نقص الحديد

حسبLarry E. Johnson, MD, PhD, University of Arkansas for Medical Sciences
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

عوز الحديد هو سبب شائع لفقر الدم، وهو حالةٌ ينخفض فيها عددُ كريَّات الدَّم الحمر.

  • ينجم نقص الحديد عن فقدان الدَّم لدى البالغين (بما في ذلك النزف خلال فترات الحيض) عادةً، ولكنَّه قد ينجم عن نظام غذائيّ غير مناسب عند الأطفال والنساء الحوامل.

  • يحدث فقر الدَّم، ويجعل الأشخاص يبدون شاحبين ويشعرون بالضعف والتَّعب.

  • يضعُ الأطباء التَّشخيص استنادًا إلى الأَعرَاض ونتائج اختبارات الدَّم،

  • ويبحثون عن مصدر النَزف، وعند التعرف إليه، يُعالجونه.

  • هناك حاجة إلى مكملات الحديد غالبًا، وهِي تُؤخذ عن طريق الفم عادةً.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن المعادن).

يُعدُّ نقص الحديد أحد أنواع نقص المعادن الأكثر شُيُوعًا في العالم،وهو يُسبِّبُ فقر الدَّم عند الرجال والنساء والأطفال.

يوجد معظم حديد الجسم في الهيمُوغلُوبين،والهيموغلوبين هُوَ المُكوِّنُ لكريات الدَّم الحمراء ويُمكِّنها من حمل الأكسجين وتوصيله إلى نسج الجسم.كما يُعدُّ الحديد مكونًا مهمًا لخلايا العضلات وهو ضروري لتشكيل الكثير من الإنزيمات في الجسم.

يُعيد الجسم تدوير الحديد: عندما تموت كريات الدَّم الحمراء، يَجرِي إرجاع الحديد فيها إلى نِقي العَظم ليجري استخدامه مَرَّةً أخرى في كريات دم حمراء جديدة.تُفقَد كمية صغيرة من الحديد يوميًّا، ويجري ذلك بشكل رئيسي من الخلايا المُنسلخة من بطانة المعى،ويَجرِي تعويض هذه الكميَّة المفقودة عادةً من خلال امتصاص 1 إلى 2 ميليغرام من الحديد من الطعام يوميًّا.تفقد النساء كمية أكبر من الحديد في نزف الطمث، وأحيَانًا لا يَجرِي تعويض الكمية المفقودة بالكامل من خلال امتصاص الحديد من الطعام.

يحتوي الغذاء على نوعين من الحديد:

  • الحديد الهيمي: تحتوي المنتجات الحيوانية على الحديد الهيمي،ويكون امتصاصه أفضل بكثير من الحديد اللاهيمي.

  • الحديد اللاهيمي: تحتوي معظم الأطعمة ومكملات الحديد على الحديد اللاهيمي،وهو يمثل أكثر من 85٪ من الحديد في النظام الغذائي المتوسط؛ولكن، يَجرِي امتصاص أقل من 20٪ من الحديد اللاهيمي المُستَهَلك إلى داخل الجسم،ويكون امتصاص الحديد اللاهيمي أفضل عند استهلاكه مع البروتينات الحيوانيَّة ومع فيتامين C.

أسباب عوز الحديد

عند البالغين، يُعدُّ نقص الحديد الأكثرَ شُيُوعًا بسبب

  • فقدان الدَّم

بالنسبة إلى النساء في مرحلة ما قبل سنّ اليأس، قد يُسبب نزف الطمث الشهري هذا النقص في الحديد.بالنسبة إلى الرجال والنساء في مرحلة ما بعد سن اليأس، يُشير نقص الحديد إلى وجود نزفٍ عادةً، ويكون في السبيل الهضمي في معظم الأحيان، وعلى سبيل المثال، من قرحةٍ نازفة أو من سليلةٍ في القولون.يُعدُّ النزف المزمن النَّاجم عن سرطان القولون سببًا خطيرًا عند الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن.

كما يُمكن أن تسبب الاضطرابات التي تُؤثِّرُ في الامتصاص من المعى (اضطرابات سوء الامتصاص)، مثل الداء البطني، نقصًا في الحديد أيضًا.بالنسبة إلى البالغين، قد يكون عوز الحديد العلامةَ الأولى للداء البطني.

قد ينجم نقص الحديد عن اتِّباع نظامٍ غذائيٍّ غير كافٍ، وبشكلٍ أساسي عند الرضع والأطفال الصغار، الذين يحتاجون إلى المزيد من الحديد لأنَّهم في مرحلة النمو.تُوجه المراهقات اللواتي لا يأكلن اللحم خطر الإصابة بنقص الحديد وذلك لأنهنَّ في مرحلة النمو وبدء الطمث،

وتُواجه النساء الحوامل خطر هذا النقص لأنَّ الأجنة المتخلقة تحتاجُ إلى كمياتٍ كبيرةٍ من الحديد.

تُعدُّ الإصابة بنقص الحديد وبفقر الدَّم الناجم عن نقص الحديد شائعةً بين نخبة العدائين ورياضيي السباق الثلاثي.يجري تحري عوز الحديد بشكل روتيني لدى الأشخاص الخاضعين لغسل الكُلى بسبب الفشل الكلوي وقد يحتاجون إلى حقن الحديد في الوريد.

أعراض عوز الحديد

تحدث الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد عند استنفاذ احتياطات الجسم من الحديد،ويُسبب فقر الدَّم الشحوبَ والضعفَ والتَّعبَ.لا يُلاحظ المرضى الشحوب لديهم عادةً، وذلك لأنَّه يحدث بشكل تدريجي جدًا،وقد تضعفُ القدرة على التركيز والتعلُّم،وعندما يكون فقر الدم شديدًا، يمكن أن يُسبب ضيقًا في النَّفَس ودوخة وتسرعًا في ضربات القلب،يمكن لفقر الدم الشديد في بعض الأحيان أن يؤدي إلى تفاقم آلام الصدر (الذبحة الصدرية) والفشل القلبي.وقد يتوقف الطمث عند المريضات.

بالإضافة إلى فقر الدَّم، قد يُسبِّبُ نقص الحديد شهوة الغرائب pica (التوق الشديد إلى أشياء لا تصلح كطعام، مثل الجليد أو الأوساخ أو النشاء النقي)، والأظافر الملعقيَّة spoon nails (أظافر اليدين الرقيقة المقعرة)، و مُتلازمة تململ الساقين (إلحاح لا يُمكن مقاومته لتحريك الساقين عند الجلوس أو الاستلقاء).

في حالاتٍ نادرةٍ، يُسبب نقص الحديد نموَّ غشاءٍ رقيقٍ في جزءٍ من المريء، ممَّا يجعل البلع صعبًا.

تشخيص عوز الحديد

  • الاختبارات الدموية

  • فحص نِقي العَظم أحيَانًا

يجري تشخيص نقص الحديد استنادًا إلى الأَعرَاض ونتائج اختبار الدم.تنطوي النتائج على انخفاض مستوى الهيمُوغلُوبين (الذي يحتوي على الحديد)، وانخفاض الهيماتوكريت (النسبة المئويَّة من حجم الدَّم أي كريات الدَّم الحمراء)، وانخفاض عدد كريات الدَّم الحمراء،وتشير هذه النتائج إلى فقر الدم.ولكن، يحتاج الأطباء إلى المزيد من المعلومات للتمييز بين فقر الدَّم الناجم عن عوز الحديد والأسباب الأخرى لفقر الدم، والتي تُعالَجُ بشكل مختلف تمامًا.بالنسبة إلى فقر الدَّم الناجم عن نقص الحديد، تكون كريات الدَّم الحمراء صغيرةً بشكل غير طبيعي.

كما قد تنطوي اختبارات الدم على قياس ما يلي:

  • الترانسفيرين: وهو البروتين الذي يحمل الحديد في الدَّم عندما لا يكون الحديد موجودًا داخل كريات الدَّم الحمراء.إذا كانت نسبة الحديد في الترانسفيرين أقل من 10٪، يكون نقص الحديد محتملًا.

  • الفيريتين: الفيريتين هو البروتين الذي يُخزِّن الحديد،ويجري تأكيد نقص في الحديد إذا كان مستوى الفريتين منخفضًا.

ولكن، قد يكون مستوى الفريتين طبيعيًا أو مرتفعًا عندما يكون نقص الحديد موجودًا إذا كان لدى الأشخاص التهاب أو عدوى أو سرطان أو ضرر في الكبد.

في بعض الأحيان، تحتاج الحالة إلى فحصٍ لنِقيِّ العَظم حتَّى يضع الأطباءُ التشخيص،حيث تُؤخذ عَيِّنَة من خلايا نقِي العِظام، وعادة من الحَرقَفَة (عظم الورك)، بواسطة إبرة وتُفحصُ تحت المجهر لتحديد كميَّة الحديد الموجودة.

علاج عوز الحديد

  • ضبط النَّزف

  • مكملات الحديد التي تؤخذ عن طريق الفم

  • حقن الحديد في حالاتٍ نادرة

نظرًا إلى أنَّ السبب الأكثر شُيُوعًا لنقص الحديد عند البالغين هو النَّزف الشديد، يقوم الأطباء أولًا بالتحري عن مصدر النزف،وإذا كان المصدر هو نزف الطمث المفرط، فقد يحتاج ضبطه إلى أدوية، مثل موانع الحمل الفمويَّة (حبوب منع الحمل).قد تكون هناك حاجة إلى الجراحة لإصلاح قرحة نازفة أو استئصال سليلة في القولون.قد يكون نقل الدَّم ضروريًا إذا كان فقر الدَّم شديدًا.

قد لا يكون مدخول الحديد في النظام الغذائي العادي كافيا لتعويض الحديد المفقود (لأنَّ الجسمَ يمتصُّ أقل من 20٪ من الحديد الموجود في النظام الغذائي العادي)،وبالتالي، يحتاج معظم أشخاص نقص الحديد إلى أخذ مُكملات الحديد عن طريق الفم مرة أو مرتين في اليوم عادةً.يجري امتصاص الحديد الموجود في المُكملات الغذائية بشكل أفضل عند أخذها على معدة فارغة، أي قبل 30 دقيقة من وجبات الطعام أو بعدها بساعتين، وخصوصًا إذا انطوت الوجبات على الأطعمة التي تُقلِّل من امتصاص الحديد، مثل الألياف النباتية، والأطعمة المحتوية على الفيتات (بما فيها خبز الحبوب الكاملة والنخالة والفاصولياء وفول الصويا والمكسرات)، والقهوة والشاي.إلَّا أنَّ أخذ مكملات الحديد على معدة فارغة يُمكن ان يُسبِّبَ عسر الهضم والإمساك،ولذلك ينبغي أن يأخذ بعض الأشخاص المكملات مع وجبات الطعام.يمكن لمضادَّات الحموضة ومُكملات الكالسيوم أن تُقلِّل من امتصاص الحديد أيضًا،كما أنَّ استهلاك فيتامين C في العصير أو أخذه كمُكمِّل، يُعزِّز امتصاص الحديد، مثلما يفعل أكل كميات صغيرة من اللحوم المحتوية على أحد أشكال الحديد الأسهل امتصاصًا (الحديد الهيمي).يمكن لمكملات الحديد أن تحول لون البراز إلى الأسود—وهو تأثير جانبي غير مؤذٍ.

في حالاتٍ نادرةٍ، يُعطَى الحديد عن طريق الحقن،وتكون الحُقن ضروريةً للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمُّل الأقراص أو لبعض الأشخاص الذين لا يستطيعُون امتصاص كمية كافية من الحديد من السبيل الهضمي.

يستغرق تصحيح فقر الدَّم الناجم عن نقص الحديد عدة أسابيع ولغاية حَوالى شهرين عادةً، وحتى بعد توقُّف النَّزف،وبعد تصحيح فقر الدم، ينبغي أخذ مكمل الحديد لمدة 6 أشهر لسدّ النقص في احتياطيات الجسم.تُجرى اختباراتٌ دمويَّةٌ بشكلٍ دوريّ عادةً لتحديد ما إذا كان الأشخاص يتلقون ما يكفي من الحديد وللتحقق من نزف مستمر.

ينبغي على النساء اللواتي لا يَحِضنَ والرجال عدم أخذ مكملات الحديد أو الفيتامينات المتعددة مع الحديد إلَّا طلب الطبيب فعل هذا،حيث يُمكن أن يجعل أخذ مثل هذه المكملات تشخيص النزف من المعى صعبًا؛وقد يكون مثل هذا النزف ناجمًا عن اضطراباتٍ خطيرة، بما فيها سرطان القولون.

نظرًا إلى أنَّّ الجنين المتخلِّق يحتاجُ إلى الحديد، يُوصي الأطباءً بمكملات الحديد لمعظم النساء الحوامل،ويحتاج معظم الصغار، وخصوصًا الخُدَّج أو الذين كانت أوزانهم منخفضة عند الولادة، إلى أخذ مُكمِّل الحديد،حيث يُعطى على شكل مُستحضر معزز بالحديد، أو بالنسبة إلى الصغار الذين تجري تغذيتهم بالرضاعة الطبيعية، على شكل مكمِّل سائلٍ منفصل.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID