسولون عن طريق الوريد في أقرب وقت ممكن. يمكن للستيرويدات القشرية أن تقلل من تورم الحبل الشوكي أو تورم ما حوله، والذي قد يؤدي إلى الانضغاط. بعد إعطاء الستيرويدات القشرية، يجري استئصال الأورام جراحيًا بشكل مباشر أو تُعالج بالأشعَّة.
إذا كان الانضغاط ناجمًا عن سرطان، فإن العلاج عادة ما يشمل الجراحة و/أو المُعالجة الشعاعيَّة.
إذا أدى الخراج إلى أعراض سوء وظيفة في الحبل الشوكي (مثل الشلل أو فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة)، فينبغي على الجراح إزالة الخراج بأسرع وقت ممكن. كما تُوصف المضادَّات الحيوية أيضًا. إذا لم تظهر أعراض ضعف الحبل الشوكي، فإن تصريف القيح بواسطة إبرة، وإعطاء المضادَّات الحيوية، أو كليهما قد يكون كافيًا لعلاج المشكلة.
اذا كان الانضغاط ناجمًا عن ورم دموي، فينبغي تصريف الدَّم المتراكم جراحيًا على الفور. يُعطى المرضى الذين يعانون من اضطرابات نزفية أو يتناولون أدوية مميعة للدم حقنًا من الفيتامين ك ويجري نقل البلازما لهم للحد من خطر النزف.