متلازمة الألم النطاقي المعقد

(متلازمة الألم النطاقي المعقد؛ الحَثل الانعكاسي الودي والحُراق)

حسبJames C. Watson, MD, Mayo Clinic College of Medicine and Science
تمت مراجعته ذو القعدة 1443

تتميز متلازمة الألم النطاقي المعقد أو المركب هو ألم اعتلال عصبي مزمن يتسم بإحساس حارق مستمر أو موجع بالإضافة إلى لشذوذات محددة تحدث في نفس منطقة الألم.تشمل التشوهات زيادة أو نقصان التعرق، والتورم، والتغيرات في لون الجلد و/أو درجة الحرارة، وتلف الجلد، وتساقط الشعر، وتشقق الأظافر أو سماكتها، وهزال العضلات وضعفها، وفقدان العظام.

(انظُر أيضًا لمحة عامة عن الألم).

تُسبب مُتلازمة الألم النطاقي المعقد ألم الاعتلال العصبيفي هذا الاضطراب، تُعالج الإشارات الألمية بشكل غير طبيعي من قبل الدماغ والحبل الشوكي.عادةً ما تحدث بعد التعرض لإصابة.

هناك نوعان من مُتلازمة الألم النطاقي المعقد:

  • النوع 1، والذي جرت العادة على تسميته الحثل الانعكاسي الودي reflex sympathetic dystrophy، والذي ينجم عن أذية نسج غير النسج العصبية، كما لو تهشم العظم وتمزقت النسج الرخوة (مثل الأربطة والأوتار) في حادث.كما قد يحدث أيضًا بعد البتر، أو نوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو سرطان (مثل سرطان الرئتين، أو الثدي، أو المبيض، أو الدماغ).يحدث النوع الأول من الحالة عادةً بعد معالجة الطرف المصاب بجبيرة جزئية أو كاملة لتثبيت حركته.

  • النوع 2، والذي جرت العادة على تسميته الحُراق causalgia، والذي ينتجم عن إصابة الأعصاب.

في بعض الأحيان لا يوجد سبب واضح.

في معظم الأحيان، يحدث كلا النوعين عند الشباب، ويكون أكثر شُيوعًا بمعدل ضعفين أو ثلاثة أضعاف بين الإناث.

تحدث متلازمة الألم النطاقي المعقد في بعض الأحيان عندما يصبح الجهاز العصبي الودي مفرط النشاط.بشكل طبيعي، يهيئ الجهاز العصبي الودي الجسم لحالات الشدة النفسية أو الطوارئ - للهرب أو المواجهة.

أعراض متلازمة الألم النطاقي المعقد

تتباين أعراض مُتلازمة الألم النطاقي المعقد بشكلٍ كبير ولا تتبع نمطًا معينًا.

يكون الألم—الحارق، أو الواخز، أو المُوجِع—شائعًاويحدث عادةً في الطرف المصاب (الذراع أو الساق أو اليد أو القدم).غالبًا ما يتفاقَم الألم بشكلٍ أكبر مما هُو متوقَّع بالنسبة إلى الإصابة.قد يؤدي الإجهاد العاطفي أو التغيرات في درجة الحرارة إلى تفاقم الألم.غالبًا ما تصبح المنطقة المؤلمة حساسة جدًا للّمس (allodynia)ونتيجةً لذلك، فإن التماس مع الجلد يُصبح مؤلمًا جدًّا.

قد لا يستخدم المريض الطرف المصاب بسبب الألم.ونتيجة لذلك، قد لا يتمكن الشخص من تحريك المفصل بشكل طبيعي، على الرغم من عدم تحدد مدى حركته الطبيعية.قد تصبح العضلات قصيرة ومتيبسة بشكلٍ دائمٍ (تُسمَّى التقلُّصات contractures)، وقد يتشكَّل نسيج ندبيّ.

وقد يتورَّم الطرف المُصاب.وقد يتساقط الشعر.وقد تتشقق الأظافر أو تصبح سميكة.قد تتراجع كثافة العظام مع التقدم في السن.قد تضمر العضلات وتصبح ضعيفة.

قد يتعرَّق المريض بشكلٍ أكبر أو أقل من المعتاد، وقد يشعرو بسخونة أو برودة أكثر من المعتاد.قد يبدو الجلد في المنطقة المصابة بلون أحمر، أو متبقعًا، أو شاحبًا، أو لامعًا.

قد تنثني الأصابع أو قد تلتوي القدم في وضعية غير طبيعية وقد تبقى بهذه الوضعية (تسمى خلل التوتر) dystonia).قد يرتعش الطرف المصاب أو ينفض.

يُصاب العديد من الأشخاص الذين يعانون من مُتلازمة الألم النطاقي المُعقَّد بالاكتئاب، و/أو القلق، و/أو الغضب، ويعود ذلك جزئيًا إلى أنَّ سببَ الحالة غير مفهوم بشكلٍ كافٍ، أو بسبب محدودية المُعالجَات، أو صعوبة التنبُّؤ بمآل الحالة.

قد تتراجع الأعراض أو تبقى كما هي لسنوات.يتفاقم هذا الاضطراب عند عدد قليل من الأشخاص، وينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم.

تشخيص متلازمة الألم النطاقي المعقد

  • تقييم الطبيب

يُشخّص الأطباء مُتلازمة الألم النطاقي المعقد استنادًا إلى أعراض محددة في الطرف المصاب.تشتمل هذه الأعراض على ما يلي:

  • يكون الألم أشد مما هُو متوقَّع بالنسبة إلى الإصابة

  • حَساسية للّمس

  • تغيرات محددة في مظهر الجلد أو حرارته

  • التورُّم

  • زيادة أو نقصان في التعرق

  • تساقط الشعر وتشقُّق أو ثخانة الأظافر

  • انخفاض نطاق الحركة، و/أو ضعف العضلات، و/أو حركات غير طبيعية (مثل ارتعاش الطرف المصاب)

إذا كان التَّشخيص غير واضح، فقد يلجأ الأطباء إلى التصوير بالأشعَّة السِّينية أو إجراء مسح للعظام للتحرِّي عن فقدان أو التهاب عظمي.

قد تُجرى دراسات التوصيل العصبي وتَخطيط كَهرَبِيَّة العَضَل.تساعد هذه الاختبارات الأطباء على تحديد ما إذا كان الألم ناجمًا عن مشكلة في العضلات أو الأعصاب.

علاج متلازمة الألم النطاقي المعقد

  • المعالجة الفيزيائية و/أو المهنية

  • إِحصارٌ عَصَبِيّ

  • تحفيز أعصاب الحبل الشوكي

  • مُسكنات الألم (المُسكنات التقليدية والمُساندة analgesics and adjuvant analgesics)

  • المُعالجة النفسية

  • العلاج بالمرآة

يجري عادةً استخدام مجموعة من المُعالجَات لعلاج مُتلازمة الألم النطاقي المعقد.تهدف المعالجة إلى مساعدة الأشخاص على استعمال وتحريك الطرف المصاب.

غالبًا ما يُستخدم العلاج الفيزيائي، وإزالة الحساسية في الطرف المؤلم، والعلاج بالمرآة.

يمكن للعلاج الفيزيائي أن يكون مفيدًا بالطرق التالية:

  • التأكد من أن الشخص يُحرّك الجزء المؤلم لوقاية العضلات من الضمور

  • تعزيز و/أو زيادة المدى الحركي للجزء المؤلم، وتجنب تشكل النسج التندبية حول المفاصل غير المُستخدمة

  • جعل المنطقة المؤلمة أقل حساسية تجاه الألم (إزالة حساسية)

  • تمكين الشخص من القيام بوظائفه على نحو أفضل

كما تُعد إزالة الحساسية مفيدة.ينطوي هذا الإجراء على ملامسة الجزء المؤلم بشيء لا يُهيِّج الجلد عادةً (مثل الحرير).بعد ذلك، وعلى مدى فترة من الزمن، يستخدم الطبيب مواد أكثر تهييجًا بشكل تدريجي (مثل الجينز).كما يمكن أن تنطوي إزالة الحساسية على وضع الطرف المصاب في حمام مائي بارد، ثم في حمام مائي دافئ.

قد يُساعد العلاج بالمرآة الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الألم النطاقي المعقد.يقوم ممارس الرعاية الصحية بتدريب الأشخاص على استخدام هذه الطريقة.يجلس المريض بحيث تواجه مرآة كبيرة الطرف السليم وتُخفي الطرف المصاب.تعكس المرآة صورة الطرف السليم، وتمنح الشخص انطباعًا بأن لديه طرفان سليمان.يُطلب من المريض تحريك طرفه السليم مع مشاهدة انعكاس صورته في المرآة.بهذا الشكل، يشعر الشخص كما لو كان يحرك طرفين سليمين.إذا واظب الشخص على ممارسة هذا التمرين لمدة 30 دقيقة في اليوم على مدى 4 أسابيع، فقد تتراجع شدة الألم بشكل جوهري.تساعد هذه المعالجة على تغيير مسارات الدماغ المسؤولة عن تفسير الإشارات العصبية الألمية في الجسم.

ينطوي التعديل العصبي على تحفيز الأعصاب أو الحبل الشوكي كهربائيًا للتقليل من شدة الألم.

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، يمكن لإحصار العصب الودي أن يخفف الألم إذا كان ناجمًا عن فرط نشاط الجهاز العصبي الودي.وفي مثل هذه الحالات، قد يكون ضروريًا لتمكين المريض من الخضوع للعلاج الفيزيائي.يمكن لمسكنات الألم التي تؤخذ عن طريق الفم، مثل مضادَّات الالتهاب غير الستيرويدية، والأفيونيّات، والعديد من المُسكنات المُساندة (مثل الأدوية المضادة للاختلاجات ومضادَّات الاكتئاب)، أن تساعد أيضًا على تخفيف الألم بشكلٍ كافٍ لجعل العلاج الفيزيائي ممكنًا.

يتضمن تحفيز الحبل الشوكي إجراء عملية جراحية لوضع جهاز تحت الجلد (في الأرداف أو البطن عادةً) ويقوم بتوليد نبضات كهربائية لتحفيز الحبل الشوكي.تُوضع أسلاك رفيعة (leads) صادرة من الجهاز في المسافة حول الحبل الشوكي (المسافة فوق الجافية)تُساعد هذه النبضات الكهربائية على تغيير طريقة إرسال الإشارات الألمية إلى الدماغ، وبالتالي تُغير من طريقة إدراك الأعراض غير المرغوبة.

يمكن أيضًا استخدام التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجِلد (TENS)، إلا أن الأدلة على فعاليته لا تزال محدودة جدًا بالمقارنة مع الأدلة على فعالية تحفيز الحبل الشوكي.يتضمن التحفيز العصبي الكهربائي عبر الجلد وضع أقطاب على الجلد، وليس وضع الجهاز تحت الجلد.تقوم هذه الأقطاب بإنتاج تيار كهربائي منخفض يُسبب إحساسًا واخزًا، ولكنه لا يُسبب تقلص العضلات.

كما يمكن استخدام العلاج النفسي أيضًا عند الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الألم النطاقي المعقد ويعانون أيضًا من الاكتئاب والقلق.

قد يساعد الوخز بالإبر على تخفيف الألم.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID